تهتم شركات كثيرة بتطوير لقاح ضد الكورونا، لكي يتسنى لنا العودة للحياة الطبيعية. كما أن وزارة الصحة قامت باقتناء احتمالات للقاحات من شركات مختلفة لنحصل جميعنا على التطعيم
- البروفيسور سلمان زرقا
تطوير وإنتاج لقاح يستغرق وقتًا طويلًا من شركات الأدوية حتى إنهاء كافة العمليات اللازمة للتأكّد من أمرين حاسمين:
1. الأمان: قبل فحص فاعلية اللّقاح، من المهم التأكّد من كونه ليس مضرًا. القانون الأول في الطب هو عدم إحداث ضرر! الخطوة الأولى لفحص اللّقاح هي الأمان، حيث يشكّل عنصرًا رئيسيًا لاستمرار العملية. تقييم الأمان يتم بواسطة بحث الأعراض الجانبية للمادة التي ستُقدّم للأشخاص. هنالك اختلاف بين أعراض جانبية موضعية في مكان الحقنة (بالنسبة للتطعيمات بواسطة الحقن) كالإحمرار والانتفاخ أو أعراض جانبية في أماكن أخرى. السؤال هو عن "الثمن" الطبي الذي ندفعه مقابل الحصول على حماية من الفيروس؟ هناك أعراض جانبية تظهر سريعًا، مقابل أعراض قد تظهر لاحقًا وهي نادرة وغير شائعة وقد تظهر بعد تطعيم الآلاف أو الملايين.
2. الفاعلية والنجاعة: بعد التأكد من عدم الضرر علينا أن نتأكد من النجاعة وفاعلية اللقاح. نريد فحص تأثير اللقاح على مسبّب المرض مثل فيروس كورونا. المصطلح ناجع وفعّال يتطرّق الى فئات عمرية مختلفة وكذلك الى مجموعات (أشخاص) مع أمراض مزمنة تسبب حالات مرضية قاسية. نفحص أيضا المدة الزمنية لنجاعة اللقاح، هل يستدعي الأمر معاودة تلقي اللقاح بعد فترة معينة، كالتطعيم ضد الانفلونزا الذي يكفي لعدة أشهر أم أنه فعّال وناجع لفترة أطول كالتطعيم ضد الحصبة.
البروفيسور سلمان زرقا
بعد القيام بتجريب المادة والتي تشمل مرحلة ما قبل السريرية (انتاج الفيروس، انتاج مادة للوقاية منه ولتطوير مناعة، إجراء تجارب على الحيوانات) مرحلة سريرية (فحص كون اللقاح آمنا لبني البشر بدرجات متفاوتة كاستمرارية لفحص أمان اللقاح)، كما يجب عرض المعطيات على منظمات الرقابة قبل تسجيله لقاحًا بشكل رسمي وقبل إنتاجه بالجملة. المنظمة التي تصادق على اللقاحات في الولايات المتحد ة هي مديرية الغذاء والدواء FDA، أما في أوروبا فهي وكالة الأدوية الأوروبية EMA.
أما في إسرائيل، فوزارة الصحة هي صاحبة الصلاحية والمخوّلة في هذا السياق، بعد أن تقوم لجنة خبراء بفحص معطيات التجارب.
بعد فحص المعطيات والتوصل إلى إثبات واضح على نجاعة اللقاح وأمانه، يسمح باستخدامه على البشر وإقرار طريقة تلقّيه، ولأية فئات من الأشخاص وبأي كمية.
وبما أن الإنتاج يستغرق وقتًا طويلًا (اللقاح ضد فيروس الكورونا)، من المفترض أن يعطى اللقاح لمجموعات من الأشخاص الذين يتواجدون في خطر أو معرّضين للإصابة بالأمراض أكثر من غيرهم، وكذلك لأشخاص يعملون في المؤسسات الطبية، ومن ثمّ يقدّم لمجموعات أخرى.
خلال تطوير اللّقاح، قد تطرأ على الفيروس تغييرات ويطوّر طفرات جينية، ما قد يؤدّي الى انتاج المزيد من "النُسخ/ الأصناف" مثلما هو الحال بالنسبة لفيروس الانفلونزا. طفرة كبيرة حدثت مؤخرًا في الدنمارك لدى حيوان المنك وانتقلت للإنسان. وما زال من غير الواضح ما يعنيه هذا الأمر بالنسبة للّقاحات التي يتم تطويرها.
تهتم شركات كثيرة بتطوير لقاح ضد الكورونا، لكي يتسنى لنا العودة للحياة الطبيعية. كما أن وزارة الصحة قامت باقتناء احتمالات للقاحات من شركات مختلفة لنحصل جميعنا على التطعيم. إلى أن يصل التطعيم ويتاح للجميع، ما زال معنا فيروس كورونا وأمامنا فصل الشتاء الذي يجلب معه الانفلونزا أيضا، وعلينا أن نحمي أنفسنا وعائلاتنا لكي نتجاوز الشتاء بأقل ضرر وأمراض، وبالتأكيد من خلال ملاءمة ظروف الحياة لجائحة الكورونا وبدون إغلاقات.
الحل الوحيد المتاح لدينا هو وضع الكمامة، غسل اليدين والتباعد الاجتماعي وبلا تجمّهرات.
دمتم سالمين.