طائراتٌ يا أمي بالألوان
فوقَ سحاتِنا تَطير
في سَمائنا وبين نُجومنا
التي تَحرس الزَّيتون والتِّين
عيناي تَجمعان مَنظرها البهيج
تُغري
تَشد طفولتي
كاكذوبة
تُحلق
تُذكرني بحكايانا بالرِّواية
حين كنتُ أنام على صدرك
اللَّيل الطَّويل
وانْتِ أطراف الأحداثِ تَقصين
للنَّجم للقمر وللضَّباب حين يَسير
أضعُ وسادتي
أخفي وَجهي
أحتضنُ الكلامَ
واكتبُ الرَّسائل للقادمين
كما كُنت لي تفعلين
وأنا يا أُمي
ما زِلتُ في طفولتي الضَّائعة
في مرحلة التَّكوين
طائراتٌ يا أمي بالألوان
في سَمائنا وبين نجومنا
التي تَحرس الزَّيتون والتِّين
وزيتونةٌ
عاشقة
أغصانها تَدلَّت
كأنها في ركوعٍ وسجودٍ
لربِّ الخلق الإحياء والعالمين
أوراقُها تُتَمتِمُ في تَسبيح وصلاةٍ
تَكللت بتاج الآمالِ والاسْترسال
وكأن للمطرِ معها قصة
لا تُضاهيها أسرارُ المارين
تماثلتْ طاعة ًفي الحقولِ
تُطلق عِنان الصَّمت
في صباحٍ
للمطرِ فيه موسيقى وغناءٌ إلى حين