شاركت الإعلامية إيمان القاسم سليمان في المؤتمر السنوي الثاني للكونجرس الإسرائيلي الذي عُقد في القدس، بالتعاون مع جامعة بار إيلان، والذي تضمن محاضرات وندوات حوارية تمحورت حول الأوضاع السياسية وتداعياتها على الحالة الاجتماعية، والسعي لوضع تسوية وحل للخلافات بين مختلف شرائح المجتمع. وتطرقت المحاضرات إلى التعليم العالي، دور الإعلام، قانون القومية، المواطنين العرب، دور رؤساء السلطات المحلية، الجهاز القضائي وخاصة محكمة العدل العليا.
وجاءت مشاركة القاسم في الندوة التي تناولت موضوع العلاقات العربية اليهودية في إسرائيل، إلى جانب البروفيسور القاضي إلياكيم روبنشتاين نائب رئيسة محكمة العدل العليا سابقاً، الوزير السابق د. بنيامين بيغين، عاهد رحال رئيس منتدى السلطات المحلية البدوية، ومدير عام الكونجرس المحامي غلعاد وينر. وحضر الندوة قضاة، رجال قانون، اكاديميون، باحثون وكُتاب، ونشطاء من مجالات عدة.
وقالت القاسم في مشاركتها : تواجدي هنا معكم في هذا المؤتمر لأنني أريد أن تسمعوا صوت المواطنين العرب في إسرائيل، ولذلك من المهم دمج تمثيل لعشرين بالمئة من السكان في جميع المؤتمرات والندوات. الواقع السياسي والحزبي والاجتماعي مُركّب ومعقّد، والاختلاف في الأيديولوجيات بين العرب واليهود واضح وطبيعي في مجتمع تعددي، لكن الواجب هو التوصّل إلى صيغة من الحياة المشتركة التي تستند على احترام الأقليات وحقوقهم. تقبّل العرب يجب ألا يكون من منطلق عدم وجود خيار آخر، بل من منطلق أن الخيارات الأخرى كالإقصاء والتهجير والتمييز مرفوضة، وأن الدافع هو رغبة حقيقية في دمج المجتمع العربي وتقبّله. إن الخطورة في التحريض ضد العرب تكمن في أن يترجمه البعض ولا سيما عامة الشعب في الشارع والملاعب والمجمعات التجارية وبرك السباحة والأماكن العامة إلى اعتداء جسدي عليهم.
كما تحدثت القاسم عن مبادرة تشمل قيادات الديانات في البلاد من مسلمين ومسيحيين ودروز ويهود لوضع ميثاق لمكافحة العنف ضد النساء يكون لرجال الدين فيه دور فعال كلٌ في مجتمعه.
وفي سياق التعليم العالي تحدثت عن الثورة النسائية وعدد الطالبات الجامعيات العربيات اللواتي فاقت نسبتهم عدد الطلاب الشبان، وهو ما يعكس تحولاً ملفتاً في المجتمع العربي.
كما أثنت القاسم على ما تقوم به مبادرة جمعية " مرحافيم – مجالات " التي تدمج المعلمين ولا سيما المعلمات من المجتمع العربي في مدارس في البلدات اليهودية في تدريس المواد المختلفة من ضمنها المواضيع العلمية، لكسر الأفكار المسبقة وإبراز القدرات والمهارات لدى المعلم العربي، والانفتاح على مركبات المجتمع العربي. كما تطرقت الندوة إلى قانون القومية وتداعياته السلبية وانعكاسه على وضع المواطنين العرب ومكانتهم وإلغاء تعريف اللغة العربية كلغة رسمية.
أما بخصوص دور الإعلام فقالت القاسم بموازاة التغطية الجارية للأحداث، يمكن أن يكون للإعلام دور إيجابي في إبراز الجوانب المشرقة وهي موجودة من مبادرات للحفاظ على النسيج الاجتماعي بين شرائح المجتمع ومن ضمنهم العرب واليهود.
وقال السيد محمد دراوشه الذي شارك في النقاش انه وبالرغم من تحصيل إنجازات اقتصادية واجتماعية في العلاقات اليهودية العربية، وخاصةً في المجالات الطبية والاكاديمية والبنى التحتية، ما زال المجتمع العربي يعاني من تمييز بنيوي مقصود، ينعكس بنسب فقر كبيرة بين فئات كبيرة في المجتمع.
وأضاف ان بناء مصالح مشتركة تقوده الى الإتكال المتبادل وبناء مجتمع مشترك مبني على الفائدة للطرفين، ولكن يجب ان لا ننسى مبدأ المساواة الذي يجب ان يحكم هذه العلاقة، والمساواة يجب ان تكون ايضاً سياسية بدون سقف يحدد من المشاركة السياسية وهوية المساحات والمجالات المشتركة.
وانهى حديثة بنقد شديد لقانون القومية الذي يمثل تراجعاً مدوياً في القيمة الديمقراطية للدولة ويأتي ليتوج سلسلة قوانين تضيق الشعور بالمساواة وتسبب خنقاً لقيم العدل وتشكل سداً منيعاً امام امكانية الدمج المتساوي في الدولة والعلاقات الاجتماعية بين اليهود والعرب.
وأثنت القاضية عدنا أربل، قاضية محكمة العدل العليا سابقاً على أقوال القاسم مُشيرة إلى أهمية فتح هذا النقاش الذي يأخذ بعين الاعتبار الاختلافات من جهة، ووجوب تجاوزها من جهة أخرى من أجل بناء مستقبل مشترك للشعبين في هذه البلاد، وهذا ما تسعى إليه لجنة التسويات ضمن الكونجرس والتي تشمل شخصيات أكاديمية وجماهيرية.