قال هيداي زيلبرمان، المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي، إن إيران قد تهاجم إسرائيل من العراق أو من اليمن، "ولدينا معلومات أن إيران تطور هناك طائرات مسيرة وصواريخ ذكية تستطيع الوصول إلى إسرائيل"، مضيفًا أن إسرائيل تراقب عن كثب تحركات إيران في المنطقة. وأشار زيلبرمان في حديث لموقع "إيلاف" السعودي، أن قائد الأركان الإسرائيلي أفيف كوخابي، عندما حذر إيران من الاقدام على أي هجوم، قصد العراق واليمن. وعندما تحدث عن دائرة الدول الثانية كان قصد الدائرة الأولى لبنان وسوريا، لافتًا إلى أن إيران كانت قد هاجمت منشآت أرامكو السعودية في سبتمبر 2019 من اليمن والعراق وإيران مستخدمة عشرات الطائرات المسيرة والصواريخ الموجهة عن بعد بدون أن يكشفها أحد، "وهذا يدل على قدرة إيرانية كبيرة في هذا المجال".
وأكد أن الامر قد يُعاد فعله انطلاقًا من تلك المواقع ضد إسرائيل، لذلك عين إسرائيل على العراق واليمن مؤخرًا.
ونفى الناطق العسكري الإسرائيلي أن تل أبيب تعلم بِنيّة أو خطة إيرانية لضرب إسرائيل بشكل محدد، وقال إن ذكرى السنة الأولى لاغتيال قاسم سليماني (3.1)، قائد فيلق القدس، على يد الأمريكيين مناسبة مهمة وقد تعمد إيران إلى القيام بعمل عسكري انتقامي ضد إسرائيل أو الولايات المتحدة علمًا أن إيران ترى إسرائيل والولايات المتحدة بذات العين ولا تفرق بينهما.
أضاف أن إيران تلقت العديد من الضربات خلال العام المنصرم، من مقتل سليماني إلى استهداف مواقعها في سوريا مرورا بانفجارات غامضة في منشآت برنامجها النووي وانتهاء باغتيال فخرى زادة كبير علمائها النوويين، إضافة إلى العقوبات الدولية والأمريكية والأحوال الاقتصادية الصعبة، ناهيك عن وباء كورونا، وكل هذه الامور تجعل من إيران برميل بارود قابلا للانفجار نظرًا لكمية الاحتقان والضربات التي تلقتها من دون القدرة على الرد المناسب لحجم تلك الضربات.
ردًا على سؤال حول عبور غواصة إسرائيلية قناة السويس متجهة للبحر الأحمر وربما إلى الخليج العربي، قال المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي إنه لا يؤكد هذا الأمر إلا انه لا ينفي أن يكون سلاح البحرية الإسرائيلي يعمل في كل مكان، مشيرًا إلى أن الغواصات الإسرائيلية تبحر وبهدوء إلى اماكن مختلفة بعيدة وقريبة.
أضاف أن الجيش الإسرائيلي يعمل بحرية تامة في كل مكان في الشرق الاوسط وفي دول لا حدود لإسرائيل معها ايضُا، وربما ابعد من ذلك.
وتحدث زيلبرمان عن عمليات نوعية غير معلنة ولا يعرف عنها سوى القلائل في الجيش تتم بالسر في مناطق عدة في الشرق الأوسط.
وبعد سؤال حول أنباء عن دخول فرقة كوماندوس إسرائيلية إلى لبنان مؤخرًا، لفت إلى أن الجيش يتواجد حيث يجب أن يكون، وأن العمليات التي يقوم بها متنوعة وعديدة من تحت الطاولة وفوقها وما بينهما بحسب تعبيره.
ولم ينف دخول فرقة كوماندوس إلى لبنان إلا انه لم يؤكد الواقعة، واكتفى بالقول إن العمليات الإسرائيلية لا حدود لها.
واشار إلى أن إسرائيل هاجمت مواقع في سوريا وأطلقت أكثر من 500 قذيفة وصاروخ ذكي خلال العام المنصرم ولم تتلق أي رد أو هجوم يذكر ما يؤكد أن إسرائيل تقوم بالاستهداف الذكي الذي يطال إيران واذرعها في سوريا وايضا النظام السوري المضيف دون أن تكون لهؤلاء القدرة أو الامكانية للرد.
واشار المتحدث خلال الحديث إلى أن إسرائيل لن تتوقف عن ضرب إيران في سوريا ومنعها من التموضع من جهة ومن تمرير الأسلحة والتقنيات المتطورة لحزب الله في لبنان من الجهة الاخرى.
حول قدرات حزب الله في لبنان، قال زيلبرمان إن حزب الله بدأ يمتلك أو يحاول امتلاك قدرات تكنولوجية للتشويش على القدرات الإسرائيلية تكنولوجيا وإسرائيل تعمل لإيجاد الرد والحل لذلك، ولفت إلى أن حزب الله يمتلك مضادات ارضية الا انها لا تشوش عمل الطائرات الإسرائيلية في الاجواء اللبنانية.
وقال إن سوريا تطلق أكبر عدد من المضادات الأرضية في العالم اليوم مع العلم أن الصواريخ الإسرائيلية الذكية تصيب الاهداف التي تحددها دائما ولا ترى إسرائيل اي عائق امامها في استهداف ما تريده في سوريا.
وتوقع أن يكون العام 2021 عام الهجمات الإلكترونية على إسرائيل لأن الحروب التقليدية والمعارك بدأت تنتقل من العتاد والأسلحة والدبابات وساحات القتال إلى شاشات الحاسوب وتشويش عمل الدول أو شل الدول بواسطة الحرب السيبرانية، حسب تعبيره.
وعن توقعاته للعام المقبل عسكريا، قال زيلبرمان إن كل شيء يمكن أن يتبدل بلحظة، وأن تشتعل الحرب في المنطقة بشكل مفاجئ "وأي حسابات معروفة لنا اليوم يمكن أن تتغير لسبب مجهول".
انتفاضة فلسطينية قد تقلب الأمور
َولفت المتحدث العسكري الإسرائيلي إلى أنه يمكن لانتفاضة فلسطينية أن "تقلب الأمور رأسا على عقب، وأن تغير المعادلات والتفاهمات في المنطقة"، لافتا إلى أن "أي حرب مستقبلية سوف تكبد إسرائيل خسائر فادحة وكبيرة في الأرواح وأن منشآت أمنية واستراتيجية حيوية في إسرائيل قد تدمر بفعل القصف الصاروخي أو الطائرات المسيرة، لذلك فإن إسرائيل تعتمد خطة بناء الجيش الذكي والسريع والمجهز بأحدث الأسلحة والتقنيات لمواجهة أي تهديد".
وختم الناطق العسكري إلى أن قيادة الأركان الحالية "تتمتع بفكر هجومي خلاق ومبتكر يلائم الظروف والاحتياجات المستقبلية"، على حد تعبيره.