الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 14 / نوفمبر 04:01

سلام الأصدقاء/ بقلم: الاديب والكاتب محمّد علي طه

محمّد علي طه
نُشر: 24/09/20 11:57,  حُتلن: 16:38

لم يشارك في زفّة سلام الأصدقاء في حديقة البيت الأبيض ضيف رسميّ من الاتّحاد الاوروبيّ أو من الدّول الكبرى، ولم يلبِ الدّعوة ممثّل من الدّول العربيّة الرّخوة قوميًّا فاللّعبة مكشوفة ومفضوحة للجميع. من البدهيّ أنّ اتفاقيّات السّلام تُعقد بين الأعداء وبين الدّول الّتي وقعت بينها حرب، وليس بين الأصدقاء الّذين يتزاورون ويتناولون الطّيّبات منذ خمسين عامًا، ويعقدون الصّفقات التّجاريّة لشتّى السّلع بما فيها الأجهزة التّكنولوجيّة المتطوّرة الّتي تخدم أمن السّلطان.

هذه الزّفة المسرحيّة هي مهرجان انتخابيّ للسّيّد ترامب، وليّ نعمة ضيوفه الآخرين، ولا بدّ أن المدعوّين من سلطان عُمان إلى سلطان أم درمان قالوا: لو كان فيها خير ما رماها الطّير، فأمير دولة الإمارات ووليّ عهده، وملك البحرين ووليّ عهده لن يحضروا العرس بل أرسلوا وزيري الخارجيّة.

اعترف الجنرال أفرايم سنيه، الوزير السّابق في حكومة أيهود براك، في مقاله هذا الأسبوع في صحيفة "هآرتس" أنّه زار دولة الامارات حينما كان وزيرًا، وأكّد أنّه لم يكن الوزير الأول ولا الأخير الّذي يزورها، وكشفت الصحافيّة الاسرائيليّة المشهورة سمدار بيري أنّ شقيق وليّ عهد أمير دولة الامارات، المسؤول عن الأمن، زار إسرائيل قبل أشهر برفقة محمّد دحلان، مستشار أمير البلاد، كما أنّ نتنياهو زار الامارات سّرًا عدّة مرّات، ويعرف عدد كبير من الاسرائيليين أنّ الرّحلات الى الامارات والبحرين متاحة منذ سنوات لرجال الأعمال والرّياضيّين والخبراء ولكل من هبّ ودبّ.

كان التّطبيع طيلة خمسين عامًا سرّيًّا، على عيني وعينك. فانتقل هذا الشّهر الى العلنيّة ممّا أفرح رجال الأعمال الاسرائيليّين الّذين لم يجدوا مرادهم في مصر والأردن وأمّا الآن فسوف يسرحون ويمرحون في الامارات والبحرين وغيرها حيث المال الكثير الكثير كما قال ترامب، ولعابه يسيل على ذقنه.
يزعم البعض أنّ الامارات والبحرين ودويلات الخليج تريد أن تحمي نفسها من الخطر الايرانيّ ولا بدّ أن نسأل: ألا تكفيهم القواعد الأمريكيّة الرّاسخة في تلك الدّول منذ عشرات السّنين؟

يدرك كثيرون من الاسرائيليّين أنّ اتفاقيّات سلام كهذه وغيرها مع دول عربيّة أخرى تجلب لهم سلامًا هشًّا أو سلامًا إعلاميًّا، لأن السّلام الحقيقيّ مع صاحب القضيّة، مع الجار، مع الشّعب الفلسطينيّ فقط.
لا أقلّل من أهميّة هذا العرس التّطبيعيّ الّذي أكّد المؤكّد الّذي قاله عائد الميعاريّ، بطل قصّتي، في أثناء حصار تلّ الزّعتر، حيث كان يقود جوقة من أطفال المخيّم ويسير في أزّقته ويغنّي:
فيتنامي يا فيتنامي، يا بن العزّه والكرامه
أنت وراك هانوي، وأنا وراي....

فيذكر الأولاد اسم عاصمة عربيّة فلا يوافق عائد على ذلك بل يقول "طز" ويعود الى اللازمة "فيتنامي يا فيتنامي" ويعود الصّغار يذكرون عواصم العرب واحدة بعد الأخرى، وهو "يطزّز" إلى أن يقول:
فيتنامي يا فيتنامي، يا بن العزّه والكرامه
أنت وراك هانوي وأنا وراي حرامي!!
يا عزيزي عائد الميعاريّ، تعال نشكر أمير الامارات لأنّه كشف المكشوف، وذكّرنا بمثلنا الشّهير "ما حكّ جلدك مثل ظفرك"..
لا جديد.. كنّا وما زلنا بلا ظهر.. وليس لنا سوى الاعتماد على شعبنا، وعلى صمودنا وعلى بقائنا منغرسين في الوطن.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com

مقالات متعلقة

.