يتذمّر اولياء الأمور من التعلّم عن بعد معتبرين أنّه "فشل" أو "مزحة حزينة"
يرى المعلمون صعوبة كبيرة بالتعامل مع هذه المنظومة كما يرفضون المسّ بحقوقهم، رواتبهم وكذلك بحقهم بالحصول على العطلة الصيفية كاملة
يبدو أنّ الاقتصاد الاسرائيلي لن يكون المتضرر الاكبر فقط من أزمة كورونا، حيث يواجه جهاز التربية والتعليم معضلة حقيقة وصعبة في ظل اغلاق المدارس والمؤسسات التعليمية والتوجّه لنظام التعلّم عن بعد، حيث يشهد هذا المضمار "معركة" تحتدم أكثر واكثر مع بقاء الطلاب في منازلهم مع الاهالي، حيث يتذمّر اولياء الأمور من التعلّم عن بعد معتبرين أنّه "فشل" أو "مزحة حزينة"، فيما يرى المعلمون صعوبة كبيرة بالتعامل مع هذه المنظومة كما يرفضون المسّ بحقوقهم، رواتبهم وكذلك بحقهم بالحصول على العطلة الصيفية كاملة.
صورة توضيحية
يذكر أنّه بموجب التسهيلات التي أعلنتها الحكومة والتخفيف الذي شهدته التقييدات سيتم تقليص التعلّم عن بعد. وبموجب اتفاق تمّ بين الهستدروت العامّة والدولة، فإنّ موظفي الحكومة (بمن فيهم المعلمين) سيأخذون 50% من أيام العطلة الخاصّة بهم على حسابهم الخاص و50% الباقية على حساب المشغّل (الدولة)، وتتجه وزارة المالية الى استغلال هذا الاتفاق عن الطريق المعلمين بحيث سيتم العمل بـ50% بمنظومة التعلّم عن بعد والـ50% البابقية سيعيدها المعلمون للدولة في العطلة الصيفية وسيعملون خلالها.
نقابات المعلمين في إسرائيل ترفض الاتفاق والمخططات التي قد تجعل المعلمين يعودون للتعليم بالمدارس حتى في العطلة الصيفية، وأكدوا:"كنّا أول من تجنّد للمساعدة في هذه الازمة واعطينا 9 ايام من العطلة الصيفية لصالح الدولة، وهو ما يعادل 45. مليون شيكل في اليوم وهو أمر لم تفعله أي منظمة اخرى في الدولة"، وتابعوا:" المعلمون لا يملكون أيام عطلة متراكمة وكل ما يعطونه هو على حسابهم الخاصّ والآن تحاول وزارة المالية استغلال الوضع، يحرّض على المعلمين متغطيًا بجمهور الأهالي، والهدف الأخير هو أخذ العطلة الصيفية من المعلمين".
وأكّدت نقابة المعلمين أنّ:"التعلّم عن بعد أثبت نجاعته وفاعليته وتمكن من الحفاظ على العلاقة بين الطلاب والمعلمين وبين الطلاب أنفسهم، كما ساهمت بخلق روتين آمن في المنازل للأولاد والأهل. لا يمكن لا لوزارة المالية ولا لاصحاب المصالح أخذ العطلة الصيفية من المعلمين والذي هو حق قانوني لهم. لن نسمع بأخذ أكثر من 9 أيام فقط من العطلة الصيفية.. المعلمون لا يتسلون في هذه الأيام هو يتواجدون بالحجر في منازلهم ويعلّمون ويعملون من أجل كافة الطلاب في اسرائيل".
من جهة أخرى، تقف لجنة اوياء الأمور القطرية التي اعتبرت أنّ "منظومة التعلّم عن بعد في صيغتها الحالية هي "مزحة حزينة" ولم تتم دراستها بعمق، قد تظهر أنها ممتازة من الخارج لمنها على ارض الواقع لا شيء! هذه المنظومة تنقل مهمّة التعليم الى البيت والتي يتحمل مسؤوليتها كاملة هم الأهالي المجبرين هم أيضًا على العمل من البيت.. نطالب بتوفير حاسوب لكل طالب وفي حال لم تنفّذ طلباتنا فلن نقبل بأي عقوبات ستفرض بسبب عدم حضور الطلاب بمنظومة التعلّم عن بعد"، كما تضمن مطالب الأالي الغاء العطلة الصيفية في شهر يوليو/نموز (7) واعادة العمل في البساتين وروضات الأطفال خلال الأسابيع القادمة، اضافة الى استمرار التعلّم عن بعد كمنظومة تجريبية فقط (بايلوت) الى أن تتم ملاءمة المنظومة بشكل مناسب، وخلال فترة "البايلوت" يتم التركيز على الجانب الاجتماعي والعاطفي للطلاب وليس التعليمي. كما طالب الأهالي من الحكومة ووزارة التربية الاعتراف بأنّ "التعلّم عن بعد لن ينفّذ في البساتين والصفوف الدنيا والاعتراف أيضًا بأن ولي الأمر ليس معلمًا ولن يكون كذلك!"، على حد تعبيرهم. وطالبوا باعادة التعليم بالمدراس للصفوف الدنيا حتى صف ثالث ضمن منظومة مناسبة ووبمجموعات صغيرة، اضافة الى اعادة التعلّم بدورات مسرّعة ومركّزة للطلاب الذي سيتقدمون لامتحانات البجروت مع الحفاظ على تعليمات وزارة الصحّة، مطالبين بعدم "الاستهانة بجمهور الأهالي في إسرائيل"، كما قالوا.