لا يمتلك العلماء حاليا سببا للاعتقاد بأن مجموعة جرعات اللقاح من الشركات المختلفة المصنّعة قد تسبب ضررا
تستمر وتتسارع وتيرة حملات التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد في مختلف أنحاء العالم، في الوقت الذي قدّمت فيه أكثر من شركة واحدة لقاحاتها مؤكدة فاعليتها للوقاية من كوفيد -19، وفي الوقت الذي أوصى فيه الخبراء على الحصول على جرعتين من اللقاح لضمان الحماية من كورونا، قد يتساءل كثيرون عن إمكانية الخلط بين نوعين من اللقاحات، كالدمج بين تطعيم "فايزر" و"موديرنا"، على سبيل المثال.
صورة توضيحية - رويترز
يشار الى أنّ عددا من الشركات حول العالم حصلت على تصريح من أجل استخدام لقاحاتها، وهي لقاحات "فايزر وبيونتيك" و"موديرنا" و"أكسفورد أسترازينيكا" و"سينوفارم" و"سبوتنيك V"، ما يعني أنّنا نقف أمام خيارات عدّة للقاحات وهو ما يجعل الكثير من الناس يتساءلون عن مدى أمان الخلط بين التطعيمات، أي أخذ جرعة ثانية مختلفة عن الأولى من حيث الشركة المصنّعة.
أولًا، نذكّر أنّ توصية الخبراء تقضي بالحصول جرعتين اللقاح من اجل ضمان مناعة قوية ضد فيروس كورونا، على تفصل بين الجرعة الأولى والثانية أسابيع قليلة، وغالبًا ما تكون 3 أسابيع أو 21 يومًا.
ثانيًا، لم تسجّل حالات كثيرة حول العالم تمّ فيها منح لقاحين من شركتين مختلفتين في الجرعتين الأولى والثانية، ووفقًا لما صرّحت به رئيسة قسم التطعيمات في هيئة الصحة العامة البريطانية، ميري رامزي، أنه في "حالات نادرة للغاية، وعند عدم توفر ذات اللقاح في الجرعة الثانية، أو إذا لم يكن هناك سجل عن التطعيم الذي تلقاه الشخص بالجرعة الأولى، فيمكن وقتها إعطاءه لقاحا مختلفا، وهو أفضل من عدم حصوله نهائيا على الجرعة الثانية".
هل الخلط بين اللقاحات آمن؟
لا يمكن الإجابة على هذا السؤال بشكل قاطع، لكن في نفس الوقت لا يمتلك العلماء حاليا سببا للاعتقاد بأن مجموعة جرعات اللقاح من الشركات المختلفة المصنّعة قد تسبب ضررا.
وعلبه، أعلن فريق تطوير اللقاحات في بريطانيا عن تجارب تفحص قابلية تبادل لقاحات كوفيد-19. وبحسب عالم الفيروسات بجامعة "بريستول"، الدكتور ديفيد ماثيوز، فإن المؤشرات الأولية حول أمان تبادل لقاحات كورونا إيجابية مبدئيا، مشددا على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث حول هذه النقطة.
في حال تمّ تاخلط بين اللقاحات، ما مدى فعاليتها؟
يرجح علماء بقوة، أن خلط اللقاحات سيظل ينتج استجابة مناعية قوية، رغم الاختلافات في آليات عمل التطعيمات، والتي تتفق جميعها بمحاكاة عمل الفيروس التاجي، وخداع الجهاز المناعي ليظنّ أنه مصاب بكوفيد-19، وذلك على الرغم من غياب الدراسات التي تؤكد هذا الأمر.
ويرجح بعض العلماء أن جرعتين من لقاحين مختلفين تنتج استجابة مناعية أفضل من اعتماد جرعتين من ذات اللقاح، وهو ما ثبت مع فيروس "السارس" مثلا.
من جانبها، أوضحت ب. هيلين فليتشر من كلية لندن للصحة وطب المناطق الحارة، أن الجمع بين لقاحات فيروس كورونا "الخطوة المنطقية التالية في تطوير لقاحات كورونا، حيث أن التحضير بنوع واحد من اللقاح وتعزيزه بآخر يعد من الأساليب شائعة الاستخدام لزيادة مستوى ومدة الفعالية ضد الأمراض المعدية"، كما قالت.