قبل فترة ليست وجيزة ، كانت رؤية شخص يمشي برفقة كلبه في الشارع ، مشهد غير اعتيادي ومحرجا في بعض الأوقات ، خصوصا في المجتمع العربي ، ولكن في السنوات الأخيرة انتشرت بشكل كبير ظاهرة اقتناء الحيوانات الاليفة ، خصوصا الكلاب والقطط ، والخروج بها الى الأماكن العامة ، حتى باتت هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة نوعا من " البرستيج " او الموضة يتباهى بها الناس .
من جانبها تقول اميمة نصار من عرابة ، والتي تربي ببغاء من نوع جاكو :" لقد قمنا بشراء هذا الطير منذ عام تقريبا ، وذلك بعد ان سافر اولادي للدراسة خارج البلاد ، وتركوا اخاهم وحيدا، فنحن نربي هذا الطير لملىء الفراغ الذي تركه أبنائنا في المنزل ".
وتابعت تقول :" فضلنا تربية طير على القطط او الكلاب داخل المنزل لعدة اعتبارات خاصة ، ومما لا شك فيه ان تربية حيوان اليف داخل المنزل تتطلب جلدا وصبرا كبيرا ، لانه يحتاج للكثير من الرعاية والاهتمام من قبل المربي ، إضافة الى شراء المستلزمات التي يحتاجها الحيوان او الطير ".وأضافت تقول :" ان العلاقة التي تربط الانسان بالحيوان الاليفة تشبه الى حد كبير تلك التي تربطه بسائر البشر ، فتربية الحيوانات الاليفة حل رائع لمن يعانون من مشكلة الوحدة ، وهي مصدر للانس والسعادة ، وان العلاقة بين الانسان والحيوان الاليف الذي يربيه تصبح الى حد كبير اشبه بعلاقة الام بابنها ، مما يجعل من الصعبالتخلي عنه او فراقه ".
وفي حديث اخر مع خضر علي ، صاحب محل عالم الطبيعة ، اكبر محل لبيع الحيوانات الاليفة ومستلزماتها في منطقة البطوف ، قال :" ظاهرة تربية الحيوانات الاليفة في المجتمع العربي اخذة بالازدياد في السنوات الأخيرة واكبر دليل على ذلك الزيادة في عدد المحلات التجارية التي تبيع هذه الحيوانات والطيور ومستلزماتها ، ويلجأ الناس الى تربية الحيوانات الاليفة لعدة أسباب ، منها العلاجية ، فتربية الحيوانات الاليفة حل جيد لمشكلة الوحدة او مشكلة عزوف الأصدقاء ، او بحثا عن ملئ وقت الفراغ والتسلية ".وتابع علي :" ان تربية الحيوانات الاليفة لها العديد من اجوانب الإيجابية فهي رائع أيضا لحل مشكلة ادمان الأطفال على الأجهزة الالكترونية ، تعلم الأطفال المسؤولية وإدارة الوقت منذ الصغر ، تزيد من ثقة الطفل بنفسه ، تزيد من النشاط البدني للطفل الذي يظف طاقته الزائدة في اللعب مع الحيوان الاليف ".
وأضاف علي :" خلال فترة جائحة الكورونا لاحظنا اقبالا كبيرا من قبل المواطنين على شراء الحيوانات الاليفة ، خصوصا طائر الجاكو والقطط والكلاب ذات الحجم الصغير ، ولا يقتصر تربية الحيوانات الاليفة على شريحة خاصة من المجتمع ، اوفئة عمرية معينة ، فهنالك اقبال من قبل الجميع ، ولكن ما يمكن ملاحظته ان الأطفال هم الأكثر اهتماما بتربية الحيوانات الاليفة ".