مرّ فريق مكابي الإخاء الناصرة بتقلبات كثيرة في الموسم المنتهي، ورغم كثرة الصعاب والعقبات والعثرات التي عصفت به، فإنه كان أشبه بالقطة صاحبة الأرواح غير المنتهية، ترنح من اللكمات الكثيرة وعانى كثيرا، لكن في نهاية المطاف جاءت النهاية سعيدة، كما في الأفلام العربية.
البداية لم تكن مشجعة وشهدت تقهقرا مقلقا، ورغم تعاقب عدة مدربين على تدريبه وتغييرات في كادر اللاعبين، عدا عن إعلان الرجل القوي أحمد الحلو عن تركه، لخلافات مع عدد من المشجعين، ثم عاد بعد ضغوطات شديدة للعمل من وراء الكواليس، وتنازل الفريق عن علي خطيب المشاكس، فإن الاخاء عرف كيف يستجمع قواه وينهض من جديد، رغم كل اللكمات، ليجد ضالته ويضمن البقاء. برز بشكل واضح في "الماني تايم" القائد أمجد سليمان والموهبة الصاعدة نواف بزيع والهداف محمد خطيب ومتوسط الميدان يوفال شبتاي (الذي تم تجديد عقده) وقلب الدفاع الصاعد طارق بشناق وزميله نجوما.
ومن الواضح أن رئيس الادارة ماهر حامد تحدى جميع الصعاب والرياح العاتية، فصمم على إنجاز المهمة مهما كان، وكان له ما أراد. ومن الوضح أنه يحتاج الى جهود متكاتفة الى جانبه لإبقاء الاخاء على الخارطة الرياضية بقوة، وهذا يعني تجند الجميع وإلتفافهم حول الفريق النصراوي. مدينة هي الأكبر بين البلدات العربية وتعداد سكانها يفوق 80 ألف نسمة، يجب أن يتوفر فيها رجال أعمال داعمين للرياضة عامة ولكرة القدم خاصة، فعبرها يمكن رفع شأن الناصرة عاليا.
ماذا بعد؟، أحمد جابر أعلن عن استقالته من وظيفة مدير الفريق بعد عمل جيد، وسوف يستبدله أحمد يزبك، مع الاشارة الى أن يزبك كان اليد اليمنى لماهر حامد، فعمل ساعات طويلة من وراء الكواليس، فإستفاد من التجارب وبدأ يملك تجربة وخبرة في هذا المجال، عدا عن تفانيه في العمل التسويقي للفريق النصراوي.
وقد تنفس أعضاء فريق مكابي الإخاء الناصرة الصعداء كثيرا بعد ضمان البقاء بصفة رسمية، بقيادة المدرب نير بيركوفيتش ومساعده وسام خليلية، إبن الفريق، وسط تجديد الثقة بهما بموسم إضافي من قبل رئيس الإدارة ماهر حامد، حيث هناك رغبة بضخ دماء جديدة، حيث سيتم اجراء غربلة على كادر اللاعبين. وقال رئيس الإدارة ماهر حامد بعد ضمان البقاء:"تنفسنا الصعداء بعد موسم شاق في جميع الجوانب. وصفوني بالمجنون بعد تولي إدارة شؤون الفريق، لكننا كنا على قدر كبير من المسؤولية والحمد لله. أهدي الفوز الى رئيس بلدية الناصرة علي سلام ولكل محبي الفريق، وأتمنى أن نظهر بشكل أفضل في الموسم المقبل. نشكر البلدية على دعمها، ونأمل أن تزيد الدعم، لأننا نثق بأن علي سلام يطمح لتقوية الفريق وتعزيز موقعه". وحسب ما فعله هذا الموسم، فإن ماهر حامد أثبت أنه اذا وعد فأوفى، لكن ليتذكر الجميع أن يدا واحدة لا يمكنها التصفيق وحدها، ولو نجحت فلن يكون ذلك طيلة الوقت، ساعدوه وساندوه.