في ١٩٨٧/١٢/٩ انطلقت انتفاضة الشعب الفلسطيني ضد المحتل الاسرائيلي فبالعصيان المدني والمظاهرات السلمية والاضرابات المستمرة وبحجارة الاطفال استطاعوا أن يكسبوا عطف وتأييد العالم لصدق مطالبهم بالتخلص من الاحتلال وبناء دولتهم المستقلة على حدود عام ٦٧ . وقد تتوج نضالهم باتفاقية اوسلو التي أعادت كوادر منظمة التحرير الفلسطينية الى اراضي فلسطين المحتلة وقيام السلطة الوطنية لادارة شئون الفلسطينيين
اما هبة اكتوبر عام ٢٠٠٠ والتي سميت بالانتفاضة الثانية ، فهي لم تكن سلمية وقد تخللتها الكثير من العمليات الاستشهادية وكانت تجسيداً لحلم راود بعض الكوادر الفلسطينية وهو امتداد الثورة والانتفاضة الفلسطينية الى مدن وقرى المثلث والجليل . وسخطاً على وحشية حكومة ايهود براك التي كانت تحجز الاموال عن السلطة وتضيق الخناق عليهم اقتصادياً ومعنوياً . ورداً على استفزاز شارون الذي اقتحم الحرم القدسي الشريف. وبعد مرور وقت طويل على حدوثها واستشهاد ١٣ شاباً من عرب ٤٨ . يتبين لكل من تابع القضية الفلسطينية انها كانت مجازفة قامت به تلك الكوادر لجهلها طبيعة الحياة في قرى ومدن الداخل ٤٨ وعدم تقديرها لوحشية الشرطة ووزارة الدفاع وعدم رغبة السكان في مقاومة اسرائيل التي ترتكز كل جوانب حياتهم على مؤسساتها ومصانعها .
ولو نظرنا اليوم إلى حال القضية الفلسطينية وقادتها الحقيقيين ،،، لرأينا الوضع الصعب والمحرج نوعاً ما للسلطة الوطنية الفلسطينية ،، التي تتلقى الضربات من كل الجهات ، من نتنياهو الذي لا يعترف باتفاقية اوسلو ، ومن حماس التي تساوم على مكانتها في تمثيل الشعب الفلسطيني ،، ومن الدول العربية المهرولة للتطبيع وتجاهل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ،، ومن العرب المحليين الذين يتهمون السلطة بالحرمنة والارتشاء والاذعان لاسرائيل ،، فكيف تصمد السلطة الوطنية الفلسطينية تحت ظل الهجمات والتخاذلات ،، سننتظر الاحداث القادمة .