جاء في بيان صادر عن المتحدث باسم شرطة إسرائيل للإعلام العربي:" شارك الاسبوع الماضي رئيس المديرية لتطوير الخدمات الشرطية في المجتمع العربي, اللواء جمال حكروش, في المؤتمر العالمي لمناهضة التمييز والعنصرية في جمعية الأمم المتحدة في جنيف، كممثل لوزارة الامن الداخلي / شرطة إسرائيل، مع ممثلين من المكاتب الحكومية الأخرى.
تم عقد هذا المؤتمر استجابةً لانتقادات الأمم المتحدة ضد العنصرية والتمييز. في خطابه أمام أعضاء المؤتمر ، قام اللواء حكروش بسرد سيرة حياته بما فيها خدمته في شرطة إسرائيل منذ بداية طريقه ولغاية اليوم, مع كل الجوانب المؤثرة والمهنية لكونه اول شرطيً وأول ضابط مسلم يصل الى رتبة لواء في شرطة إسرائيل، كجزء من خطة حكومة اسرائيل لدمج الأقلية العرب في مؤسسات الدولة.
خلال خطابه قال اللواء حكروش:"اقف امامكم، وهذه لحظة مهمة ومؤثرة للغاية بالنسبة لي. حقا إنها فرصة مهمة لي لأشرح لكم ما يحدث في المجتمع العربي داخل دولة إسرائيل، وسأتحدث قليلا عن نفسي. هذه الشهادة تمثل المجتمع العربي في دولة إسرائيل. أنا شخصياً أقف أمامكم كرمز لمستوى واقعنا عالميا وسياسيا واجتماعيا وكجزء من مؤسسات الدولة.
لا اعني بالمصطلح "رمز" أنه يمثل علامة أو فكرةَ- رأي مسبق أو اتجاه معين. إنما هي إشارة للتغيير. نعم انها علامة للتغيير في كيفية نظر المجتمع ككل نحو عرب إسرائيل ومعاملتهم لهم، وكيف ستعامل الأغلبية الأقلية التي انتمي اليها.أنا، جمال حكروش، مواطن دولة إسرائيل، عربي ، مسلم ، ولدت في كفر كنا في شمال إسرائيل.
كمواطن عربي إسرائيلي، تعلمت ودرست في القرية ولم أعرف أي شيء خارج القرية. وهذا يمثل عامة السكان العرب في ذلك الوقت قبل 40 سنة. لم نلق بوابات مفتوحة للمؤسسات، وشعر العرب في إسرائيل انهم معزولين تماما عن بقية العالم. لهذا السبب، لم نتعلم قط عن الثقافات الآخرين، وهذا قد حد من حياتنا في نواح كثيرة.
لقد نشأت في أسرة بسيطة وفقيرة، تمامًا مثل أي شخص في عمري من السكان عرب. لم نكن نعرف أي شيء خارج القرية. لقد التحقنا بمدارس منخفضة المستوى في القرية، وحتى الصف الثامن، وكان على كل من أراد الاستمرار والالتحاق في المدرسة الثانوية استوجب الامر ان يغادر القرية، امر الذي بالطبع لم يكن ممكنا بسبب القيود المالية.
اليوم الوضع مختلف تماما. يكمل جميع الشباب العرب دراستهم الثانوية في القرية، والغالبية تلتحق بالمعاهد العليا. الآلاف من الطلاب من المجتمع العربي يتواجدون في الجامعات الإسرائيلية، في الجامعة العبرية في اورشليم القدس، وجامعة بار إيلان، وجامعة حيفا وفي كل مؤسسة أكاديمية في البلاد- هذا يدل على تغيير مهم للغاية حدث في المجتمع العربي لصالح الشبان والشابات العرب.
في سن العشرين، قررت أن أصبح سفيرًا لشعبي وجيلي، وقررت أن أكون رمز التغيير للشباب. انضممت إلى شرطة إسرائيل قبل 40 عامًا عندها لم يكن هناك شرطي مسلم واحد. الأمور لم تكن سهلة. حتى انها كانت صعبة للغاية وشبه معدومة. لكن لأنني لا أؤمن بكلمة "مستحيل"، قمت بشق طريقي بغض النظر عن الصعوبات والعقبات.
واجهت معارضة من قبل المجتمع من ناحيه وشكوك من قبل الشرطة من ناحيه اخرى. بالرغم من كل شيء، قررت مواصلة الصراع المزدوج فوجدت نفسي في طريق صعب بالنسبة لي ولشعبي، وبدأت عملي في شرطة إسرائيل كحارس عند مدخل مركز الشرطة.
نعم ، مجرد حارس، عمل بسيط للغاية ولكنه شاق للغاية، ربما لا يستحق كل هذا العناء، لكنني قررت أنه سيكون خطوتي التالية.
كانت خدمتي في الشرطة كصراع دائم مع منافسة قوية. ولكن اجتياز هذا الاختبار سيكون انتصارًا للمجتمع العربي ككل لان فشلي يعني أن شعبي لا يستحق أي منصب من هذا النوع.
واصلت العمل في صفوف شرطة إسرائيل، وأثبت قدراتي في كل دور قمت به وتمت ترقيتي لمناصب حساسة وخلقت تحديات جمة كنت قائدا لثلاثة مراكز شرطة كبيرة، وقد قدمت خدمات الشرطة للمواطنين العرب واليهود على حد سواء. ثم تمت ترقيتي إلى منصب نائب قائد لواء الساحل في الشرطة حتى ارتقيت لرتبة لواء في شرطة إسرائيل منصبي الذي اشغره اليوم. هذا هو المكان المناسب للتأكيد أن شرطة إسرائيل هي مؤسسة موضوعية ومنصفة، وتفتح الأبواب أمام كل مواطن في الدولة، بغض النظر عن دينه ومعتقداته.
يجب أن أغتنم هذه الفرصة وأقول ليس فقط أن شرطة إسرائيل فتحت الأبواب أمامي كمواطن عربي انما امام أصدقائي وابناء جيلي ونراهم اليوم في وظائف مهمة كمدراء الأقسام الطبية في المستشفيات، وكمحاضرين في الجامعات الاسرائيليلة. في الوقت نفسه، يلتحق الآلاف من الطلاب العرب الآخرين الى الجامعات الإسرائيلية.
"حضرة أعضاء الجمعية المحترمين، الأبواب مفتوحة".
مسيرتي المهنية في شرطة اسرائيل لمدة 40 عامًا لم تكن سهلة قط. لا بل كانت صعبة جدا وكان علي إثبات نفسي في كل لحظة ودائما شعرت ان الأضواء مصوبه نحوي.
في بعض الأحيان كان من الصعب تقبل الوضعية وفقها شغرت كقائد عربي مسلم لقوات شرطية في عدد كبير من الاحداث الميدانية الجنائية او الارهابيه الحساسة.
أعضاء الجمعية المحترمين, اسمحوا لي ان أتكلم عن المجتمع العربي في اسرائيل, نعم قبل ان أكون ضابط وقائد في الشرطة فانا عربي مسلم من المجتمع العربي الإسرائيلي. مجتمعنا يمر بتغيير وبفترة حساسة.
هذا هو الوقت الذي فقدنا فيه حكم العشيرة، والقبيلة ، ونحن في نفس الوقت لا يستمع الشبان إلى شيوخهم. في الماضي كان الجميع يثق ويعتمد على سلطة الشيوخ، هم أولئك الذين حلوا جميع المشاكل، ومنعوا اندلاع العنف. فقدان سلطة الشيوخ والمسنين، إلى جانب غياب قوات الشرطة من الشارع العربي خلق فراغ. هذا الفراغ امتلأ بالعنف الذي يهدد للمواطن العربي، وخاصة المواطنين الصالحين الذين دفعوا ثمن ذلك بأمنهم الشخصي في كثير من الأحيان وحتى في حياتهم. هل يمكننا قبول معدل ما يقارب 70 ضحية جراء جرائم القتل في المجتمع العربي؟
هذا الوضع خطير حيث لا يوجد أمن شخصي لأي مواطن عربي. فقدان الأمن الشخصي للأم العربية لاطفالها ولمجتمعها.
من هنا وبمسؤولية كبيرة، قررت دولة إسرائيل وضع حد للعنف في الشارع العربي وقررت الدخول وتوفير الأمن الشخصي لكل مواطن عربي وكل أم عربيه.
قرار حكومة اسرائيل رقم 922 لعام 2016، الذي اقترحه وزير الأمن الداخلي، السيد جلعاد أردن، وبموافقة حكومة إسرائيل، أمرت الحكومة بإنشاء مديرية الشرطة لتطوير الخدمات للمجتمع العربي.
في اعقاب ذلك بناءًا على طلب الوزير جلعاد اردان ان اقود المديرية التي تهدف إلى تطوير الخدمات الشرطية في المجتمع العربي، ومكافحة العنف، مع توفير الأمن الشخصي للمواطن العربي.
لحقا انها مهمة صعبة للغاية لكانها في بالغ الاهمية، والنجاح بها ليس مؤكدًا على الإطلاق. كان لدي الكثير من الشكوك حول الحصول على هذه الوظيفة، تخوفًا من أنني لن انجح. لكن في النهاية، بعد الكثير من التخبطات، قررت أن أغتنم الفرصة، ووافقت على ان اشغر هذا المنصب والوظيفة وباشرت بالمهمة. رأيت هذه المهمة كمقدسة، من أجل ضمان الامن الشخص لجميع مواطني دولة إسرائيل. لن أتطرق الى تفاصيل هذا البرنامج ؛ لانها كبيرة جدا ومعقدة.
المهم هو الاقتراب من المواطن، ومعانقتة ومنحه الأمن الشخصي. والأهم من ذلك، قررنا فتح الأبواب للشباب والشابات، ودعوتهم للانضمام إلى صفوف شرطة إسرائيل.
على الرغم من كل الصعوبات، أنشأنا ثمانية مراكز شرطة في البلدات العربية في غضون عامين، من أصل 18 سيتم تأسيسهم خلال 5 سنوات وفقًا للخطة. مهمة هذه المحطات خدمة المواطن العربي وتوفير الأمن الشخصي للأم العربية.
حتى الآن انضم أكثر من 600 شاب و 55 شابة من المجتمع العربي إلى صفوف الشرطة. هذه هي مسيرة التغيير التي نهدف اليها في شرطة الإسرائيل. هذا ما يحدث اليوم في شرطة اسرائيل مساواة لكل مواطن.
اليوم يمكنك رؤية شرطية عربية مسلمة التي تقدم خدمات شرطية للمواطن العربي. لا تزال هناك حاجة ماسه إلى العديد من التغييرات. الوضع حساس للغاية، ونحن نعرف أن كل شيء حدث استثنائي يمكن أن يمهد الطريق لتحقيق الهدف.
أعزائي المفوضين، هذه الخطة ليست سهله. هذا خطة رائعه ومهمه للغاية ومكلفه جدا. الميزانية استثمرت حتى الآن 15 مليار شيكل (حوالي 4 مليارات يورو).
واجب على أي شرطة في جميع أنحاء بما فيها شرطة إسرائيل التصرف تجاه الأقليات بشكلٍ متساوٍ ومنحهم جميع حقوقهم. من ناحية أخرى، ينبغي على الأقلية احترام القانون، تمامًا مثل أي مواطن آخر في الدولة
الدمج بين هذين المفهومين سيقودنا إلى مجتمع متسامح ومنصف اكثر لنعيش به.
تحسين خدمات الشرطة للمواطن العربي واجب على كل شرطي، ونحن كقادة يتم تدريب افراد الشرطة لدينا لخدمة المجتمع العربي على مستوى عال كحجر الأساس الذي سيقودنا إلى دولة أفضل من اجل مواطنيها، ومستقبلها.أعزائي المفوضين، نحن نعلم أننا ما زلنا في بداية الطريق. واجبنا الاستمرار في هذا البرنامج وتطبيقه في الميدان. يمكن اليوم سماع صوت التغيير في شرطة إسرائيل في كل ما يتعلق بالمساواة والعدالة من اجل المواطن العربي واعينكم يمكنها مشاهدة التغيير الذي طرا, فأنا العربي المسلم الذي وصل إلى أعلى منصب في شرطة إسرائيل، على أعلى مستوى"
لقي خطاب اللواء حكروش أصداء إيجابية من الحضور بعد سرد مشاكل المجتمع العربي في دولة إسرائيل واستجابة حكومة إسرائيل لهذه المشاكل بهدف تطوير جودة الحياة والامن الشخصي للمواطن العربي في إسرائيل.