وديع عواودة في مقاله:
الحديث عن ثقافة عربية عنيفة حتى بصيغة تساؤل بسياق تصريحات اردان وبهذا التبسيط والتسطيح في غير محله ويستبطن في داخله شحنة سلبية هدامة تدفع لليأس وهو حديث غير صحيح
حينما قتل شاب يهودي من حيفا والديه قبل خمس سنوات وحينما قتلت ام يهودية قبل 15 سنة طفلتها هي وعشيقها الفرنسي .. وحينما قتل زوج يهودي من موتسا زوجته قبل ايام ...وحينما كانت العصابات اليهودية تفجر سيارات في نتانيا والخضيرة وتقتل ابرياء من المارة هل تساءل هؤلاء اذا كان اليهود شعبا عنيفا ؟
بالنظر لمقولة الثقافة/ الحضارة الغربية المتطورة والشرقية المتخلفة لماذا لا نسأل أيضا: ألم تتعلم داعش جريمة القتل بقطع الرؤوس من الثورة الفرنسية في عقودها الأولى؟ هل قيل إن الشعب الفرنسي عنيفا ؟
من وأي ثقافة تورطت في قتل ملايين في الحربين العالميتين ومن نفذ محاولة إبادة اليهود في اكثر وسيلة عنيفة وإجرامية في تاريخ البشرية ؟ هل الشعب الأمريكي عنيف في ظل اطلاق الرصاص داخل المدارس والمؤسسات كل اثنين وخميس في الولايات المتحدة ؟
مجتمعنا الفلسطيني في الضفة لماذا انخفضت في الجريمة هناك اقل منها في اسرائيل ؟ ولماذا نحن كمجتمع عربي فلسطيني لم نشهد هذه استفحال الجريمة قبل هبة القدس والاقصى عام 2000؟
لفت نظري بعض ما ينشره فيسبوكيون وإعلاميون في صحف وإذاعات وصفحات، أحيانا مزورة. يظن هؤلاء او يحاولون دفع الجمهور للظن والوهم وكان مظاهراتنا في مجد الكروم والبلاد قد فشلت وكان هدفها التخلص من الجريمة والمجرمين بضربة واحدة مما يخلق شعورا بالإحباط وتبديد مكاسب تراكمها بجهد النملة متناسين أن هذه مسيرة تحتاج للمثابرة والتعاون ونفس طويل حتى تقوم الحكومة بواجبها القانوني وتشرع في تنفيذ خطة شاملة كما اكد مراقب الدولة قي تقريره 01.08.2017. طبعا هذا لا يعفينا من مسؤوليتنا كمجتمع في البيوت والمدارس من اجل محاصرة العنف بأشكاله. هذا مفروغ منه.
بالمناسبة لا نرى أنهم يتساءلون مثلا باسم النقاش والحوار عما اذا كانت الحكومة او الشرطة مقصرة ام لا .. فالتساؤلات دائما عن المجتمع العربي. وهذا يأتي بنا للنقطة الثانية: التساؤل هل المجتمع العربي مجتمع عنيف ؟ تساؤل يردده هؤلاء قبل وبعد تصريحات الوزير العنصري (المقصر وفصه حامي) بما يعطي شرعية لمثل هذه الإدعاءات المطلقة الجارفة والعنصرية واحيانا بتأثير اوساط ووسائل إعلام وأبواق دعائية إسرائيلية تحاول إلقاء التهمة في ملعبنا فقط وكان مكافحة العنف والجريمة مسؤوليتنا فقط ! كذلك ينشرون هذه الافكار (بصيغة تساؤلات) دون تمييز وربما خلط مقصود او غير متعمد بين العنف وبين الجريمة في معظم الأحيان.
الحديث عن ثقافة عربية عنيفة حتى بصيغة تساؤل بسياق تصريحات اردان وبهذا التبسيط والتسطيح في غير محله ويستبطن في داخله شحنة سلبية هدامة تدفع لليأس وهو حديث غير صحيح: حينما قتلت اسرائيل 1500 مرأة وطفل في غزة خلال حرب "الرصاص المصبوب" على غزة عام 2008 (وفق تقرير غولديستون) هل كان من الممكن التساؤل ان الشعب اليهودي شعب عنيف ؟ ينسحب السؤال على الجرائم الإسرائيلية بأنواعها في نكبة 48 وعلى الاحتلال الراهن في الضفة وغزة ؟
حينما قتل شاب يهودي من حيفا والديه قبل خمس سنوات وحينما قتلت ام يهودية قبل 15 سنة طفلتها هي وعشيقها الفرنسي .. وحينما قتل زوج يهودي من موتسا زوجته قبل ايام ...وحينما كانت العصابات اليهودية تفجر سيارات في نتانيا والخضيرة وتقتل ابرياء من المارة هل تساءل هؤلاء اذا كان اليهود شعبا عنيفا ؟
بالنظر لمقولة الثقافة/ الحضارة الغربية المتطورة والشرقية المتخلفة لماذا لا نسأل أيضا: ألم تتعلم داعش جريمة القتل بقطع الرؤوس من الثورة الفرنسية في عقودها الأولى؟ هل قيل إن الشعب الفرنسي عنيفا ؟
من وأي ثقافة تورطت في قتل ملايين في الحربين العالميتين ومن نفذ محاولة إبادة اليهود في اكثر وسيلة عنيفة وإجرامية في تاريخ البشرية ؟ هل الشعب الأمريكي عنيف في ظل اطلاق الرصاص داخل المدارس والمؤسسات كل اثنين وخميس في الولايات المتحدة ؟
مجتمعنا الفلسطيني في الضفة لماذا انخفضت في الجريمة هناك اقل منها في اسرائيل ؟ ولماذا نحن كمجتمع عربي فلسطيني لم نشهد هذه استفحال الجريمة قبل هبة القدس والاقصى عام 2000؟ وما دور العامل التاريخي والنكبة وتشويه الهوية ومسؤولية إسرائيل من هذه الناحية ؟ لماذا لا ترد هذه التسؤلات لدى هؤلاء المحترفين للطم والعويل والقدح الذاتي ؟ ونعيد لهم السؤال بالسؤال هل فعلا هو سؤال أم هو السم بالدسم ؟ ومن المستفيد ومن يخدم نشر التساؤلات والمضامين المعوجة والمبتورة في صورتها وسياقها ؟
نحن كافتنا وكل الوقت بحاجة للجواب..لكن حاجتنا للسؤال اكبر..سؤال يقطع اليقين بالشك...شرط ان يكون سؤالا او تساؤلا ناضجا وفي محله.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com