جمعتني به صداقة عميقة وعلاقة طيبة في شبابنا، وكثيرًا ما كنا نلتقي في بيتهم العامر الكائن وسط بلدي مصمص، حيث كنت واحدًا من أفراد العائلة.
كنت أجالسه ونقضي ساعات طوال معًا نسهر الليالي ونتحدث في الشؤون والأمور الخاصة، والهموم الذاتية، وهموم المجتمع والناس، وكنا نتبادل الكتب بعد قراءتها، وكان يدور بيننا نقاش حول مضامينها وموضوعاتها.
بقينا على هذا الحال لحين زواجه من شريكة حياته التي اختارها قلبه من بلدة دير حنا، وانتقاله للإقامة والسكن في عروس الكرمل حيفا الجميلة، واصبحنا نلتقي لمامًا في المناسبات الاجتماعية التي كان يشارك فيها. وأفنى حياته وكرس عمره في خدمة سكان حيفا ومواطنيها والدفاع عن حقوقهم المطلبية، من خلال جمعية التطوير الاجتماعي التي أسسها وأشغل مديرها العام والتنفيذي.
وكان له دور طليعي وهام وريادي في نشر الوعي وثقافة العطاء والتطوع المجتمعية، حتى أغمض عينيه في السادس من أيلول العام 2016.
هذا هو الصديق ابن بلدي بالأصل وعاشق حيفا، الشخصية الوطنية والاجتماعية، المثقف والكاتب صاحب القلم الجميل الأستاذ المرحوم حسين مصطفى اغبارية (أبو فراس)، الذي تصادف في هذه الأيام ذكراه الرابعة.
نشط الراحل حسين اغبارية اجتماعيًا وسياسيًا في صفوف الحركة الطلابية في جامعة حيفا، وكان من قياداتها، بعدها انخرط في صفوف الحركة التقدمية للسلام وكان ناشطًا فيها ومشاركًا في نضالاتها وفعالياتها.
وترك وراءه عدة كتب ومؤلفات حول مواضيع اجتماعية وتربوية وثقافية ووطنية، أبرزها : " حيفا التاريخ والذاكرة، العرب في حيفا ملامح مجتمع، ويحكون حيفا- حكايات من ذاكرة أهلها "وغيرها.
إننا نستحضر ذكرى الناشط حسين اغبارية، نضع أكاليل ورد على ضريحه، ونترحم عليه، ونجدد الوفاء له. طوبى لروحه والمجد والخلود له، وعاشت ذكراه خالدة في الأذهان والقلوب.