أظهر بحث أُجري على مرضى سرطان الأمعاء الغليظة أنه بواسطة العلاج لتخفيف رد فعل التوتر خلال الجراحة
بالإمكان تخفيف احتمالات المخاطرة بتطوّر انبثاثات سرطانية
النتائج مشجّعة جدًا:
- إتضح أنه في صفوف مجموعة من المرضى الذين تلقوا العلاج العقاري، طوّر فقط 12,5% من المرضى انبثاثات سرطانية (2 من بين 16 مريضًا).
- في المقال، في مجموعة الرقابة (التي تلقت علاجًا وهميًا - بلاسيبو) تطوّر مرض انبثاثي سرطاني في صفوف نحو 33% من المرضى (6 من أصل 18 مريضًا من مجموعة الرقابة) وبحسب الاحصائيات المعهودة والمتعارف عليها في صفوف هذه المجموعة من المرضى.
وصل إلى "كل العرب" البيان التالي:"نجح باحثون من جامعة تل أبيب بتقليل خطر تفشي الانبثاثات السرطانية بعد استئصال ورم سرطاني في الأمعاء الغليظة، بنسبة معتبرة جدًا. بواسطة العلاج العقاري (الدوائي) القصير مع اقتراب فترة العملية الجراحية، نجح الباحثون بتقليل رد فعل التوتر والإلتهاب الجسدي خلال هذه الفترة الحيوية، وبالتالي نجحوا بمنع تطوّر انبثاثات سرطانية في السنوات اللاحقة لإجراء العملية. أجرى البحث الأستاذ (بروفيسور) شمجار بن الياهو من كلية علوم الطب النفسي (السكيولوجيا)، ومدرسة “ساجول” لمبحث المخ في جامعة تل أبيب، والأستاذ عوديد زمورا من المركز الطبي “أساف هروفيه”. وقد نُشر البحث مؤخرًا في مجلة Cancer العلمية.
بروفيسور شمجار بن الياهو
خلال البحث، راقب الباحثون طوال 3 أعوام 34 مريضًا منحوهم العلاج عبر عملية جراحية لاستئصال ورم سرطاني في الأمعاء الغليظة. خلال فترة العملية الجراحية، أعطى الباحثون عقارين دوائيين معروفين وآمنين للمرضى: بروبرنولول (درلين)، وهو عقار لتخفيف ضغط الدم وتذليل حالة الهلع، وأوتودولك (اتوبين)، وهو عقار دوائي يستخدم لمنع الالتهابات وتخفيف الأوجاع. تناول المرضى العقاقير طوال 20 يومًا فقط - بدءًا من خمسية أيام قبل العملية الجراحية وحتى أسبوعين بعدها - في حين حصل نصفهم على عقاقير وهمية، كمجموعة رقابة".
وأضاف البيان:"النتائج مشجّعة جدًا: في صفوف مجموعة المرضى الذين تلقوا العلاج العقاري، تبيّن أن فقط في صفوف 12,5% من المرضى تطوّرت انبثاثات سرطانية (2 من أصل 16 مريضًا). في المقابل، في صفوف مجموعة الرقابة (المرضى الذين لم يحصلوا على علاج عقاري) طوّر 33% من المرضى انبثاثات سرطانية مرضيًة (6 من أصل 18 مريضًا في مجموعة الرقابة)، وهي معتطيات تتماشى مع الاحصائيات المتعارف عليها في صفوف مرضى من هذا النوع. عبّر الأستاذ بن الياهو عن رضاه من المعطيات، لكنه ذكر أن “بالرغم من النتائج المثيرة للاعجاب، يجب تكرار هذا البحث مع عدد أكبر بكثير من المرضى، كي نثبت أن العلاج ينقذ الحياة بحق”.
ويؤكد الأستاذ بن الياهو، أن العقاقير قد حوّلت الورم والخلايا السرطانية المتبقية بعد الجراحة من نسيج قابل للانبثاث الى نسيج أقل قابلية لتطوير انبثاثات سرطانية، وذلك حسب المؤشرات الجزيئية في الخلايا السرطانية التي قاموا بمبحثها. إضافة الى ذلك، غيّرت العقاقير كمية ونوعية خلايا الدم البيضاء في الورم - وهي مؤشرات تتنبأ باحتمالات أضعف بكثير لظهور ورم سرطاني من جديد.
ويشرح الأستاذ بن الياهو بقوله: “عندما يتواجد الجسد في حالة توتر، جسديًا (كما في عملية جراحية) أو نفسية، تُفرز الهورمونات من عوائل الهورمونات البروستاغلاندينات والكاتيكولامينات بكميات أكبر. تقوم هذه الهورمونات بتقييض نشاط خلايا جهاز المناعة، وعليه، تشجّع بشكل غير مباشر نمو انبثاثات سرطانية. علاوة على ذلك، تشجّع هذه الهورمونات السمات الانبثاثية بشكل مباشر في النسيج السرطاني للخلايا. نجحنا في بحثنا أن نُظهر أنه بواسطة العلاج العقاقيري الرخيص والمُنال، يمكن تقليل ردود فعل التوتر والضغط والالتهابات في الجسد خلال العملية الجراحية، التأثير على سمات النسيج السرطاني، وبذلك تقليص احتمالات نمو وتطوّر الانبثاثات السرطانية بشكل معتبر، والتي قد تُكتشف في غضون أشهر أو سنوات بععد الجراحة”.
إثر نجاح البحث الأوليّ، يدعو أستاذ بن الياهو وأستاذ زمورا، مرضى سرطان الأمعاء الغليظة والبنكرياس في إسرائيل الذين يستعدون لإجراء عملية جراحية بالتسجل وادراج أسمائهم في بحث سريريّ واسع النطاق انطلق في هذه الأيام بثمانية مراكز طبية مختلفة في إسرائيل - بهدف إنقاذ الحياة"، إلى هنا البيان.