الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 13 / نوفمبر 00:02

كيف أحب نفسي وأقدرها

كل العرب
نُشر: 23/11/20 13:35,  حُتلن: 08:48

تعريف حب الذات المقصود بحب الذات هو احترام الإنسان لنفسه وتقبل ذاته كما هي، ويُفهم أيضاً على أنّه انعكاس للشخصية أو تعبير عما يشعر به الإنسان في داخله من خلال مشاعره وأفكاره التي تظهر مدى تقديره واحترامه لنفسه، وحب الذات لا يعني فقط التفكير في الأمور الإيجابية والسعادة الدائمة في كل الأوقات؛ لأن ذلك يعد خروجاً عن المنظور الواقعي للحياة، فالمشاعر التي يشعر بها الإنسان والتي تعد مؤقتة كالحزن والغضب والفرح لا تقلل من حبه لنفسه، ومن الأمثلة على ذلك حُب الإنسان لابنه، فعلى الرغم من أنه قد يشعر بالغضب أو الاستياء منه إلا أنه يسامحه ويلبي احتياجاته ويراعي مشاعره ويتخذ القرارات التي تصُب في مصلحته وتربيته، وحب الذات يشبه ذلك الحب إلى حد كبير، فإذا كان الإنسان على دراية بكيفية حب الآخرين فهو سيتعلم كيف يُحب نفسه.



كيف أحب نفسي وأقدرها قد يكون حُب الأشخاص الآخرين أسهل من حُب الإنسان لنفسه ولكن هناك عدة ممارسات تساعد على تعلم كيفية حب النفس بالشكل الصحيح ومنها:

الرضا وتجنب الوصول إلى الكمال يعاني بعض الأشخاص من عدم تقبّل أي شيء سوى المثالية من أنفسهم، مما يجعلهم يبحثون بشكل مستمر عن الأمور المثالية في الحياة، فعند الوصول إلى هذه المرحلة يجب التوقف فوراً عن التفكير بهذه الطريقة، والتركيز على كيفية الوصول إلى الهدف المطلوب، والعمل بجهد على تحقيقه، كما يجب تقدير هذا الجهد المبذول وعدم التفكير في النتيجة النهائية، مما يولد الشعور بالاعتزاز والثقة بالنفس والقدرة على الاستمرار في العمل بشكل أفضل. التعامل مع الجراح القديمة ومواجهتها تلتئم الجراح الجسدية بسرعة أما بالنسبة لجراح الروح فهي تحتاج لمدة زمنية أطول، فمعالجة هذه الجراح يساعد بشكل كبير على حُب الذات، وهناك العديد من الطرق لمعالجتها والتعامل معها كتجنب الانعزال وعدم البكاء عند تذكر الألم، ويمكن التحدث مع الأصدقاء ومشاركتهم هذه المشاعر مما يساعد على تغير المزاج، وبمعنى آخر يجب مواجهة هذه المشاعر والذكريات والتعامل معها ونسيان الجراح مما يبعث حالة من الاطمئنان والراحة والاسترخاء، وبالرغم من أنها عملية مُجهدة وقد تكون طويلة إلا أنها تخلص النفس من العُزلة والأفكار السلبية والقلق والتوتر والخوف.

الابتعاد عن المقارنات تتفاوت نسب النجاح والفشل بين الأشخاص، لذلك من الأفضل والمنطقي عدم مقارنة شخص مع شخص آخر، وإن كان لا بد من المقارنة فيجب أن تكون ضمن نفس مستوى الشخص الآخر؛ لأنها يمكن أن تكون الدافع لبذل جهد أكبر في تحقيق الأهداف، ولكن إن خرجت عن هذا المنظور وتطورت أكثر فإنها تؤدي إلى فقدان الشعور بالرضا عن النفس.

قراءة الكتب يعتبر بعض الأشخاص أن الكتب هم أصدقاؤهم المقربين، وعالمهم الخاص الذي يجدون أنفسهم فيه، فمن خلال القراءة يستطيعون نسيان الأمور المزعجة التي حصلت خلال أيام العمل الشاقة، كما أن قراءة الكتب تعمل على توسيع المعرفة وتعزيز القدرات العقلية، ويفضل المحافظة على هذه العادة عن طريق قراءة بعض الصفحات يومياً أو قبل موعد النوم.

الحفاظ على الحدود الشخصية يجب على الإنسان تحديد الأمور التي يحتاجها عاطفياً والأمور التي يمكن أن تؤذي مشاعره من قبل الآخرين، وعند شعوره بأن هناك من يتعدى خصوصياته أو من يستمر في تجاهل حدوده واحتياجاته الشخصية ولم يعتذر على هذا التصرف يجب عليه وضع الحدود له وأن يكون حازماً في ذلك؛ لأنه يحق له الحصول على ما يحتاج من الحُب والاحترام والتقدير الذي يستحقه، كما أن الحفاظ على هذه الحدود الخاصة يُعزز الإيمان والثقة بالنفس ويزيد من حُبها.

القيام بالأمور التي تريح النفس يجب على الإنسان التنبه إلى مشاعره عند القيام بالأعمال اليومية، ومعرفة ما يشعره بالإرهاق أو ما يشعره بالسعادة والسرور عند القيام به؛ لأنه إذا اكتشف الأمور التي تشعره بالراحة والسعادة وسعى إلى القيام بها باستمرار دون الالتفات لمن ينتقده أو قد يلومه على فعلها، سيحب نفسه أكثر وسيشعر بالفخر والاعتزاز ويدرك أنه جدير بأن يكون محبوباً بين الآخرين.

زيادة أوقات النوم والاهتمام بها يشكل النوم ثلث حياة الإنسان، لذلك يجب الاهتمام في مكان النوم وطريقته لما لهما من أثر كبير على تحسين تعديل المزاج وتنشيط الجسم، ويتم ذلك من خلال وضع تصميم هادئ لغرفة النوم، وتجنب النوم في أماكن تحتوي على أجهزة كهربائية تصدر الأصوات والإضاءة العالية التي تسبب الإزعاج، ومن المهم الابتعاد عن الإضاءة التي تصدر من الأجهزة الإلكترونية قبل موعد النوم بساعتين، وتجدر الإشارة بأن عدم أخذ كمية كافية من النوم يمكن أن تستنزف وتحد من قدرة الإنسان على القيام بأنشطته اليومية.

تخصيص وقت للراحة والاسترخاء تسبب النشاطات التي يقوم بها الفرد يومياً كالعمل وزيارة الأصدقاء المقربين والتمارين الرياضية بشعوره بالإرهاق والتعب، لذلك من المهم تخصيص وقت للراحة الجسدية والنفسية مثل أخذ قيلولة خلال اليوم، أو الذهاب إلى منتجعات العناية بالجسم، فالراحة والاسترخاء أمران مهمان لتقوية العلاقة بين الإنسان وذاته.

تناول غذاء صحي يمكن تشبيه الطعام الذي يتناوله الإنسان بالوقود الذي يحرك الجسم، فإذا كان الوقود سيء سيشعر الإنسان بعدم الراحة تجاه نفسه وبأنه شخص سيء، وكذلك إذا حرم الفرد نفسه من أنواع الأطعمة التي تشعره بالسعادة سيشعر بأنه كالآلة يأكل ليعيش، لذا على الإنسان الموازنة في تناول الأطعمة المفيدة مثل الخضراوات والفواكه وعدم حرمان نفسه من تناول أطعمته المفضلة، ويجب عليه تجنب الأطعمة المُصنعة والمُضرة بالصحة.

زيارة طبيب نفسي قد تؤدّي الأفكار السلبية ومحفزات المشاعر إلى استرجاع الذكريات القديمة التي يصعب التعامل معها، ويمكن للطبيب النفسي المتمرّس أن يساعد الفرد غلى التعامل مع مشاكل الماضي المُؤلمة من خلال عملية الاستشفاء دون التسبب في استرجاع هذه التجارب المُؤلمة من جديد، لذلك تعد عيادة الطبيب مكاناً رائعاً لتعلّم كيفية التحكم في الأفكار السلبية والاستفادة منها وعدم تكرار الأخطاء السابقة واكتشاف الصفات الإيجابية.

مقالات متعلقة

.