لطالما تناقلت وسائل الاعلام بكل مشاربها موضوع (آفة العنف) والحصول والتوسع عبر المجتمع بشكل عام ونحو التغلغل بشكل خاص في المجتمع العربي، وما اود الخوض فيه وما يعنيني أولا الوسط العربي والاقلية التي لا يمكنها معالجة هذه الآفة، أو الفيروس الخطير الذي يزداد يوما بعد يوم، متجليا بكافة الاشكال والهيئات والانماط والاساليب المتنوعة والمختلفة بأدوات التنفيذ الغريبة والمدهشة ، متمثلا بالقتل الآدمي بكل أنواعه الانسانية امرأة ورجل ، واكثر ظاهرة تفشت بالسنوات الأخيرة الاعتداء والقتل النسائي ، ربما من منطلق أن المرأة باعتبار المتخلفين الجهلة، أقل شأنا من حضور الرجل في هذا المجتمع الذي يحاول فرض ذكوريته المتمثلة بالأنانية الملفوظة بكل الفكر والآداب والتعامل الخلقي بين البشر
للعنف تسميات عدة وعديدة لو تعمقنا بتلك الكلمة ، (فهنالك التحرش الفكري لهو عنف والتحرش الجنسي هو عنف والتحرش الثقافي هو عنف وكل ما يمس قدر وقيمة الانسان فهو عنف) ، فكيف لأقلية مثلنا تعاني من مركبات مجتمع غير متكامل، ومن اضطهاد فكري ثقافي سياسي تربوي واقتصادي، والارض والمسكن،حينها
يكون لهذا الفرد شأن من الهدوء النفسي الذاتي والاستقرار الحياتي؟! فمن تلك النقاط المدونة آنفا نستقي العبر والتحليل والاستنتاج من كلمة عنف
!! ولماذا يحصل وماهي المسببات، وبالطبع يكون ذلك بتفاوت عيني ونسبي، لطبيعة الحدث والحادثة، والمكان والزمان، والبيئة الحاضنة لمثل تلك الاحداث، والتي في الواقع ،لا يتحملها الانسان المواطن العادي البسيط وبشقيه، وحتى الانسان المنتعش ماديا، لن يشتري سعادته بالمال، ولن يمنع حصد العنف في بيئة تتجلى بالمثاليات ؟!
فمن تلك النقطة المهمة التي تبعث فينا منطق الحروف الصادقة وتدوين ربط الكلمات ، مصوغة بجمل الواقع الحياتي ، والذي أراه من زاوية نظري النقدية والتحليلية ، ان الهرم المؤسساتي في الحكومة والدولة ، هما العامل الاول الاساسي فيما يحدث من التشنجات والاحباطات واليأس الحاصل، (لمجتمع يعاني البطالة، ونجلب له مكاتب تسجيل التشغيل التي لا تشغله، ولا تنفق عليه المبالغ التي بإمكانه العيش منها باحترام ومكانة تجلب له الهدوء والعيش الكريم)، ناهيك ان الدولة بفائض ميزانياتها مع نهاية كل سنة ، توزع الغلة على الاحزاب السياسية والتابعين لها ، والمتحالفين في الحكومة القائمة، بدلا من ضخ تلك الاموال الى قنوات البلدات العربية التي تفتقر في القرن المائة وواحد وعشرين ، لأبسط المقومات البنيوية مثل الشوارع والنوادي الترفيهية، وتعليم الفروع اللامنهجية من دورات فنية ورياضية، بمستوى يليق بها كأمة أو شعب يحترم امام تلك الحكومات؟!
ففتح مؤسسة التأمين في كافة البلدان العربية الرئيسية، متواجدة اليوم كما مكاتب التشغيل؟!، كنت افضل بدلا منها ومكاتب التسجيل، (أن توسع مناطق النفوذ العربية وجلب المستثمرين الى تلك المدن لأقامه المصانع وايجاد البديل لتلك البطالة والعيش باحترام، وبدلا من مراكز الشرطة، فتح نواد ترفيهية لجيل الشباب التي يمكن أن يقضوا بها الوقت الكثير من الدورات، أن فعلت بالشكل الملائم والمطلوب) ومن هنا فللهيئات والمؤسسات والتابعين لها من مجالس وبلديات، ليس عندهم الرؤيا المستقبلية ولا الادوات والاليات العلنية في المطالبة لكل الحكومات المتعاقبة، ان العنف لن يتوقف ان لم تساعدونا في تنفيذ تلك الامور التي طلبناها والنواقص في وسطنا العربي وعلى كافة الصعد الحياتية والاجتماعية والثقافية والتربوية والاقتصادية لكبح جماح آفة العنف المتواجدة عندنا بنسبة أعلى من الوسط اليهودي، أذا فالفوارق واضحة جلية ، وواجب الحكومة سد الهوة والثغرات تحديدا في قراننا ومدننا العربية، حتى نتلاشى النسب العالية من العنف والعمل على تخفيضها، تماما كما هي الهوة في حوادث الطرق في الوسط العربي والنسبة الاعلى مقارنة مع الوسط اليهودي
اذا المسببات اولا نهج المؤسسة الحاكمة، وثانيا رؤساء المجالس المحلية والبلديات ، لبناء تصور حقيقي مستقبلي مع طاقم أكفاء لسد تلك الهوة من العنف الحاصل، وتبديلها يأتي من خلال ما طرحت آنفا، وليس من (خلال اقامة مركز شرطة بملايين الشواكل والعبء على المواطن دون الحلول اطلاقا)؟!
وعليه، لا بد من التوقف عن الاضطهاد والتمييز بين اليهود والعرب، حيث المناداة بالمساواة منذ سنوات دون حدوث ذلك؟! انه لأمر مؤسف حقيقة
!!
حلول مشاكل الارض والمسكن وتوسيع مناطق النفوذ وايجاد الاستثمار من خارج البلد ذاته ومن مبادرة السلطة مع البلدية ، يمكن أن ينقذ العديد من الاهل وتحديدا جيل الشباب غير الحاصل على تمنياته والامل المفقود، (فهو العنف والاحباط واليأس بعينه)
!
مواطنين من هذا القلبيل لن تجدها تقاتل فكريا او نضالا تحركيا يتمثل بالمظاهرات وحتى الاحتجاجات، لن تبدل السياسة المنتهجة، والتي أدت به وصولا لهذا الوضع، واول من يتحمل المسئولية، هي الحكومة والمؤسسات والتابعين لها من البلديات، التي هي من اليقظة بعيدة كل البعد
!!
هناك مثل بالعامية يقول: (ان ضربت أوجع
وأن أطعمت أشبع)
!!
فكيف لمواطن يأكل الضربات المتتالية ويتوجع وهو جائع ولن يشبع؟!!
فماذا تتوقع من مثل هؤلاء المحبطين الجائعين غير التصرف العنيف والغريب؟!!
اللهم أني قد بلغت، وشرحت وجهة نظري
وأن كنت على خطأ فقوموني