الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر تناول في كلمته التي ألقاها في الثامن والعشرين من الشهر الماضي، بمناسبة الاحتفال السنوي بالمولد النبوي الشريف، ما يتعرض له الإسلام والمسلمون من إساءات في أوروبا. وأعرب عن رفض الأزهر مع كلِّ دول العالَم الإسلامي وبقوَّةٍ البذاءات التي تُسيء في الحقيقة إلى المسلمين ونبيِّ المسلمين، والتي يؤكد أصحابها جهلهم بعظمة هذا النبي الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم. وكان فضيلة الشيخ على حق عندما شدد "على أن الإساءةَ للإسلام والمسلمين هي عبثٌ وتهريجٌ وانفلاتٌ من كلِّ قيود المسؤوليَّة والالتزام الخُلُقي والعرف الدولي العام، وهو عداءٌ صريحٌ لهذا الدِّين الحنيف، ولنبيِّه الذي بعَثَه الله رحمةً للعالَمين"
وفي تلميح انتقادي واضح منه إلى فرنسا، طالب الدكتور أحمد الطيب المجتمع الدولي:" بإقرار تشريع عالمي يتجريم معاداة المسلمين والتمييز ضدهم، من أجل ألا توقد نار الفتنة والكراهية والإساءة، في أقطار طالما تغنت بأنها أقطار الثقافة، وحاضنة الحضارة والتنوير والعلم والحداثة، ثم تضطرب في يديها المعايير اضطرابا واسعا، حتى بتنا نراها وهي تمسك بإحدى يديها مشكاة الحرية وحقوق الإنسان، بينما تمسك باليد الأخرى دعوة الكراهية ومشاعل النيران".
عملية الإساءة للإسلام والمسلمين في أوروبا ليست فقط عملية عداء لكل ما هو مسلم، إنما هي تجرد من كل مسؤولية وابتعاد عن الإلتزام بالأعراف الدولية، ولذلك جاءت المطالبة بإقرار "تشريع دولي" يحرم معاداة الإسلام والمسلمين وممارسة كافة أشكال التمييز ضدهم. ولا شك أن هذه المطالبة سيكون لها تأثير كبير على الصعيد العالمي، بحيث لو تم تحقيق هه المطالبة، فإن جذور الإساءة للإسلام والمسلمين سيتم اجتثاثها وستكون هناك حماية لحقوق المسلمين وعدم الإساءة إلى مقدساتهم،إن العداء للإسلام لم يقتصر فقط على الرسوم المسيئة، فهناك من قام بحرق القرآن الكريم، كلام الله تعالى، والاعتداء على المساجد وقتل المصلين وهم في بيت من بيوت الله، وقد تكرر ذلك في دول غربية من قبل مجموعات التطرف اليميني في أوروبا وأمريكا.
نقطة مهمة لا بد من الإشارة إليها: الإحصاءات الغربية تقول ان 98% من العمليات الإرهابية في العالم نفذها غير مسلمين لخلفيات عرقية أو قومية أو انفصالية أو يمينية متطرفة، وأن 2% فقط نفذها مسلمون. ووراء هؤلاء الـ 2%، تنظيمات إرهابية كالقاعدة وداعش وغيرهما، وللطرافة فإن قيادة هذه التنظيمات هي تحت الرعاية الغربية في بريطانيا وفرنسا وغيرهما من الدول الغربية. بمعنى أن الدول الغربية هي المسؤولة عن كل ما تسميه "تطرف إسلامي" وليس الإسلام أو المسلمين.
والسؤال المنطقي الذي يطرح نفسه في ظل هذه النسب: لماذا لا يتم الحديث عن ديانة أي إرهابي غير مسلم من هؤلاء ألـ 98 بالمائة ووصم دينه بالإرهاب بينما يتم وصف الإسلام بالإرهاب؟
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com