إنّ للحياةِ دائرةً ثابتةً لا تتغيّر، فمبدأ الخلقِ من ضعفٍ ومنتهاهم إلى ضعفٍ (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ)، وفي كلا الحالتين ألزمنا الاسلام العظيم بمراعاة حقوق هؤلاء، فقد جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن مِن إجلال الله: إكرامَ ذي الشيبة المسلم))..
فالمسلم لا يُراعي حق من وصل الجيل الذهبي وحسب، وإنما يجلُّ كبار السنّ في المجتمع عامّةً ووالديه خاصةً وهذا يعتبر من ارقى حالات التعبد والرقي الإنسانيّة..
بل إنّه الميزان الذي يميزُ الله به الرقيّ الآدميّ، فإنّه، وإن أوجب برّ الوالدين في قوّتهما، إلا أنه جعل برهما فرضًا حتميًا وحرّم بل جرّم من يقل لهما أفٍّ في كبرهما فقال: إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا
أجل أيها الأحبة ان المجتمعات تمتحن وتُغربل بجانبها الإنسانيّ على قدر وفائها لهذا الجيل الذهبيّ فقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الخير مع أكابرِكم))، وفي رواية: ((البركة مع أكابركم)) ... فإذا أردتم البركة، فهذا الجيل الذهبي هو منبع البركات ومصدرها.