نبيل عودة في مقاله:

لست قلقا من ازالة صورة، ولا أرى ان جمهور الناصرة يتعلق بصورة، والمواطنين منحوا ثقتهم في الانتخابات لعلي سلام الشخص وليس لصورته

قرأت وانا في استراليا ان جمعية "محامون من اجل ادارة سليمة" حصلت على قرار محكمة يلزم بلدية الناصرة بإزالة صورة علي سلام من داخل مبنى البلدية.

ما اثار اهتمامي ليست صورة كبيرة لرئيس بلدية، انما ما العلاقة بين النشاط البلدي، الذي تنفذه بلدية الناصرة، وبين صورة لرئيس البلدية اثارت اهتمام هيئة قانونية، ترفع شعارا هاما "محامون من اجل إدارة سليمة" هل الصورة هي مشكلة إدارية؟ ام ان الصورة هي مشكلة تعرقل برامج التطوير البلدية والإدارة السليمة لتلك البرامج؟ او انها تثير اوجاع بطن لدى اوساطا فقدت مكانتها في مدينة الناصرة؟

مبنى البلدية الجديد والواسع هو نتاج نشاط هام من أنشطة رئيس البلدية علي سلام، الذي ارعبت صورته اوساطا لا تريد ان ترى الناصرة تنطلق بالتطوير. كنت ساصفق للهيئة القضائية لو كان الأمر يتعلق بتحصيل حق من حقوق بلدية الناصرة، مثلا ان يهتموا بضم أراضي منطقة الجيش في الحي الجنوبي الى صلاحية بلدية الناصرة. هذا مشروع يحتاج الى الكثير من الجهود. هل حقا الصورة اهم من دعم بلدية الناصرة وصاحب الصورة، من ان تنشط تلك الهيئة الموقرة والتي نحترم نشاطها واهدافها (حسب تسميتها)، في العمل مع بلدية الناصرة، وليس مع صورة علي سلام، من اجل تحرير تلك المنطقة؟ والعمل أيضا على إعادة المنطقة المحاذية لمعسكر الجيش (بيت نقاهة وفندق سابق اشتهر باسم شبرينساك) الى صلاحيات سلطة بلدية الناصرة بدل ربطها هوائيا مع الناصرة العليا او "نوف هجليل" حسب الاسم الجديد؟ هل هي إدارة سليمة ضم شبرينساك هوائيا لنوف هجليل (الناصرة العليا)؟

لست ضد إزالة صورة قد تسبب ارتباكا للبعض، او قلقا يطرد النوم من اعينهم. فنحن نرى ان اهم نشاط للبلدية هو مواصلة تطوير الخدمات المتنوعة التي تنفذها بلدية الناصرة بإدارة رئيسها على سلام، وليس بصورته فقط. ويهمنا اكثر ان تكون جهود هذه الهيئة القضائية الاهتمام بان تكون إدارة بلدية الناصرة وسائر السلطات المحلية العربية، ادارة سليمة. ولا اعرف ما العلاقة بين إدارة سليمة وصورة صغيرة او كبيرة؟ ربما يجب أيضا ان نزيل اسم علي سلام؟ كما افهم الاسم أيضا يسبب ازعاجا للبعض رغم ان الخدمات البلدية لا تستثنيهم من برامجها؟

تابعت سابقا نشاط تلك الهيئة وحقا لها إنجازات مهمة، لكن ان تكون صورة لرئيس بلدية بنى اهم مبنى من المباني البلدية في الوسط العربي واليهودي ايضا، بعد سنوات من عمل البلدية في مباني مستأجرة وموزعة بكل اطراف المدينة، مما يشكل صعوبة إدارية كبيرة، لا تلائم مدينة هامة مثل مدينة الناصرة. ويبني الى جانب دار البلدية الجديد، اكبر مركز ثقافي في الشمال، عدا مشاريع كبيرة أخرى يجري التخطيط والتنفيذ لها، وعلى راسها الجامعة العربية، واستاذ كرة قدم جديد، ومدارس جديدة، هو امر يحتاج احيانا كثيرة الى دعم قضائي والمساعدة في الدعم الإداري السليم في التنفيذ. لكن ان تكون الصورة هي عنوان الإدارة السليمة بالتعامل مع أكبر سلطة محلية عربية واهم مدينة بين مختلف المدن الإسرائيلية، فهو امر يستعصي علي فهم جوهره البارز، وربما المخفي اعظم!!

لست قلقا من ازالة صورة، ولا أرى ان جمهور الناصرة يتعلق بصورة، والمواطنين منحوا ثقتهم في الانتخابات لعلي سلام الشخص وليس لصورته. آمل ان هذا التمسك النصراوي الواسع بصاحب الصورة علي سلام، لا يعتبر تجاوزا للإدارة السليمة!!

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com