اهتزت بيروت بالامس واهتزت معا كل عواصم العالم، بكت بيروت بالامس وبكي معها كل الفلسطينين واللبنانين والسورين والاردنين والمصرين والسعودين والخليجين والجزائرين والمغاربة والتوانسة واحرار العالم، ارتقى اكثر من 100 شهيد واصيب الالاف، دمر العديد من المباني والاحياء والمرفأ بالكامل بل واحرقت بعض السفن القريبة شيئأ يبدوا كجهنم نزل علي الميناء احرق كل شيء وبعثر المباني وانتشرت الجثث في كل مكان، المصابين يئنون في الارجاء سيارات الاسعاف لم تعد تكفي لنقل المصابين والمتطوعين لم يتحملوا هول المشهد، دماء في كل مكان بالشوارع القريبة والارصفة والاسوار المهدمة والبنايات التي تتأرحج بعد ان ضربها الانفجار. زلزال كارثي كان مركزه مرفأ بيروت القديم صاحب حكايات العشق والثورة رفيق كل لبناني وفلسطيني وعاشق تراب لبنان، كان هذا اقسى من ما تسببت به الحرب الاجرامية الاسرائيلية على بيروت وبالتالي اعادث للاذهان مشاهد حرب اسرائيل 1982، الا ان مشاهد المرفأ اليوم اقسى علي الجميع لانها حدثت في زمن قياسي، دقائق ليس اكثر ودون سابق إنذار هذا الزلزال شعرت به كثير من المدن القريبة قبرص، اليونان، عمان، دمشق، قد تكون القدس ايضا.
تقول المعلومات الواردة من بيروت ان الانفجار حدث بحاوية لنترات الامونيوم وهي مركب كميائي ومادة صلبة بلورية بيضاء اللون وتذوب بالماء تستخدم كسماد زراعي لانها مادة غنية بالنيتروجين، كما وتستخدم هذه المادة كمادة رئيسية في صناعة المتفجرات وقد تكون تستخدم في الصواريخ، ووفقا للخبراء فان نترات الامونيوم يمكن ادراجها ضمن المتفجرات التي تميز بانها متفجرات سريعة تتراوح سرعتها بين ثلاث الالاف الى ثمانية الالاف متر في الثانية. كل هذا يجعلنا لا نستبعد هجوم ارهابي منظم علي المرفأ ادى الى انفجار هذه الكمية الكبيرة من المتفجرات وهذا يرجح لدينا إحتمال وقوع اعتداء علي المرفأ من قبل طرف ما يعرف ما هي نوعية هذه المادة واستخداماتها. يبقى هذا احتمال بالاضافة الى بعض الاحتمالات الاخرى حتى ظهور نتائج التحقيقات وهو ما يدعونا الى الاعتقاد ان المرفأ تعرض لهجوم هو ان هذه المادة لا يمكن ان تتفجر لوحدها أي بعامل ذاتي حي في ظل درجات حرارة عالية وهنا لابد وان يتم تفجير المادة بصاعق يؤدي الى إشتعالها وتفجيرها.
هنا ياتي سؤال مهم ماذا لو ثبت ان هذا الانفجار كان سببه عمل ارهابي وورائه اسرائيل مثلاً على اعتبار ان من يجروء على القيام بهذا العمل هي اسرائيل فقط لانها هي الدولة الارهابية الوحيدة بالمنطقة وما يعنيها ان لا تكون هذه المادة بيد حزب الله يوما من الايام وقصدت اسرائيل تفجيرها لهدفين الاول التخلص منها والثاني تأليب اللبنانين على وجود حزب الله واستخدامه الارض اللبنانية كقواعد. ترمب خرج للاعلام بالامس وقال للصحفين ان مسؤلين عسكرين امريكين كبار قالوا له ان انفجار بيروت الذي هز العاصمة بيروت كان ناجماً عن هجوم بقنبلة ما ..؟ وانه اعتداء وهذا اسناد لاحتمال ان ما حدث بالميناء قد يكون عمل ارهابي ولا يستبعد احتمال ان تكون اسرائيل وظفت احد عملائها لزرع قنبلة ما بجوار حاوية تتبع حزب الله يعتيقد انها تحتوي اسلحة مرسلة لحزب الله اللبناني.
وما يدعونا ترجيح الاحتمال الاخير الذي يقول ان اسرائيل ارسلت احد عملائها لزرع القنبلة وانها قد تكون وراء اسهداف المرفأ هو التسبب بحدث كبير لتستغله لتحريض اللبنانين على حزب الله و بالتالي لفظ الشارع اللبناني لحزب الله من لبنان وطرد عناصرة وانهاء وجودة باعتبار انه المتسبب في هذه الكارثة من خلال تحول لبنان الى ترسانة اسلحة للحزب وهذا احتمال قوي وهنا لابد وان نستعرض تساؤل الصحفي والباحث الاسرائيلي المقرب من نتنياهو (ايدي كوهين) متى سينزل اللبنانين الى الشوارع ليمسحوا مستودعات واسلحة حزب الله وترسانتة الموجودة تحت المدارس وبين البيوت..؟ ومن جانب اخر ذكر موقع "موكيد هتسلاه" العبري ما قاله نتنياهو حول وجود مصانع للصواريخ تابعة لحزب الله على الارض اللبنانية وقالت الموقع انظروا ماذا حدث لم نلمسه.!! وبالعودة قليلا لشهر تموز الماضي فإن صحيفة "جيريوزلم بوست" نشرت تقريرا مهما عن مواقع اطلاق صوارخ حزب الله في لبنان واماكن تخزينها ويدعي التقرير انه يوجد في بيروت وحدها 28 موقع لاطلاق الصواريخ تقع في مناطق مأهولة بالسكان في العاصمة بيروت وحدها بالإضافة الى مصنع للصواريخ في منطقة "ملعب العهد " وجاء التقرير نقلا عن مركز "الما" الاسرائيلي للدراسات والخلاصة التي توصل اليها التقرير ان اسرائيل لن تسمح بأن يمتلك حزب الله في لبنان مصنع للصورايخ الموجهة والدقيقة والمتطورة بأي شكل من الأشكال .
هي اسرائيل العابثة بأمن المنطقة والمهددة للاستقرار من خلالها وجودها كدولة حرب في كبد الأمة العربية على البحر المتوسط لا تترك قضية الا وتستغلها لتبقى هي الكيان القوي القادر على فعل كل شيء دون محاسبة سواء على الارض الفلسطينية او في العواصم العربية المحيطة ولعل مسرح عمل اسرائيل الاستخباري اليوم يتركز في سيناء ودمشق بيروت وغزة ومركز الاهتمام العسكري هي دمشق وبيروت وغزة واعتقد انه اذا كان الانفجار جاء نتيجية عوامل داخلية فهذا لا يبرئ اسرائيل بالمطلق التي وظفت كل ما لديها من ادوات اعلامية وغير اعلامية حتى الان للتحريض على وجود الحزب بلبنان واعتبار وجودة يهدد أمن وسلامة لبنان حتى تاريخه.