الباحثة د.مريان توحاخو:
الفجوات تبدأ في القدرات والمهارات في سن مبكرة كما نرى ذلك في نتائج امتحانات "بيزا" و "ميتساف" التي يتم إجراؤها في سن 12 و 15
75% من الرجال العرب يتحدثون اللغة العبرية بطلاقه بينما 50% فقط من النساء العربيات يتحدثن اللغة العبرية بطلاقة
يجب تغيير الرؤية التربوية لجهاز التعليم العربي ويجب إنهاء المرحلة الثانوية ليكون مستوى الطالب باللغة العبرية كاف لدخول سوق العمل والنجاح في التعليم الأكاديمي
أجرت الباحثة د. مريان توحاخو ومديرة البرنامج للسياسة الإقتصادية للمجتمع العربي في معهد أهارون، بحثًا يظهر الفجوات بجهاز التعليم وعائق اللغة العبرية للمواطنين العرب في الداخل، وعرض البحث امام عدد كبير من المسؤولين بجهاز التعليم بالإضافة الى ناشطين وقضاة وصحافيين في قاعة بلدية ام الفحم.
الباحثة د. مريان توحاخو
وفي هذا الصدد، اجرى مراسل موقع وصحيفة " كل العرب" مقابلة مع الباحثة مريان توحاخو، وعن المعهد قالت:" رؤية المعهد في هذا البرنامج هو تعزيز الاقتصاد الإنتاجي والاقتصادي في المجتمع العربي وتعزيز اندماجه في الاقتصاد الوطني الإسرائيلي". واضافت تحاوخو:" نشاط البرنامج هو جزء من الاستراتيجية الاقتصادية الشاملة لمعهد أهارون للاقتصاد الإسرائيلي، والتي تهدف إلى تحقيق النمو المستمر في الناتج المحلي الإجمالي والإنتاجية مع الحد من الفقر وعدم المساواة".
وعن البحث الذي اجرته توحاخو، اعربت:" يشير البحث ان حوالي 60% من الفجوات بالدخل بين العائلة العربية والعائلة اليهودية (غير الحريدين)، تنبع من الفجوات في الموارد البشرية اي مستوى التعليم، مجال التعليم ومكان التعليم. لذلك، الحل لتقليص الفجوات في الدخل هو رفع مستوى التعليم لدى المجتمع العربي في اسرائيل".
وفي ذات السياق، أوضحت توحاخو ان:" الفجوات تبدأ في القدرات والمهارات في سن مبكرة كما نرى ذلك في نتائج امتحانات "بيزا" و "ميتساف" التي يتم إجراؤها في سن 12 و 15، اذ ان علامات الطلاب العرب كانت اقل بكثير من علامات الطلاب اليهود. بالاضافة الى ذلك، كان هناك انخفاض كبير في علامات الذكور العرب، في حين حافظت الطالبات العربيات على نفس المعدل".
وأشارت توحاخو الى ان:" هذه المعطيات تظهر لنا الفجوات التي حصلت بالتعليم من الصف الاول حتى الاعدادي، ونرى ذلك الانخفاض بالعلامات بالرغم من زيادة الميزانيات لجهاز التعليم العربي في المدارس الابتدائية والاعدادية خلال تلك السنوات. تستمر الفجوات بالارتفاع في المدارس الثانوية وذلك ينعكس على النسب المنخفضة للاستحقاق في شهادة "البجروت"- الاحتمال لطالب عربي مع علامة معينه في امتحان "ميتساب" للحصول على شهادة استحقاق في "البجروت" اقل بكثير من طالب يهودي مع نفس العلامة".
وعن العوامل، أسهبت توحاخو:"هناك العديد من العوامل المسببه لهذه الفجوات بما في ذلك، المستوى الاجتماعي والاقتصادي المنخفض في المجتمع العربي، الثغرات في جودة التعليم والإدارة في المدارس، وفجوات في الميزانيات في جهاز التعليم الرسمي والغير رسمي. في هذه الدراسة، ركّزنا على عائق كبير وهام لدخول سوق العمل والنجاح في التعليم الأكاديمي وهو عدم التمكّن من اللغة العبرية".
وتطرقت توحاخو:" معظم الطلاب العرب يكملون 12 سنة دراسية من دون القدرة على التواصل باللغة العبرية، هكذا يبدؤون حياتهم كبالغين بمستوى أقل بكثير من اليهود بنفس العمر، على سبيل المثال- يواجه الطالب العربي الذي بدأ دراسته الأكاديمية في إسرائيل صعوبات لغوية كبيرة في قدرته على فهم المادة أو التعبير عن نفسه باللغة العبرية. بالإضافة الى ذلك، غالبية الوظائف تتطلب معرفة اللغة العبرية وعدم التمّكن من اللغة تشكل عائق جدي بوجه من يريد الانضمام لسوق العمل".
واكملت توحاخو:" عند فحص مستوى اللغة العبرية عند العرب بعمر 20 عاما وما فوق، نرى أن الرجال يجيدون اللغة أكثر من النساء، الإحصائيات تظهر ان 75% من الرجال العرب يتحدثون اللغة العبرية بطلاقه بينما 50% فقط من النساء العربيات يتحدثن اللغة العبرية بطلاقة".
وعن فرص العمل، أوضحت توحاخو انه:" ممكن تفسير ذلك بنسبة اشتراك عالية في سوق العمل لدى الرجال العرب. لقد بحثنا ايضاً العلاقة بين مستوى معرفة اللغة العبرية لدى العرب وفرصتهم في التوظيف ومستوى الأجور، ووجدنا ان فرص العمل لرجل عربي مع مستوى لغة عبرية عالي اكبر ب- 15% وراتبه الشهري اعلى ب- 29% من رجل عربي لا يجيد اللغة العربية".
وأسهبت توحاخو:" كذلك أيضاً بالنسبة للنساء العربيات، فرص العمل لامرأة عربية مع مستوى لغة عبرية عالي ترتفع بنسبة 8% وراتبها يرتفع بنسبة 21% مقارنة مع امرأة عربية لا تجيد اللغة".
وعن أسباب انخفاض اللغة العبرية في المجتمع العربي، وكيفية تحسينها، أعربت توحاخو:" الطلاب العرب يدرسون فقط 5 دروس أسبوعية باللغة العبرية من قبل معلمين عرب الذين لم يحصلوا على تدريب خاص في تعليم اللغة العبرية حيث ان غالبية المعلمين لا يتقنون اللغة العبرية بشكل كاف".
وتابعت توحاخو ان:" مبنى امتحان "البجروت لا يحفز الطلاب على تعلم اللغة، ولا يتم ملائمة المحتوى التربوي مع احتياجات سوق العمل والتعليم الأكاديمي. والأكثر من ذلك ، عند التسجيل للتعليم العالي، لا تؤخذ بعين الاعتبار علامة "البجروت" باللغة العبرية ، والقبول يتم حسب علامة امتحان معرفة اللغة العبرية "ياعيل" عن طريق المركز القطري للامتحانات والتقييم".
وفي سياق متصل، قالت توحاخو انه من العوائق الكبيرة:" هو عدم الاستماع واستعمال الطلاب العرب للغة العبرية في الحياة اليومية. أفاد انه أكثر من 50 ٪ من الطلاب العرب لا يستخدمون اللغة العبرية على الإطلاق خارج المدرسة".
وأشارت توحاخو ان :" نسبة 86٪ من مدرسي اللغة العبرية لا يتحدثون داخل الحصص باللغة العبرية واستعمال وسماع اللغة هو العامل الرئيسي الذي يزيد من صعوبة تدريس اللغة العبرية للطلاب العرب، اذ انه يكون اللقاء الأول للطالب العربي مع اللغة العبرية ومع المجتمع اليهودي بعمر ال 18 عندما يحين موعد دخوله سوق العمل أو التعليم الأكاديمي".
وعن توصيات الباحثين، وجهت توحاخو:" يجب تغيير الرؤية التربوية لجهاز التعليم العربي وذلك على مستوى اللغة العبرية للطالب العربي، ويجب إنهاء المرحلة الثانوية ويكون مستوى الطالب كاف لدخول سوق العمل والنجاح في التعليم الأكاديمي، ولتحقيق ذلك، امتحان "البجروت" باللغة العبرية يجب ان يعكس مستوى المعرفة المطلوبة حتى يتمكن أي شخص درس الوحدات الإجبارية (3 وحدات) من معرفة اللغة العبرية التي تمكنه من التواصل والتعبير بالحياة اليومية، والوحدات الإضافية (5) تمكن الطالب من تحدث اللغة العبرية بطلاقة والمستوى المطلوب لسوق العمل والتعليم الأكاديمي، الهدف المرغوب فيه هو الحصول على نسبة 90٪ على الأقل من خريجي المدارس الثانوية على "بجروت" باللغة العبرية ونصفهم على الأقل بمستوى 5 وحدات".
وعن التوصية الثانية:" بالإضافة إلى التغييرات التربوية، يعتقد الباحثون أن هناك شرطًا ضروريًا لرفع مستوى اللغة العبرية لدى الطلاب العرب وهو سماع واستعمال اللغة في سن مبكر، على سبيل المثال - لقاءات بين الطلاب العرب واليهود بشكل متكرر، في كل من التعليم الرسمي وغير الرسمي، ودمج المعلمين متحدثي اللغة العبرية كلغة ام في المدارس العربية".