في خطوة هي الأولى من نوعها، باشر الأمن العراقي بتنفيذ خطّة خاصّة لتأمين محال بيع الخمور في العاصمة بغداد
يعيش العراق منذ سنوات حالة من الفوضى وعدم الاستقرار الأمني، بحيث اعتاد السكّان وبشكل شبه يوميّ على تفجيرات واغتيالات واعتداءات وعمليات استهداف مختلفة، ومؤخرًا شهدت البلاد سلسلة من التفجيرات المنظّمة التي استهدف محلات بيع الخمور والمشروبات الروحية، والتي بلغ عددها 24 تفجيرًا في الشهرين الماضيين، الى جانب استهداف نوادٍ ترفيهية عدّة من خلال القاء قنابل صوتية وترك تهديدات لأصحابها.
أرشيف رويترز
وتشير تحقيقات السلطات الأمنية العراقية الى أنّ الحديث يدور حول عمليات استهداف منظّمة على يد مليشيات مسلَّحة توصف عادة بـ"الولائية"، في إشارة إلى ارتباطها بإيران. وفي خطوة هي الأولى من نوعها، باشر الأمن العراقي بتنفيذ خطّة خاصّة لتأمين محال بيع الخمور في العاصمة بغداد.
وفي التفاصيل، أوضح ضابط مسؤول في الشرطة العراقية، أنّ "الشهر الجاري شهد 9 عمليات استهداف لمحال بيع الخمور، في مناطق الكرادة، والوزيرية، وبغداد الجديدة، والبلديات، وآخرها كان ليل أمس الاثنين في منطقة الدورة جنوبي بغداد"، وذكر أن "عمليات الاستهداف نفذت جميعها بعبوات ناسفة، وضعت عند أبواب المحال، وتسبب انفجارها بأضرار جسيمة"، كما قال.
ونقلت "العربي الجديد" عن الضابط قوله إنّ "قيادة عمليات بغداد وجهت قواتها بتنفيذ خطة لحماية المحال، تم تطبيقها بعدد من مناطق العاصمة، وسيتم تعميمها على عموم المناطق"، مبيناً أن "الخطة قضت بالانتشار الأمني قرب تلك المحال وتوفير الحماية اللازمة لها، كونها مرخصة بالعمل بموجب القانون وفي مناطق متعددة المكونات الدينية والثقافية، ولا يمكن فرض آراء متطرفة على السكان".
وأكد أن "الانتشار يكون يومياً قبل غروب الشمس حتى الساعة العاشرة من صباح اليوم التالي"، مبيناً أن "أصحاب المحال أقاموا دعاوى قضائية، مطالبين بتعويضهم محملين الأمن مسؤولية ما حدث لهم ويجري حاليا التحقيق بعمليات الاستهداف"، على حدّ قوله.
يذكر أخيرًا، أنّ جماعة مسلَّحة تطلق على نفسها اسم "سرية أهل المعروف" وهي مليشيا مرتبطة بإيران، دعت القوات الأمنية العراقية إلى الابتعاد عن محال بيع الخمور، كونها في دائرة الاستهداف.
وجاء في بيان نُسب للجماعة المذكورة أنّه "بعد استهدافنا لأوكار الرذيلة والفساد (محلات المشروبات الكحولية) المنتشرة بكثرة في بغداد، لاحظ فريق الرصد الخاص بالسرية ازدياد الحماية من قبل القوات الأمنية على هذه الأماكن"، مبيناً أنه "في الوقت الذي لا يمنعنا من استهداف هذه الأماكن دون ايذاء إخوتنا في القوات الأمنية، إلا أننا نرجو منهم الابتعاد عن هذه المحلات الفاسدة، لكوننا لن نتوقف عن استهدافهم حتى تطهير أرض بغداد من دنسهم، وبذلك نكون حققنا أحد أهدافنا واستجبنا لدعوات الأهالي المتضررين"، بحسب البيان.