الطبيب الياس خورية:
في البداية أنا لم أستوعب ما سمعته ولكنه أكّد لي بأنّ سيارة صدمته وكان الحادث قوي ما أسفر عن إصابته بجراح خطيرة، ولاحقًا أقرّ الطّاقم الطّبي وفاته
حتّى لو كانت لديك الرّقابة الكافية على نفسك في القيادة لن تكون لديك الرّقابة على غيرك
بعد حادث الطّرق المؤلم الذي وقع قرب كفرمندا الأسبوع الماضي والذي راح ضحيّته المأسوف على شبابه ابن النّاصرة باسيليوس (باسل) عفيف سلمان البالغ من العمر 26 عامًا، حيث اصطدمت سيارة بالدّراجة النّارية التي كان يقودها الشاب المرحوم ما أدّى لإصابته بجراح خطيرة أسفرت عن وفاته. خرج صديق الشّاب المرحوم باسيليوس، الطّبيب الياس خورية من شفاعمرو بفيديو قصير مؤثّر نشره عبر صفحته وفاءً منه لروح صديقه، وقد حمل الفيديو أيضًا رسالة توعوية للجيل الشّاب.
الطبيب الياس خورية
بدأ الطّبيب خورية حديثه قائلًا: "صداقتي مع باسيليوس عمرها أكثر من 8 سنوات، كُنا نعمل معًا في مصنع للطّحينة، وكانت بالنسبة لي من أجمل الفترات، بعدها سافرت للتّعلم خارج البلاد، وبعد ستّ سنوات أنهيت تعليمي وعُدت إلى البلاد ورغم كُل هذه السّنوات بقينا أصدقاء، وصرنا نُمارس الرّياضة على شاطئ البحر معًا في حيفا، وكانت صداقتي معه رائعة. حتّى جاءني يومًا قبل نحو ثلاثة أشهر وهو يحمل خوذة وقال لي: "عملت رخصة مطور"، فقلت له بأنّ قيادة الدراجة النّارية هي أمر خطر وعليه الابتعاد عنه، لكنّه قال بأنّه حذر في السياقة ولا يقود بطريقة مُتهوّرة وقال لي : "تخافش عليّ". بالفعل كانت سياقته حذرة وكانت حريصًا خلال قيادته على الشّارع.
وتابع قائلًا: "كُنت في حفل زفاف عندما وصلني خبر وفاة باسيليوس، إذ اتّصل حينها صديق مُشترك بيننا وقال لي "باسل عمل حادث وتوفّى"، في البداية أنا لم أستوعب ما سمعته ولكنه أكّد لي بأنّ سيارة صدمته وكان الحادث قوي ما أسفر عن إصابته بجراح خطيرة، ولاحقًا أقرّ الطّاقم الطّبي وفاته. صديقي، صديقي منذ 8 سنوات توفّي في 8 ثوانٍ، وقع الخبر علينا وعلى أهله وعائلته ومُحبينه كالصّاعقة، هو كان شاب طيّب ومُجتهد ومُحب ونشيط ومع الأسف أن يتوفّى وهو في عزّ شبابه، له الرّحمة".
الشاب المرحوم باسيليوس سلمان
وأكمل الطّبيب الياس حديثه موجّهًا رسالة توعويّة لكُل من يقود الدّراجات النّارية ولجمهور السّائقين بشكل عام: "الدّراجات النّارية خطيرة جدًّا، وأنا أنصح أي شخص ألا يقودها وألا يتعلّم رخصة للدّراجات، فخطورتها البالغة من الممكن أن تسلب حياة الإنسان بغمضة عين، حتّى لو كان سائق الدّراجة النّارية حذرًا ولا يقود بشكل مُتهوّر فإنّ الطّريق لا يكون له وحده، لذلك من الممكن أن يتعرّض لحادث من قبل سيارة وتنتهي حياته هكذا بكُل بساطة، حتّى لو كانت لديك الرّقابة الكافية على نفسك في القيادة لن تكون لديك الرّقابة على غيرك".
وتابع: "أثبتت الاحصائيات أن عدد القتلى التي تحصدها حوادث الطّرق لسائقي الدّراجات النّارية هو أكبر بسبعة أصعاف من سائقي السّيارات وهذه نسبة كبيرة جدًّا من شأنها أن تدقّ ناقوس الخطر لأي شاب وشابة يقودون هذا النّوع من المركبات الخطرة على الشّارع".
الرّحمة لباسيليوس ولتبقى ذكراه خالدة.