الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 04:02

هل المشتركة بطريقها نحو التطبيع ؟!/ بقلم: غسان عبدالله

غسان عبدالله
نُشر: 26/10/20 13:58,  حُتلن: 18:47

لو قمنا باستعراض خاطف وسريع ولنمر عبر محطات الانتخابات الاخيره للكنيست، الاولى والثانيه والثالثه ولنلقي الضوء عليها ولنقف عند بعضها ودون الخوض بالتفاصيل والحيثيات لوصلنا لقناعة تامة الى معادلة لا تقبل التأويل ولا الشرح الطويل ان القائمه المشتركة هي فعلا ارادة شعب وهي البوصلة التي عبرها فقط نصل بر الامان.

ولنبدأ بانتخابات التاسع من ابريل/نيسان اي انتخابات ال ٢١ للكنيست وقد خاضت حينها الاحزاب العربيه هذه الانتخابات بقائمتين تحالفيتين منفردتين ، تحالف الجبهة والعربيه للتغيير وتحالف الاسلاميه والتجمع ، وذلك بعد ان تعذر خوض الانتخابات بقائمه واحده وبعد فشلها باستمرارية المشتركه وبعد ان كانت ممثله ب ١٣ عضوا في انتخابات 2013.
فكانت الضربه المؤلمه والصفعه المدويه لهاتين القائمتين اذ حصلتا فقط على عشرة مقاعد ولتخسر من قوتهما ثلاثة مقاعد بعد ان قامت جماهيرنا العربيه بتلقينهما درسا قاسيا عقابا على تفكك المشتركه ، وذلك بمقاطعتها للانتخابات اذ لم تتجاوز نسبة التصويت 49% .
وسرعان ان جاءت انتخابات السابع عشر من ايلول/سبتمبر لتلتقط الاحزاب العربيه هذه الفرصه لتقوم مباشرة بتصحيح المسار واعادة الاعتبار وتقديم الاعتذار لناخبيها وشعبها ، وفعلا اعادت هيبتها وكرامتها وقد فهمت واستوعبت الدرس جيدا وسارعت الى الاتفاق لتشكيل المشتركه ثانية ، وهكذا استردت ثقة شعبها واستردت ما خسرته في المعركه السابقه وهنا قطعت جهيزه قول كل خطيب وبدليل قاطع لا ريب فيه ولا شك ان المشتركه هي ارادة شعب وان جماهيرنا العربيه هي صاحبة القرار وهي القول الفصل وهي التي تحدد متى وباي حالة تعطي ثقتها للاحزاب العربيه ومتى وباي حالة تضربها على يدها او تصفعها على خدها او ربما تلفظها تماما ان استدعت الحاجه الى ذلك.
وجاءت انتخابات الثاني من مارس/ اذار واستمرت المشتركه بتحالفها وتلاحمها وتماسكها وكلنا نذكر الاجواء التي سادتها حيث تجلت بها كل القيم الوطنيه والاخلاقيه وايضا التفاهم والانسجام الكاملين بين كل مركبات المشتركه دون استثناء وبعيدا عن التشنجات والمناكفات ودون اي محاصصه او خلافات وصراعات ، وعليه كانت النتيجه مرضيه الى حد ما وان كانت اقل من توقعاتي انا شخصيا ، حيث حصلت على 15 مقعدا .
ولكن تبقى هذه النتيجه تبعث الامل بالنفس وتكون بارقه ولعلها تكون قاعده للوثوب الى الامام في المعارك القادمه وما اكثرها!!

وها نحن اليوم نقف على اعتاب معركة وشيكه !!
ويطرح السؤال وفي ظل هذه الاجواء الغير مبشره ، وفي ظل هذه الخلافات بين بعض مركبات المشتركه ، هل سننطلق الى الامام لنعزز قوة المشتركه ؟؟
ام عدنا الى المربع الاول ؟؟
هل نسينا صفعة التاسع من ابريل ؟؟

حقيقة انا لا اريد ان اخوض في حيثيات الخلافات وتفاصيلها ، ولا من هو الذي يغرد خارج السرب ، ولن اضع اللوم سواء على هذا او ذاك لكي لا اتهم بالتحيز ، فهدفي هو تقصير المسافات نحو الاتفاق وليس توسيع الفجوات .
فانا اؤمن ان المحافظه على القائمه المشتركه هي استراتيجيه وليست وسيله ولا تكتيكا ، والمحافظه عليها واجب وطني واخلاقي وهي مشروع وطني مقدس وانجاز تاريخي لا يمكن التفريط به تحت اي ظرف .
ويجب علينا ان نترفع عن كل الخلافات فنحن اصحاب اقدس قضيه وامامنا تحديات جسام وقضايا حارقه ، وتحديدا في هذه المرحله الحرجه والمفصليه التي يمر بها مجتمعنا العربي ، فنحن في عين العاصفه وما اكثر المتربصون والشامتون.
لنضع كل الخلافات جانبا وكل الاسقاطات والترسبات ولنلتفت الى الامام فلن يبقى بالوادي اللا حجارته والحجر في محله قنطار ونحن حجر الزاويه فلنسلحه بالحديد والنار ، وغير ذلك سيكون تفكك القائمه المشتركه تفككا لمجتمعنا العربي وبالتالي انهيارا لمشروعنا الوطني ، بل اقول اكثر من ذلك ونحن في هذا الزمن العربي الرديىء ، زمن انبطاح بعض الدول العربيه وصفقات السلام والذل والهوان والهروله نحو التطبيع مع دولة الاحتلال ، ففي حالة تفكك القائمه المشتركه سيكون حالها ليس بعيدا عن حال الدول العربيه هذه ويعتبر هدية وصفقة سلام وانبطاح وتطبيع.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة

.