دفن في الوطن كما أوصى بعد 53 عاما من الهجرة في الولايات المتحدة
كان المرحوم دائم التنقل بين البلاد وأمريكا. وفي عام 2016 كرمته بلدية رهط والمركز الجماهيري كأول معلم ومربٍ في النقب
للمرحوم عدة إصدارات منها كتاب عن الحرب على العراق تحت عنوان "صدام حسين لم يكن نبيا، بل كان عراقيا عربيا"، والسيرة الذاتية تحت عنوان "رحلة الأماني" في مجلدين كبيرين، وكتب العديد من الدراسات والمقالات حول القضية الفلسطينية
شاركت جماهير غفيرة، صباح اليوم الجمعة، في جنازة المربي سالم سلامة الهزيّل (أبو أسامة)، الذي توفي في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، يوم الأحد من هذا الأسبوع عن عمر ناهز 76 عاما.
الراحل المربي سالم سلامة الهزيّل
وقد ألقى خطبة التأبين الشيخ حمّاد أبو دعابس، رئيس الحركة الإسلامية، الذي تحدث عن مناقب الفقيد.
وكان المرحوم أوصى بأن يتم دفنه في أرض الآباء والأجداد، حيث هاجر إلى أمريكا قبل 53 عاما، للدراسة وعاد إلى البلاد وتزوج من لاجئة وأقام هناك.
وكان المرحوم من الأوائل الذين أنهوا دراستهم في مدرسة تيراسنطا في الناصرة عام 1962، وعاد إلى عشيرته ليعمل مدرسا في مدرسة عرب الهزيّل بين السنوات 1962-1966 - ليكون من أوائل المعلمين من أبناء النقب. وخلال فترة تدريسه فتح مدرسة مسائية لمحو الأمية، درس فيها عدد كبير من أبناء العشيرة اللغات العربية، العبرية والإنجليزية.
قصته مع فريق كرة القدم الأول
كما أقام أول فريق كرة قدم عربي في النقب عام 1964، بهدف دمج أبناء العشيرة وتوحيدهم من كافة العائلات، وناضل من أجل بناء ملعب كرة قدم. وقد أقنع جده الشيخ سلمان الهزيل التبرع بأرض الملعب وتوجه لمجلس "بني شمعون" وحثهم مرارا لبناء الملعب حتى استجابوا وما زال الملعب قائم حتى اليوم.
ووقتها حضر إلى جده الشيخ سلمان الهزيّل الحاكم العسكري واستفسر فيما إذا كان سالم "يقوم بتدريبات عسكرية لأبناء العشيرة"، فهدأ الشيخ سلمان من روعه قائلا "إنهم يلعبون الطبة".
فريق كرة القدم الذي أنشأه المرحوم- صورة بلطف من العائلة
أدار الفريق في بداية طريقه صديقه المقرب طالب أحمد أبو هاني وبعده محمود عراد القريناوي (الجنجي).
في العام 1966 سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأنهى اللقب الثاني في مجال علم النفس العلاجي، وعمل في هذا المجال مدة قليلة، ثمَّ تحوّل إلى الأعمال الحرة، حيث أصبح من رجال الأعمال الناجحين، وكان من قيادة الجالية العربية، خاصة الفلسطينية، في أمريكا، وكان بيته مفتوحا أمام اللاجئين من الوطن العربي، وكان ناشطا في الجالية العربية الداعمة لنضال الشعب الفلسطيني في كالفورنيا.
عام 1974 عاد إلى أرض الوطن وتزوج من فلك أبو سعود، وهي من عائلة مهجّرة من القدس إلى غزة ومن ثمّ عادا معا إلى كاليفورنيا، وولد لهما 6 أولاد - 4 بنين وابنتان.
وكان المرحوم دائم التنقل بين البلاد وأمريكا. وفي عام 2016 كرمته بلدية رهط والمركز الجماهيري كأول معلم ومربٍ في النقب.
وللمرحوم عدة إصدارات منها كتاب عن الحرب على العراق تحت عنوان "صدام حسين لم يكن نبيا، بل كان عراقيا عربيا"، والسيرة الذاتية تحت عنوان "رحلة الأماني" في مجلدين كبيرين، وكتب العديد من الدراسات والمقالات حول القضية الفلسطينية،
ونعى المرحوم شقيقه الدكتور عامر الهزّيل (أبو سلامة)، حيث قال: "كان أخي المرحوم من الذين شجعوا التعليم حيث كان يرافق الطلاب في تسجيلهم وسفرهم إلى مدينة الناصرة، حتى تحولت إلى أهم المدارس لخريجي العشيرة، وكوّنوا نواة من الأكاديميين الأوائل في النقب. لقد طلب أن يتم دفنه في فلسطين بجوار والديه - وهذا ما عملنا من الساعة الأولى لتنفيذ وصيته. حين رافقته إلى المطار مطلع عام 2018، عاد بعد توديعه وقال لي "يا ولد، أصحى ما تدفني في خربة بلادنا. دير بالك أندفن في بلاد الغربة". رحمه الله وأسكنه جناته. نحمد الله على كل شيء".
في طريقه الى امريكا في السفينة عام 1966