يتعرض مجتمعنا العربي أين ما كان إلى خطر الفتن وبث الكراهية بين صفوفه، وقد عاش الآباء والأجداد على هذه الأرض في أجواء الألفة والود والمحبة والتسامح والتراحم، وأن واجبنا الانساني والوطني أن نحفظ أمانة الأجداد لتوصيلها إلى الابناء والأحفاد، والعمل على درء مجتمعنا عن أحقاد أولئك الذين لا يدينون إلى هذا المجتمع بالولاء، وهنا يتحتم علينا اليوم، كل في موضعه، العمل الجاد وبرباطة الجأش لحفظ هذا المجتمع من كل شر وفتن، وعلينا كمجتمع بكل مؤسساته، بأن نصهر ونذوّب الهويات العائلية والقبلية والطائفية والفئوية الضيقة في هوية المواطنة الواحدة في ذات البلد الواحد"، بتربية أولادنا التربية السليمة باحترام الغير المختلف عنا واحترام أرائه ومذهبه والتعايش معه وعدم مقاتلته وإبداء العداوة له، ونبذ العنف ومحاربة الفتن والكراهية، لذا على سلطاتنا المحلية عمل كل ما تستطيع من أجل بث رسائل التوعية والإرشاد والتعايش السلمي بين أطياف المجتمع الواحد وبالذات في القرى متعددة الطوائف وتدعو الى استتباب الأمن والسلم الاهلي وتهيئة الأجواء لنماء المجتمع وإحداث نقلة نوعية في مستوى حياة الإنسان واقتصاد البلد.
على رؤساء مجالسنا أن يتقدموا خطوة الى الأمام ويهتموا أكثر بالتربية والتعليم وحل المشاكل الاجتماعية المتراكمة ورواسب ومخلفات الانتخابات وأن يقودوا مجتمعنا الى بر الامان، وليس من الحكمة ان الشباب في جيل المراهقة يقودون مجتمعهم الى الهاوية وعقلاء القوم يتفرجون عليهم ويتدخلون فقط عندما يقع الفأس بالرأس، فكما يقول المثل: "مجنون رمى حجر في بئر مئة عاقل ما بطلعوا " وما أكثر مجانين اليوم , فلا يعقل ان نترك الشباب في سن المراهقة بقيادة المجتمع وإقحام وجر قرانا لشجارات عنيفة يذهب ضحيتها المجتمع بأكمله لأسباب أو تباين في المواقف , فعلى كل اب وأم توصية ابنائهم باحترام أبناء بلده والآخرين وتوعيتهم من مخاطر استعمال العنف في حل مشاكلهم وما يترتب عليها من مضاعفات خطيرة تؤدي الي القتل .
أن ما يحدث من انفلات في مجتمعنا وفي مدارسنا هو دلالة واضحة على فشل تربيتنا لأولادنا في البيت والمدرسة والسلطة المحلية ورجال دين , وهذا ما نحصده من تصرفات ابنائنا نتيجة اهمال تربيتنا لهم .
وفي غياب الشرعية والقانون يفقد المجتمع اتزانه، وهو شكل من أشكال انعدام الوزن الذي يخلخل كل السلوكيات في أي مجتمع، فتنقلب الأمور إلى الفوضى والعنف والطغيان حينما يفقد البلد شرعيته وتنقلب الحياة عندها الى جحيم .
وعلى الصعيد المحلي، نتمسك بمقدار الوحدة والتآخي والاحترام في مجتمعنا التي تحول دون انزلاق مجتمعنا نحو العنف والتعصب والفوضى في ظل ما يحيط بنا من أوضاع غير مستقرة، وما يحاك لامتنا وشعبنا من مكائد , فالأمن والأمان نعمة من نعم الله ويجب صونها .
اطلب من الجميع عدم التعرض أو التحدث عن مواضيع بها حساسية أو عرض مقاطع من فيديوهات ملتقطة من مصادر مشبوهة ونشرها في الفيسبوك حتى لا نثير مشاعر الآخرين، علينا التمسك بالإخوة الصادقة والاحترام والمحبة والجيرة الحسنة واحترام الرأي الآخر لنعيش مع بعضنا البعض العيش الكريم ليضمن لنا ولأجيالنا القادمة المستقبل المشرق ان شاء الله .
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com