كما قال الشاعر جبران خليل جبران (الألم يغير الناس فيجعلهم يثقون أقل ويفكرون أكثر وينعزلون أطول).
لقد تسبب فيروس كورونا الذي غير نمط موازين الحياة وقلبها رأسًا على عقب تغييرًا جذريًا وأثر أضرارًا إقتصادية وصحية ونفسية، إرتفاع نسبة البطالة، إلغاء التجمعات، إغلاق المؤسسات التعليمية، إغلاق دور العبادة، إغلاق أماكن العمل والأماكن العامة وذلك حفاظًا وحرصًا على صحة وسلامة الجمهور.
ورغم التباعد إلا هناك تواصل وإستعمال الوسائل الإلكترونية.
الإنسان بطبعه كائن إجتماعي والتقارب الإجتماعي مطلوب في الكوارث للتعاضد والتضامن والتعاون والتكافل والتكاتف والمساندة المادية والمعنوية التي يكون الناس في أمس الحاجة إليها عندما يكونون في حالة عزلة ويشعرون بالخطر.
ومع تفشي فيروس كورونا بات التقارب الإجتماعي يشكل خطرًا كبيرًا على الإنسان ويعتبر التباعد الإجتماعي "الجسدي" هو الحل الوحيد الناجع والناجح والخيار الصحيح والضرورة الملحة للحد والتقليل من إنتشار هذا الفيروس.
وفي ظل خضم مكافحة ومحاربة جائحة فيروس كورونا حول العالم، وبعد أن تم تخفيف القيود، هل سوف تعود الحياة تدريجيًا إلى طبيعتها كالمعتاد مثل سابق عهدها كما كانت من قبل ونتنفس بحرية؟، هل نلتزم بالمسؤولية بإتباع تعليمات وتوجيهات وزارة الصحة الوقائية في التعامل مع هذا الفيروس لكي نصل إلى بر الأمان؟
علينا تعميق وتعزيز مفهوم التقارب والترابط الإجتماعي وتوطيد أواصر العلاقات وغرس المعاني والقيم والأخلاقيات الإيجابية الإنسانية وتنمية المشاعر.
بالوعي والمعرفة والعقلانية يمكننا أن نتجاوز هذه المحنة ونرفل بثوب الصحة والعافية والفرح والسعادة والسرور.