في خطوة مميزة والأولى من نوعها في البلاد، بادر رجل الإصلاح سعيد جودات عمر من سكان مدينة باقة الغربية بوضع اقتراح الذي يكمن في توحيد لجان الصلح في كل البلاد تحت اطار واحد وشامل، ذلك بهدف محاربة الجريمة المستشرية والعنف بكافة اشكاله داخل البلدات العربية على وجه الخصوص.
تأتي هذه المبادرة الطيبة والمسؤولة في اعقاب ما يشهده المجتمع العربي من انفلات بخصوص فوضى السلاح والقتل واطلاق الرصاص اليومي وغيرها من الحوادث التي باتت تشكل خطراً على حياة المواطنين من اطفال ورجال ونساء وتقلق مضاجعهم، كذلك عدم السيطرة على حل نزاعات في الوقت المناسب والتي قسما كبيرا منها انتهت بحوادث مؤلمة ومؤسفة.
رجل الإصلاح سعيد عمر، التقى وتحدث هاتفيا بعدد من مسؤولي واعضاء لجان الصلح، ومن بينهم لجنة الصلح التي يقف على رأسها ابو سفيان السخنيني من الطيرة، كذلك رئيس لجنة الصلح عدنان الجاروشي من الرملة، ورجل الإصلاح الشيخ هاشم محاميد من ام الفحم، ولجنة الصلح في باقة الغربية التي تضم سعيد رسمي ابو حسين والشيخ خيري مجادلة واخرون، ولفيف من رجال الإصلاح الذين لهم باع طويل في هذه المسيرة، حيث قدم سعيد جودات عمر شرحاً وافياً ومهنياً عن الخطوة التي تحمل في طياتها رسالة ايجابية ويحتذى بها، وقد اثنى الجميع عليها وباركوها وايدوا هذه المسيرة السامية التي سيكون لها تأثير كبير داخل المجتمع العربي، وستساهم ايضا في انخفاض نسبة العنف والجريمة وحل الخلافات قبل وقوع اي كارثة.
سعيد جودات عمر قال:"يؤلمني جداً ما وصل اليه مجتمعنا العربي من طريق مسدود امام الجريمة المتفشية، ومن منطلق انني رجل اصلاح ولدي معرفة بمدى خطورة النزاعات اذا استمرت، رأيت من واجبي ومسؤوليتي العمل على بناء خطة مدروسة لمحاربة الجريمة، لهذه الأسباب قررت ان اسعى لتوحيد لجان الصلح في كل البلاد من النقب، القدس، المثلث، وادي عارة، المركز، الجليل، الجولان، حتى نعزز من قوة وتأثير لجان الصلح، وكي نصل لحلول بين العائلات المتخاصمة بشكل افضل".
واضاف:"لقد لمست تجاوباً رائعا من قبل لجان الصلح، وابدى اعضائها عن استعداداتهم الكاملة والتامة للتعاون في سبيل اخراج المبادرة الى حيز التنفيذ، وبالسرعة الممكنة، وخاصة ان مجتمعنا يتعطش للصلح والإصلاح حتى نوقف شلال الدم القائم، وان هذه الوحدة سوف تكون في القمة وصاحبة تأثير ومواقف مشرفة، وستبذل كل ما بوسعها حتى تعيد الأمن والأمان والراحة والإبتسامة لمن يفتقدها نتيجة الخلافات".
وواصل حديثه:" عندما تتوحد لجان الصلح سيكون لها صوت وعنوان واحد، وستكون معتمدة رئيسية لجميع الجهات الإجتماعية، السياسية، الدينية، التربوية، وعن طريقها ستتقسم المهمات للعمل على ايجاد حلول واتفاقيات بين العائلات المتنازعة".
ومضى قائلاً:" كان لي حديث مع عائلات ثكلى التي فقدت ابنائها في جرائم قتل، واتصالات عديدة اخرى من عدة بلدات، وقد اثلجت صدروهم بعد ان علموا بالمبادرة، ورحبوا بها من صميم واعماق قلوبهم، مشيرين "الى انه جاء الوقت لحقن الدماء، وهذخ الوحدة ستكون البداية العظيمة".
وتحدث عمر عن الحراك وقال:"هذه الخطوة ستكون مركبة من عدة جوانب، فقد باشرنا ايضا بإقامة حراك شبابي من بلدات مختلفة وتطرقنا الى الجوانب الحارقة، ونحن في طريقنا الى تشكيل هذا الحراك ليكون ضمن النضال الذي سيعمل على محارفة افة العنف، وسيكون على استعداد تام لأي نشاط يصب في مصلحة الجماهير العربية، وسيكون لي حديث مع جهات اخرى اجتماعية، سياسية، دينية، تربوية، نشطاء، حتى نصبح قوة لخدمة طريقنا ورسالتنا".
وخلال حديثه قال ايضا:" نسأل الله بان يوفقنا في مشوارنا، وقريبا سنعرض امام الجميع الخطوات الهادفة من وراء توحيد لجان الصلح كي تكون معروفة للجميع، وخاصة ان العمل سيكون بشفافية كاملة حتى نصل الى الأهداف المرجوة، وخاصة ان المجتمع اصبح يتذمر من الشعارات والخطوات الروتينية التي لم تجد اي تقدم ولا حلول في مسألة الجريمة. صحيح بان الشرطة هي من يجب ان تقوم بأدائها، لكن في ظل الإستهتار واهمال ملفات العنف، سوف نكون اداة ضاغطة على الأجهزة الحكومية لوضع هذا الملف في سلم الأولويات، ولا بد من ان اشير الى انني استشرت وما زلت اعمل واجتهد كي اكتسب امور اخرى لدمجها في هذا المسار، وانا شخصيا انصح واشجع الأخرين الإنضمام الينا لتكون صرختنا مدوية ومؤثرة على ارض الواقع".
في نهاية اللقاء قال:" هذه فرصة بان اوجه كلمة شكر وتقدير لكل من يسادني ويدعمني وللجان صلح التي باركت في هذه المبادرة الني اعتز وافتخر بها، وسيفتخر بها المجتمع العربي".
هذا وقد التقى سعيد عمر بالعشرات من العائلات الثكلى التي دعمت الخطوة، ومن بينهم جميل شرقية الذي فقد ابنيه محمد واحمد في جريمة القتل التي وقعت قبل شهر ونصف في شارع 9، حيث قال "انا على استعداد تام بان ادعم هذه اللجنة ما دامت ستسعى الى الصلح والإصلاح، فانا لا ابحث من هو خصمي، بل اريد ان يعم الأمن والأمان في بلداتنا".
يشار الى ان الشخصيات التي تحدث معها عمر هم عدنان الجاروشي (ابو ياسر) ، رئيس اللجنة القطرية، ابو سفيان السخنيني من الطيرة من لجنة ابصلح المثلث الجنوبي، الشيخ هاشم محاميد من أم الفحم رئيس لجنة الصلح، الشيخ رائد فتحي من أم الفحم، ابو علي الخمايسي من اللجنة الشمالية، الشيخ مأمون (ابو احمد) من كفر قاسم وهو من لجنة الصلح في المثلث الجنوبي، اسماعيل عياط (ابو حسام) من جلحولية عضو في لجنة المثلث الجنوبي، الدكتور أحمد قعدان عضو دار الإفتاء والبحوث الإسلامية، الشيخ خيري أسكندر عضو في لجنة الصلح في باقة الغربية، سعيد رسمي ابو حسين ، رئيس لجنة الصلح باقة الغربية.