تظاهر عدد من السكان العرب في النقب أمام قاعة "بيت الجندي" بمدينة بئر السبع، مساء اليوم الأحد، احتجاجا على حفل توديع وزير الزراعة المسؤول عن سلطة توطين البدو، أوري أرئيل، الذي استقال من منصبه مؤخرا.

وتمّ الاحتفال في غياب كافة رؤساء السلطات المحلية العربية في النقب، وفي تواجد عدد من السكان المحليين العرب.وقد رفع المتظاهرون شعارات مناهضة لتوديع الوزير، حيث أكدوا أنّ هذا الوزير مسؤول عن هدم 8000 بيت، وإبقاء آلاف العائلات بدون مأوى، وعبروا عن استهجانهم الشديد لمشاركة عرب من النقب في حفل التوديع.

وعبر كل من حسين الرفايعة ومعيقل الهواشلة وعياد أبو سبيلة وإبراهيم الحسنات وسليم الدنفيري عن استهجانهم من مشاركة بعض السكان العرب في حفل التكريم، و"خروجهم عن الإجماع في هذه الخطوة"، على حد قولهم.

تأثير الوقفة الاحتجاجية

وقد أثرت الوقفة الاحتجاجية على المتحدثين العرب خلال الحفل، الذي عرفه عثمان أبو عجاج المسؤول عن القسم الجماهيري في سلطة توطين البدو، حيث تحدث في الحفل كل من اسحاق دريجات، وإياد الهزيّل، وسيف زرقي السيّد - الذين عبروا عن شجبهم لسياسة هدم البيوت، وطالبوا بالعمل على انتهاج سياسة جديدة وايجاد حلول لقضية هدم البيوت، غير السياسة التي انتهجها الوزير أرئيل. وقال السيد الذي ظهر عليه التأثر الشديد: "تلقيت عشرات المحادثات لمقاطعة هذا الحفل - ولكنني قررت الحضور لإسماع صوتنا بوضوح أمام الوزير المنتهية ولايته".
وطالبوا من يتولى المنصب، عدم الالتفات إلى الأكاذيب من الموظفين، بل سماع مشاكل السكان بصورة مباشرة منهم.
من جانبه، انتقد المحامي منير القريناوي الوقفة الاحتجاجية ضد تكريم الوزير، وأضاف أنّ "من حضر إلى هنا هو من يخلص للدولة، ونشد على أياديكم لأنك عملت بما فيه الكفاية للوسط البدوي"، وشكر الدوائر الحكومية على ما قامت به".

"لا يوجد هدم بدون بديل"

وعدد مدير علم سلطة تطوير البدو، مئير معيان، "انجازات السلطة من تطوير وتوسعة البلدات القائمة". وأضاف: "تعلمت أن نقوم بالتطوير من خلال المستوطنات".أما الوزير المستقيل أرئيل فقال: "لا نريد تعايش بل العيش معا، وعليكم أن تقوموا بكل جهد والوصول حتى بيت رئيس الحكومة من أجل التغيير".وحول هدم البيوت زعم الوزير أنه "لا يوجد أي هدم بيت بدون حل. لكل بيت يتم هدمه يوجد بديل مع كهرباء وبنية تحتية وانترنت".

وردا على سؤال لمراسل "كل العرب" حول الوقفة الإحتجاجية وهدم البيوت خلال السنوات الأخيرة، قال أرئيل: "رأيت عدد بسيط من المشاركين في الوقفة مقابل العدد الكبير الذي وصل لتوديعي، وأقول إنّ السياسة ستستمر بعدم السماح لأي شخص من البناء بدون ترخيص. نحن في دولة قانون ونظام، وكل مواطن يستطيع الحصول على قسيمة بناء وترخيص بيته".