الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 04:02

ثلاث قوائم مشتركة تنتظر المجتمع العربي

بقلم: احمد حازم

احمد حازم
نُشر: 06/12/20 10:34,  حُتلن: 14:18

كان يوم الأربعاء الماضي الثاني من ديسمبر/كانون الأأول يوم شؤم بالنسبة لرئيس الحكومة نتنياهو، لأن الرياح السياسية سارت عكس ما تشتهي سفن مخططاته. فقد وافق الكنيست في اليوم المذكور على مشروع قانون لحل الحكومة، الأمر الذي يمهد الطريق لجعلها صالحة لإجراء جولة جديدة من الإنتخابات.
صحيح أن "القائمة المشتركة" كانت بطبيعة الحال حاضرة في جلسة التصويت لكن أعضاءها لم يكن يجمعهم موقف واحد، بالرغم من أن المشتركة أصدرت قبل ذلك بياناً أكدت فيه دعمها لمشروع حل الحكومة. حتى أن د.أحمد طيبي رئيس "الحركة العربية للتغيير" قال بالحرف الواحد وأفهم من لا يفهم في منشور له على الفيسبوك:": “لنْ أغفر لنفسي ولن يغفر لنا شعبُنا إن أطلنا عُمر حكومة نتنياهو، وبيدِنا إسقاطها”. وبالرغم من أن مضمون بيان "المشتركة" في منتهى الوضوح وكلام أحمد طيبي في غاية الشفافية، ظل منصور عباس كعادته مستمراً في التغريد خارج سرب المشتركة والجنوح باتجاه نتنياهو.
ولكي أكون واضحاً في تحليلي، فإن انتقادي لمنصور عباس ليس لعدم موافقته على كل ما يقرره رئيس المشتركة أيمن عوددة، أو معارضته لكل ما تريده مركبات المشتركة ، بل فقط لأنه ذهب في موقفه باتجاه نتنياهو، وأنا لا أدافع عن المشتركة أبداً، ولي من الانتقادات عليها ما يملأ كتاباً من الحجم الكبير.
"المشتركة" تبرر دعمها لحل حكومة نتنياهو، وكما جاء في بيانها: " لكون نتنياهو هو صاحب قانون القومية وقانون كمنتس وهدم البيوت. وفشله الواضح في معالجة أزمة تفشي ڤيروس كورونا صحياً واقتصادياً الى جانب سياسة الحكومة في تعميق الإحتلال وتوسيع المستوطنات وإقتحامات المسجد الأقصى والمس بالمقدسات، وهو أكثر رؤساء الوزراء تحريضا على الجماهير العربية".
"الحركة الإسلامية الجنوبية" العضو في المشتركة والتي يمثلها أربعة أعضاء والذي يعتبر منصور عباس الأبرز بينهم، وهو الذي يسيرهم سياسياَ، لم يعجبه على ما يبدو ما ورد في بيان "المشتركة" وفضل البقاء بعيداً عنها، إذ أصدر هو الآخر بياناً باسم كتلته حول موضوع مشروع قرار حل الحكومة كان مضمونه مخالفا تماما لمضمون "المشتركة". فقد جاء فيه: "قررت القائمة العربية الموحدة- الحركة الإسلامية أنها ستمتنع عن المشاركة في التصويت على اقتراح قانون حل الكنيست، وتؤكد أنها ليست في جيب أحد من المعسكرات الصهيونية، لا اليمين ولا اليسار والمركز". كلام عباس ليس صحيحاً، لأنه هو نفسه قال في مقابلة مع عميت سيغال على القناة 12 إنه لا يستبعد إمكانية دعم القانون الفرنسي الذي يمنح نتنياهو حصانة من الملاحقة القضائية. أليس هذا الموقف وقوفاً إلى جانب نتنياهو؟
منصور عباس وعلى ما يبدو ينتهج سياسة "خالف تعرف" فهو يعكس ما تتفق عليه الأحزاب الثلاثة في لمشتركة. يقول عباس في بيانه:" لقد حاولنا نحن نواب الحركة الإسلامية خلال الأيام الماضية إقناع الأحزاب الأخرى في القائمة المشتركة بضرورة إجراء مفاوضات حول تصويت حل الكنيست، لكن زملاءنا نواب المشتركة من الأحزاب الأخرى أصروا على موقفهم بحل الكنيست والذهاب إلى انتخابات دون مفاوضات".
عباس يعرف تمام المعرفة أن نتنياهو هو أكبر وأخطر محرض ضد العرب وهو يرأس الحكومة منذ سنوات طويلة ولم تتغير سياساته اليمينية العنصرية ضد العرب، فهل يمكن أن تتغير الآن في مفاوضات عقيمة يطالب بها عباس، الذي لا يريد أن يفهم لغاية الآن أن الهدف الرئيس لنتنياهو هو ضرب المشتركة وشقها.
ويبدو أن منصور عباس لا يقرأ يومياً كبريات الصحافة العبرية اليومية. فقد ذكر موقع صحيفة (هآرتس) في الحادي عشر من الشهر الماضي أن حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الحكومة نتنياهو، يحاول تفكيك القائمة المشتركة، من خلال العمل مع القائمة العربية الموحدة (قائمة الحركة الإسلامية الجنوبية)، ورئيسها النائب منصور عباس، وهي أحد مركبات القائمة المشتركة، بهدف منع رئيس حزب "كاحول لافان" ووزير الأمن، بيني غانتس، من دفع قوانين ضد نتنياهو،
كل الجهود التي يبذلها أعضاء المشتركة من المركبات الثلاثة الأخرى للحفاظ على وحدة "المشتركة" لم تسفر عن إيجابيات لغاية الآن، لأن منصور عباس متمسك بموقفه المتناقض مع موقف هذه المركبات الثلاث، ولا يزال "يحمل السلم بالعرض" الأمر الذي عرض نفسه لهجمات من أعضاء هذه المركبات في وسائل إعلامية متنوعة، وإن كانت بدون ذكر الإسم، لكنها كانت مفهومة ضمنيا أنها انتقاد لعباس.
ويبدو واضحاً أن "المشتركة" لن تبقى كما هي في المرحلة القادمة في ظل هذه الخلافات بين منصور عباس ومركباتها الثلاث الأخرى. ولم يبق سوى إعلان (الطلاق) عن بعضهم، لأن "الغسيل الوسخ" ينشر منذ فترة على حبال "المشتركة"، والفراق في هذه الحالة أفضل من البقاء في مناكفات لا فائدة منها. التاريخ سيعيد نفسه. والمجتمع العربي لن يكون له في انتخابات الكنيست المقبلة قائمتين مشتركتين فقط، بل ثلاث قوائم. مشارك في القائمة الثالثة المتوقعة أكد لي شخصياً أن العمل يجري على قدم وساق منذ وقت لتشكيل قائمة (يهوديةـــ عربية). وعلى ذمة المشارك فإن القيادة الفلسطينية في رام الله تبارك هذه الخطوة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة

.