اانتخابات الكنيست لمقبلة التي تجري للمرة الرابعة خلال سنتين، من المقرر أن تجري في الثالث والعشرين من شهر آذار/مارس العام الفادم، وستكون نتائجها حسب توقعات المحللين السياسيين ، أسوأ من نتئج الإنتخابات السابقة فيما يتعلق بالعرب.
سبب الإسراع في انتخابات جديدة، ناجم عن خلاف بين رئيس الوزراء نتنياهو رئيس حزب الليكود وبين شريكه في الحكم (نائبه) زعيم حزب أزرق أبيض. والخلاف لا يتعلق بالموضوع الفلسطيني، أو على امتيازات ل ؟عرب إسرائيل" بل على الميزانية. وقد تكون هناك نقاط خلاف أخرى تتعلق بأمور بينهما. وفي كل تشكيلة حكومية لم يكن العرب يوماً موضوع خلاف وكأنهم غير موجودين من ناحية عملية.
على الصعيد العربي، فإن القائمة المشتركة، وكما تبدو الصورة الآن، لن تبقى على حالها يسبب خروج منصور عباس رئيس كتلة (الإسلامية الجنوبية) عن برنامج القائمة المتفق عليه، وجنوحه نحو رئيس الحكومة نتنياهو بصورة واضحة لإنقاذه من السفوط، في الوقت الذي تعمل فيه القائمة على إسقاط نتنياهو بسسب مواقفه المعادية للعرب.
"المشتركة" تضم أربعة مركبات، ومع استحالة بقاء عباس ضمن القائمة بسبب مواقفه، فستبقى القائمة متمثلة في ثلاثة مركبات (الجبهة،العربية للتغيير والتجمع) مما يعني أن هذه القائمة، وحسب التوقعات، لن تحصل على 15 مقعداً وإنما في أحسن الأحوال على عشرة مقاعد، علماً بأن الشعب مستاء جداً مما جرى داخل المشتركة والتمرد الواضح الذي يقوده عباس. هذا يعني أنه من المحتمل أن يفكر الشعب في معاقبة المشتركة وأيضاً معاقبة منصور عباس في صناديق الإقتراع، في حال تشكيله لقائمة لخوض الإنتخابات، ويوم الحساب آت.
قد تكون هناك نية لدى مركبات المشتركة الثلاثة بإدخال مركب رابع، لكن السؤال المطروح :هل يكون هناك إجماع على المركب الجديد؟ وكيف ستكون ثقة الناخب في هكذا قائمة؟ وإذا قررت القائمة خوض الإنتخابات بمركباتها الثلاثة مع إضافة أسماء جديدة لها، فلا شك إن الخلاف سيحدث حتماً حول الرقم (11) في القائمة كما جرت العادة في الخلاف حول الكراسي. على أي حال كافة المؤشرات تدل على انشقاق "المشتركة، التي هي بطبيعة الحال منشقة نظرياً. وبقاء المشتركة بمركباتها الأربعة منعلق بقبول شرط منصور عباس اختيار نهجه كأساس للمشتركة، وهذا ما ترفضه المركبات الثلاثة، لأنه شرط تعجيزي، إذ يطلب من المشتركة تغيير نهجها والذهاب باتجاه التعامل مع نتنياهو أي باتجاه اليمين.
لفت انتنباهي نركيز سلطة رام الله على نتنياهو بشكل خاص، حيث أعرب مسؤولون فلسطينيون ليلة التصويت على مشروع الموازنة الإسرائيلية، عن أملهم في أن يؤدي التصويت إلى نهاية حقبة نتنياهو والخلاص منه. وكأن المشكلة أمام حل القضية الفلسطينية هو نتنياهو. ومن المفترض أن تكون القيادة الفلسطينية خير من يعرف بالسياسة الإسرائيلية. فمن يتمنى ذهاب نتنياهو يأمل في فدوم رئيس حكومة آخر أكثر عقلانية وتفهماً للملف الفلسطيني، فهل هذا الشخص موجود في إسرائيل؟ أكيد لا.
وهمما تكن التوقعات المرتقبة لنتائج انتخابات الكنيست المقبلة، ومهما يكن التغيير في الخارطة الحزبية، فإن الواقع يقول، ان اليمين سيستمر في حكم إسرائيل، لأن اليسار قد أفل نجمه. حتى الجنرالات الذين كانوا يشكلون خطراً على نتنياهو في الانتخابات الماضية في حزب "أزرق أبيض" بزعامة غانتس، لم تعد لهم أهمية في الانتخابات المقبلة، لأن الاستطلاعات تتوقع حصول هذا الحزب ما بين خمسة إلى ستة مقاعد بينما تعطي نتنياهو ثلاثين مقعداً. ومع كل التوقعات المتصلة بتبدّل الخارطة الحزبية الإسرائيلية، اتضح أن الوزير الليكودي الصاعد جدعون ساعر يتوازن مع نتنياهو في الإجابة عن سؤال: أي الشخصيات أنسب لتسلّم منصب رئيس الحكومة،
المنافس القوي لنتنياهو هو زميله في قيادة حزب "الليكود" جدعون ساحر، الذي انشق عنه، وتحالف مع أحزاب: “يمينا”، ”يوجد مستقبل” و"ييش عتيد" في تكتل (الأمل الجديد) الذي يشكل خطراً كبيراً على نتنياهو. فلا تتوقعوا خيراً من أي رئيس حكومة قادم.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com