تعيش عائلة شرقية من جت المثلث، أجواء مؤلمة وحزينة بعد ان فقدت ابنيهما محمد واحمد شرقية في جريمة القتل المزدوجة التي نفذت على شارع 9، عندما كانا في طريقهما لمرافقة ابن شقيقهما امير ابو حسين (25 عاما) من باقة الغربية الذي قتل داخل محله التجاري، لا سيما ان جميع الإتجاهات تؤكد بان الضحايا قتلوا بدم بارد ودون ان يكون لهم اي خلاف مع اي جهة اجرامية او شخصية.
جميل شرقية والد الشقيقين قال:"محمد واحمد كانا من خيرة شباب البلدة، وقد اجتهدا من اجل سعادة افراد عائلاتهما، وتربطهم علاقة طيبة مع الجميع، حتى ان ابني الضحية محمد اشترى لي سيارة ومكيف وكان يهتم بي كثيراً، كذلك الأمر بالنسبة لإبني احمد الذي كان لي معزة خاصة في قلبه، وطوال الوقت كانا في بيتنا وكنا نأكل ونشرب ونضحك سوية، لكن مع الاسف الشديد غادرا ورحلا عنا بظروف صعبة وقاسية ومؤلمة، فقد كنت اتوقع ان يقوما بدفني، ولم اتوقع ان اقوم انا بدفنهما وانا على قيد الحياة".
واضاف الأب الثاكل:" ابني محمد حصل على شهادة مدير مشاريع داخل ورشات بناء، وكان متفوقاً في عمله، وابني احمد درس هندسة كهربائية، ونجح في حياته، والحقيقة انهما قتلا بدم بارد وبدون اي سبب يذكر، حيث عادا من العمل وعندما وصلهما اتصالاً من ام حفيدي امير تعرض لإطلاق رصاص ذهبا الى المستشفى لمرافقته، وفي الطريق تعرضا لإطلاق رصاص حتى الموت بدون اي ذنب يذكر، وبحسب الإعتقاد بانه حصل خطأ في الهدف، اذ ان القاتل اعتقد بان شخص اخر في السيارة، ومع كل ذلك نفذ جريمته البشعة، لا سيما انني ارفض العنف والإجرام بكافة اشكاله".
وواصل حديثه وملامح الحزن في وجهه وعينيه، بينما زوجته كانت في الداخل وهي تبكي الما على ابنيها وقال:" لم اتوقع في يوم من الأيام بان نفقد اثنين من العائلة بجريمة قتل، لأن علاقتنا مع الجميع بخير وسلام ولا يوجد لدينا اعداء، حتى ان جميع عائلة شرقية معروفة على انها مسالمة وتحب الخير للجميع، كما انني لم اخشى على ابنائي من الغدر، لأنهما لم يرتكبا اي خطا في حياتهما، والجميع يشهد لهما بذلك، وما صبرني على ما اصابنا هي الإتصالات التي وصلتنا والزيارات المساندة والداعمة من كل البلاد والتي تحدث اصحابها عن الأخلاق العالية والحميدة التي كانت ترافق محمد واحمد، وانا افتخر بهما واؤكد بأنهما قتلا ابرياء، وقد سمعت التسجيل الصوتي عندما نطق ابني الشهادتين قبل ان يقتل، كذلك ابني الثاني نطق الشهادتين، مما يُظهر كم هما ابرياء وقتلا بدون اي سبب".
وعن اطفال المرحومان قال الأب:"الحمد لله رب العالمين، فقد علم الأطفال بان والديهما لن يعودا، وطوال الوقت يأتون الي ويسالونني "هل والدنا سيعود"، وانا اقول لهما لقد ذهبا الى الجنة. هم يشعرون بالنقص، فهما قدمنا لهم فلن يسد عن مكان والديهما".
في نهاية حديثه قال:"في كل مرة يحصل فيها جريمة قتل، فسوف اعتبر ذلك بانه حصل عندي، وخاصة بعد ان فقدت اثنين من ابنائي، ولا بد ان اذكر بأن الشرطة حتى هذا اليوم لم تواصل معنا ولم تعطينا اي معلومات جديدة حول الجريمة".