بيئة العمل تحتوي بيئة العمل في الشركات والمؤسسات على الكثير من المقارنة والتنافس بين العاملين فيها، ويحاول الجميع بذل ما بوسعهم للظهور بأكبر قدر من المهنيّة، ويسعون باستمرار للتطور؛ لإثبات شخصيتهم، واكتساب احترام الآخرين وثقتهم، وللحفاظ على مكانتهم في العمل، وبشكل عام يساعد التقيد بالقيم والمبادئ التي يمتلكها الشخص، وتجنّب مقارنة نفسه مع غيره على إبراز شخصيته المستقلة والواثقة بين زملائه، وتعزيز شعوره بالرضى أكثر خلال العمل وما يلي شرح لطريقة إثبات الشخصية في العمل. كيفية إثبات النفس في العمل احترام الوقت من أهم الصفات التي تثبت الشخص في عمله هي التزامه بالوقت، فمن المهم الوصول إلى العمل قبل أن يبدأ بفترة من الزمن بدلاً من الوصول على الوقت أو متأخراً قليلاً؛ فذلك يؤثر على صورة الشخص أمام مديره وزملائه، وقد يساعد التخطيط لوقت الاستيقاظ على الوصول باكراً للعمل لذلك يجب الأخذ بعين الاعتبار الزمن اللازم للاستعداد، والإفطار، والمواصلات، كما أن الحرص على الوصول للاجتماعات قبل بدئها بقليل والتحضير لها والاستعداد لغيرها من التزامات العمل في هذا الوقت من الدلائل على احترام الشخص للوقت والمواعيد والتزامه وحرصه وتقديره لعمله.
العمل بإتقان يعتبر العمل بجد وإتقان من أهم الصفات المرغوبة في الموظف، ويفضّل أصحاب العمل الأشخاص الذين يحققون نتائح إيجابية وإنجازات على الذين يعبّرون عن حبهم وإنتماءهم للشركة أو المؤسسة بالكلام، وقد يعتقد البعض أن الحصول على صداقة الرئيس أو أصحاب الشأن والاقتراب منهم قد يساعدهم على التقدم في العمل أكثر من العمل بجد، إلا أن التركيز على تحقيق المهام الموكلة للشخص بإتقان هي التي تضمن النجاح والتقدم، كما أنها تلفت نظر صاحب العمل أيضاً، ويُنصح أيضاً بتقليل عوامل التشتيت المحيطة في المكتب وتقليل الأحاديث الجانبية مع الزملاء أثناء ساعات العمل.
تحمل المسؤولية تعتبر خصلة تحمّل المسؤولية من الصفات التي يبحث عنها رؤساء العمل في موظفيهم، حيث تساعد صاحبها على إثبات نفسه وتعزيز مكانته عند مديره وأقرانه، وزيادة ثقتهم به واعتمادهم عليه، ويمكن إظهار تحمل المسؤولية في العمل من خلال الحرص على إنجاز المهمات الموكلة على أكمل وجه، والاستعداد للتعامل مع الظروف التي قد تطرأ على سير العمل، والاستعداد لتحمّل عواقب القرارات الخاطئة إن حصلت، والاستمرار رغماً عن الصعوبات.
التكيف مع نظام العمل يمكن لأي موظف جديد إثبات نفسه في العمل أمام مديره وزملائه من خلال إظهار المرونة والتكيف مع بيئة العمل بأسرع وقت، ويتم ذلك من خلال فهم طبيعة العمل واتّباع قواعد الشركة أو المؤسسة مع الأخذ بعين الاعتبار قيمها ورسالتها، واستخدام طريقة الكلام المناسبة أيضاً؛ حيث تمتلك قطاعات العمل أساليب مختلفة في النداء وأنماط حديث معينة مع الأشخاص حسب مناصبهم، وطرق معينة في التعامل مع العملاء، ومن الجيد الانتباه أو الاستفسار عن قواعد اللباس أيضاً؛ حيث تختلف نوعية اللباس من مهنة إلى أخرى ومن شركة إلى أخرى، ولا يحب أحد أن يظهر بصورة لافتة أو غريبة عن زملائه بسبب اختياراته الخاطئة للملابس، كما يُفضل اختيار الأحذية وملحقات المظهر الخارجي من إكسسوارات وحقائب وغيرها بشكل يتناسب مع طبيعة العمل أيضاً.
فصل الحياة الشخصية عن العمل يعاني الأشخاص الذين لا يفصلون بين الحياة والعمل من انخفاض إنتاجيتهم وتأخير تطورهم مما قد يؤثر سلباً على أدائهم الوظيفي، لذا يفضّل الحفاظ على التوازن بين العمل والحياة الشخصية وذلك من خلال تجنّب القيام بالمكالمات الخاصة أو تبادل الرسائل العائلية أثناء العمل وتأجيلها إلى وقت الاستراحة أو نهاية اليوم، ويساعد القيام بذلك على تعزيز الكفاءة المهنية، وتجنّب ارتكاب الأخطاء الناتجة عن قلة التركيز، ويكسب الشخص المصداقية بين أقرانه، كما أن إنهاء العمل في وقته المحدد يجنب الشخص من الاضطرار إلى تعويضه في باقي ساعات اليوم أو في المساء، ويتيح له التخطيط للعطلات والاستمتاع بها دون الشعور بالتقصير أو الذنب.
عادات يجب التخلي عنها في بيئة العمل ما يلي مجموعة من العادات التي يفضّل تعديلها وتحسينها لإثبات الشخصية في العمل:
الفوضى: تتأثر إنتاجية الشخص عادة بقدرته على تنظيم أفكاره، فكلما كانت آلية سير العمل والأولويات واضحة ومرتّبة كلما كان إنجازها أسهل في الوقت المحدد، وقد يساعد في ذلك استخدام تقويم شهري ومفكرة ورقية أو إلكترونية لتنظيم الوقت، بينما قد يقضي الشخص الفوضوي ساعات طويلة متنقّلاً بين مهمة وأخرى دون إنجازها بطريقة كاملة، باذلاًَ بذلك الكثير من الجهد أيضاً.
الصمت خلال الاجتماعات: تأتي مع الحياة المهنية مجموعة من الفرص التي يمكن استغلالها لترك طابع مميز وجيد عند الآخرين، مثل اجتماعات العمل التي يتم فيها التعريف عن النفس وطرح أفكار بناءة أو إثارة أسئلة مميزة، وللاستفادة من هذه الفرص يُفضل التحضير لها جيداً، والتدرب على التخلص من الخجل والخوف من التحدث أمام الجمهور، وعدم الاكتفاء بالصمت.
العمل لدرجة الإنهاك: يعتقد البعض أن إظهار الإنهماك في العمل لدرجة التعب الشديد يترك طابعاً جيداً عند رئيس العمل، إلا أن أغلب أصحاب العمل يفضلون الأشخاص الذين يعملون بذكاء وينجزون الأعمال بهدوء واتّزان دون إنهاك أنفسهم ودون التفاخر أو التثاقل من الجهد الكبير الذي يصرفونه في العمل.
عدم التحلي بروح الفريق: يُعتبر العمل ضمن روح الفريق من القيم المهمة في المؤسسات والشركات، حيث أنه يساعد على توزيع المهام وإنجازها بوقت أسرع، ويجب على الفرد عدم التردد في طلب المعرفة، أو سؤال أقرانه الأكثر خبرة للاستفادة منهم والبحث عن الحلول.
المبالغة في الأمور: يُعتبر الاتزان في ردود الأفعال والتحلي بالعقلانية والتفاؤل من الصفات المفيدة والمحبّبة في العمل؛ لأنها تساعد الشخص على الاستمرار في البحث عن الحلول دون فقدان العزيمة أو التأثير على الآخرين بطريقة سلبية، فلا أحد يحب التواجد بجانب شخص يبالغ في رد فعله عند مواجهة أي عقبة أو تحدٍ في العمل، ويتصرف بسلبية، ويفقد الأمل وكأنه لا يمكن إيجاد طريقة لحل المشاكل.
الكذب: قد يلجأ البعض للكذب من أجل إخفاء الحقائق أو التخفيف من أثر المشاكل، والذي يؤدي إلى عواقب أسوء بكثير من الصدق؛ وذلك لصعوبة إخفاء الحقائق في بيئة العمل المبنية على المراجعة والدقة، فعلى الرغم من أن التعامل بمصداقية والاعتراف بالخطأ لا يعتبر سهلاً لكنه يكسب الشخص ثقة مديره وزملائه، ويُثبت قدرته على تحمل المسوؤلية، بدلاً من المخاطرة بفقدان ذلك.