الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 13 / نوفمبر 02:02

الإستعمار الأوروبي والحركة الصهيونية العنصرية/ بقلم: د. فالح سماره

د. فالح سماره
نُشر: 19/05/20 07:34,  حُتلن: 09:36

من أهم الأسباب التي أدت إلى الاحتلال البريطاني والاهتمام في الشرق الأدنى في تاريخنا المعاصر هو؛
١. عام ١٧٩٨ قام نابليون باحتلال مصر وقد حاول احتلال سوريا الطبيعيه(فلسطين،شرق الاردن،لبنان وسوريا) بهدف؛توسيع الإمبراطورية الفرنسية الكولونياليه، تهديد الإمبراطورية الكولونياليه في الهند التي كانت درة التاج الإمبراطورية البريطاني.
هذا ما دفع انكلترا ان تبدي اهتماما خاصا باحتلال الشرق الأدنى بسبب الحفاظ على تجارتها البريه مع الهند والشرق الأقصى.لذلك ساعدت بريطانيا القوات العثمانية عام ١٨٠١ على إجلاء القوات الفرنسيه عن مصر التى تهدد مصالحها.
٢.بعد تقليص نفوذ المماليك، حلفاء بريطانيا وصعود محمد علي إلى الحكم وبعد محاولته هو وابنه إبراهيم إقامة الدولة العربيه الكبيره وهنأ ايضا تعاونت بريطانيا مع الإمبراطورية العثمانية لإجلاء القوات المصرية عن سوريا. ومن ثم احتلت بريطانيا موقع عكا الحصين لضمان حرية الطريق إلى الهند.
كل ذلك مما أدى الى فكرة "بعث اسرائيل" ،فكتب هولنغورث عام ١٨٥٢ ,في كتابه" تاريخ اليهود في فلسطين"
لم تكن إقامة الدولة اليهودية في فلسطين عملا انسانيا وعادلا بل ضرورة سياسيه في الذهن البريطاني لحماية الطريق عبر آسيا الصغرى إلى الهند.
اما في فرنسا فقد انتشرت الفكرة الدينيه لتدعم فكرة "بعث اسرائيل" التي تقول؛
ان عودة اليهود إلى فلسطين يقرب خلاص الإنسانية وعودة المخلص ولذلك على المسيحين الدعوة لذلك.
ويؤكد هولنغورث انه، انتشرت فكرة بعث اسرائيل في بريطانيا وفرنسا بين غير اليهود بشكل أوسع واشد من انتشارها بين اليهود.
وكتب سوكولوف احد كبار مؤسسي الحركة الصهيونيه:
تبنت الكنولنياليه البريطانية الفكرة الصهيونيه قبل ان تنشأ منظمه صهيونية او يضع اسسها إيديولوجي يهودي.
وفي عام ١٨٩٦ ظهر كتاب تيودور هرتسل "الدولة اليهوديه" وبعدها في عام عقد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بال في سويسرا .وقد صاغوا هرتسل وحلفاؤه:
ان الشعوب التي يعيش اليهود بين ظهرانيها هي،اما ضمنا او صراحة،لا ساميه.وان اليهود شعب واحد جعلهم أعدائهم هكذا،بدون موافقتهم كما يحدث مرارا وتكرارا في التاريخ.
ولكي نضع الأمور في نصابها،يجب علينا توضيح الخطأ التي وقع فيه هرتسل وحلفائه وهو؛
انا اليهود لم يكونوا أبدا شعب واحد،ولا يوجد لهم تاريخ واحد،ولم يكون لهم أبدا ثقافة واحده،فليس لديهم عاداة وتقاليد واحده،وليس لديهم قيم واحده،اكل وشرب واحد،فهم عبارة عن مجموعات صهيونية من دول مختلفه،تجمعهم لغة دينيه" توراتيه".
والدين،او التوراة لا تصلح لتكن سندا قانونيا او تاريخيا لتجمع كل من يؤمن بهذا الدين تحت حكم ودولة واحده.
وحسب الفكرة" التوراتيه" هي نفسها تعترف ان عندما أتوا اليهود إلى فلسطين كانوا يسكنون شعوب غيرهم،والتوراة تقدر ان اليهود تمازجوا وتزواجوا من هذه الشعوب حتى ان أصبحت قسم من هذه الشعوب تعبد آلهة اليهود وقسم من اليهود أصبح يعبد آلهة هذه الشعوب.فبقي هذا الحال حتى انتفاضة بر كوخفا عام ١٢٣ميلادي،وحينها الرومان طردوا اليهود بزعمهم من فلسطين .وهنا كمثقفين سياسيين يجب ان نطرح اربعة اسئله جوهريه؛
١.ما الذي يعطي أولوية لليهودي على غير اليهودي الذين نحن الفلسطينيين أحفادهم في ملكية هذه الأرض؟
٢.الا يعقل أنه ليس جميع اليهود طردوا؟ وبقي عدد لا بأس به من اليهود ويحتمل انهم غيروا ديانتهم إلى المسيحية ومن ثم أسلموا؟ وأيضا هنا يمكن نحن ان نكون احفادهم!!!
٣. كيف نستطيع ان نثبت أن نتنياهو الذي ولد في بروكلين هو من احفاد اليهودي الذي طرد في عام ١٢٣ ميلادي؟
٤.لماذا يحق لليهودي الاثيوبي،الروسي،البولوني،الفرنسي،الألماني و......الخ العودة إلى فلسطين بعد ان هجر قبل ٢٠٠٠سنه ولا يحق للفلسطيني الذي هُجر فقط قبل ٧٢ إلى وطنه؟؟؟

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة

.