في ظل أزمة انتشار فيروس كورونا، و عدم توفر علاج حتى الآن لمكافحته ، أجزم أهل الاختصاص أن وجود مصل فعال لهذا الفيروس يحتاج من ١٨ الى ٢٤ شهرًا ؛ لذلك وجب التفكير و البحث عن وسائل أخرى للحد من وتيرة انتشار هذا الفيروس.
كانت أقصر الطرق هي المكوث المنزلي ، و عدم الاختلاط مع الأفراد، و غسل اليد بالصابون ، و استعمال المطهرات قبل و بعد اللمس لأي جماد مشترك يستعمله عامة الناس في الحياة اليومية ، لكن يوجد هنا تحدي آخر في عدم قدرة الدول لفحص جميع مواطنيها من فيروس كورونا ؛ لنقص الكوادر الطبية ، و الفنيين المختصين، و المعدات لإجراء هذا الفحص ، و بل تعدى ذلك عدم فحص كل من عليه أعراض هذا الفيروس مثل الزكام ،و الرشح ،وارتفاع درجة حرارة الجسم في مناطق تفشي الفيروس، بل اقتصر ذلك الفحص على أناس عليهم أعراض حادة بهذا الخصوص مثل الالتهاب الرئوي و صعوبة بالتنفس خاصة كبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة، تلك الفحوصات تستغرق نتائجها يومين ، من حيث أخذ العينة من حلق أو داخل أنف المريض ، و من افرازات الشعب الهوائية و من ثم نقلها إلى المختبر و من ثم إجراء الفحص داخل تلك المختبرات الذي يستغرق ٦ ساعات ، حيث تكون نسبة الأخطاء البشرية عالية و واقعة عند نقل تلك العينات باستبدالها و هي في طريقها إلى المختبر ، لذلك النتيجة السلبية لتلك الفحوصات لا تجزم أن الشخص الذي أُخذت منه العينة لا يحمل ذلك الفيروس ، لذلك يتطلب فحصه مرة ثانية و من ثم مرة أخرى ، حيث يُكلف الفحص الواحد كثير من مراكز الأبحاث ما بين ٢٠٠ الى ٣٠٠ يورو . بعض شركات تصنيع الأدوات الطبية الإلكترونية تنبهت و لو متأخرا في جعل فحص تلك العينات أسهل و أيسر لمن يخضع لذلك الفحص ، و الأهم اختصار الوقت من ثلاثة أيام إلى ساعتين و نصف من الزمن ، لفحص أكبر عدد ما يمكن من المواطنين . منذ أيام توصلت شركة Bosch بالشراكة مع شركة ألمانية لتصنيع الأجهزة الطبية الاكترونية في إنتاج جهاز إلكتروني فعال يفحص عينة المريض في مدة أقصاها ساعتين و نصف ، يمكن للجهاز الواحد فحص عشرة عينات في اليوم الواحد ، حيث نسبة نجاح ذلك الفحص تتجاوز ٩٥ ٪ و هي نسبة مُطمئِنة جداً لإجراء هذا الفحص ، تكلفة هذا الفحص سوف تكون مابين خمسين إلى مائة يورو مقارنة بالفحوصات المخبرية التي كلفة فحص العينة الواحدة منها ما بين ٢٠٠ الى ٣٠٠ يورو ، حيث تكلفة هذا الجهاز الذي يطلق عليه Vivalytic في الوقت الحالي ١٥٠٠٠ يورو ، حيث طريقة استخدامه سهلة جداً و بسيطة ، تبدأ بأخذ العينة من الأنف أو الحلق بمسحة وتوضع في خرطوشة تحتوي بالفعل على جميع الكواشف المطلوبة للاختبار. يتم إدخال هذه الخرطوشة على الفور في المحلل ، والتي وفقًا لشركة Bosch ، سهلة الاستخدام لدرجة أنه لا يتطلب وجود موظفين مدربين بشكل خاص ، لا يقتصر فحص هذا الجهاز الكشف عن فيروس كورونا فقط ، بل الكشف عن عشرة أنواع فيروسات أخرى و منها فيروس الإنفلونزا ، بعد الانتهاء من مطابقة الجهاز لمواصفات المنظمات الأوروبية و العالمية ذات الاختصاص سوف تبدأ شركة Bosch في الأول من شهر إبريل القادم لهذا العام في تسويق ذلك الجهاز لجميع المستشفيات و المراكز الصحية و العيادات الطبية، و يمكن بعد ذلك توريده إلى الصيدليات داخل المانيا ، يمكن توفير هذا الجهاز في أوروبا و من ثم دول العالم الأخرى ، لذلك ننصح الدول العربية عامةً و السلطة الفلسطينية خاصة باقتناء أجهزة تلك الشركة للسيطرة على ذلك الفيروس ، حيث ١٠٠٠ جهاز تكفي لفحص ١٠٠٠٠ عينة يومياً ، أي كل عشرة أيام مائة ألف عينة ، و هذه نسبة مُرضية نوعاً ما ، توفير ٢٠٠٠ جهاز سوف يساعد بتقليص هذا الفيروس بشكل ملحوظ إن تم ذلك ، حيث هدف فحص عينات كبيرة هو الوصول لمن هو مصاب بذلك الفيروس و عزله صحياً لعلاجه بدل أن يعزل المجتمع بأكمله ، لذلك نناشد وزارة الصحة الفلسطينية بإعطاء الإشارة للسفارة الفلسطينية في برلين للتواصل مع شركة Bosch لتوفير تلك الأجهزة ، التي سوف تُحدث فارق نوعي في تهدئة قلق الناس النفسي و خوفهم في سياق تحجيم هذا الفيروس.