نحو 180 طالبا وطالبة من عائلتي الخمايسة والكشخر في قرية أم بْدون (حتروريم) مسلوبة الاعتراف في النقب، يتغيبون عن مقاعد الدراسة في رياض الأطفال ومدرستين ابتدائيتين ومدرسة ثانوية بقرية الفرعة، منذ مطلع العام الدراسي – عدا يومين تمّ فيهما نقل الطلاب مع الإعلان عن حل الخلاف المتعلق بخدمات وسفريات طلاب القرى مسلوبة الاعتراف بين وزارة التربية والتعليم ومجلس إقليمي القيصوم.
وجاء الإضراب احتجاجا على "عدم نقلهم بصورة آمنة إلى الشارع الرئيسي من بيوتهم في طريقهم إلى مدارسهم"، كما يقول الأهالي.
وتقع قرية أم بدون إلى الشرق من مدينة عراد، حيث يشتكي الأهالي من عدم صلاحية المركبات التي تقل أولادهم من القرية التي تنعدم فيها البنى التحتية إلى الشارع الرئيسي، كما كان الحال في العشرين سنة الأخيرة. ويبدو من الفيديو الذي أرفقه الأهالي أنّ هذه المركبات لا يمكن أن يتم الموافقة عليها بتاتا لنقل الطلاب، وفق مواصفات الأمن والأمان.
ويقول موسى خمايسة في حديث لمراسل "كل العرب": "بعض الطلاب يسكنون في البر بعمق 3 كلم عن الشارع. لقد قام المحامي من مركز عدالة بفحص المسافة بمركبته. الترانزيت التي تنقل الطلاب غير آمنة تماما. في السنوات الأخيرة قمنا بغض الطرف عن وجود حافلتين صغيرتين لنقل أولادنا إلى الشارع الرئيسي بدل ثلاث حافلات وفق المناقصة، حيث يتم نقل الطلاب من الروضات مع طلاب الثانويات – وهو أمر غير قانوني. هذه المرة استعملوا حافلة بدون فحص سنوي ولا تأمين، كانت تقف لمدة ثلاثة أشهر وزجاجها محطم وإطاراتها مدمّرة".
"لأولادنا الحق في الذهاب إلى مدارسهم بأمان"
ويضيف قائلا: "لم نترك أي باب إلا وطرقناه. المجلس لا يهتم بنا. توجهنا أيضا إلى وزارة التربية والتعليم التي تقوم إنّ على المجلس أن يحل المشكلة. نحن نعاني الأمرين، وأولادنا درسوا يومين فقط منذ بداية العام الدراسي. هناك 150 طالبا وطالبة في الابتدائيتين والثانوية في الفرعة و-35 طفلا في رياض الأطفال وهم يتغيبون عن الدراسة. لأولادنا الحق في الذهاب إلى مدارسهم بأمان، حيث في العام الماضي انفجر إطار حافلة والله ستر حيث كان من الممكن أن تحصل كارثة. نحن نريد إعادة نقل الطلاب من البر إلى الشارع الرئيسي بصورة آمنة لا تشكل خطرا على حياة أولادنا".
ويؤكد الأهالي أن عملية نقل الطلاب تبدأ عند الساعة 6:30 صباحا، لكي يتسنى لهم الوصول إلى مقاعد الدراسة قبل الثامنة صباحا، ويعودون منهكين إلى بيوتهم بعد الساعة الثالثة بعد الظهر.
"سيارات الترانزيت تمّ فحصها من ناحية التأمين والترخيص"
وقال مساعد رئيس المجلس، عقاب عواودة، إنّ الحديث عن قضية تتعلق برفض الأهالي أن يتم نقل أولادهم من قبل المسؤول عن نقل أولادهم من القرية إلى الشارع الرئيسي، "لأسباب لا نعلمها، وهو الوحيد الذي يوافق على نقلهم – ونحن نبحث عن شخص آخر ليوافق على ذلك"، لافتا إلى أنّ "سيارات الترانزيت التي تقل الأولاد تم فحصها من ناحية التأمين والترخيص، ويبدو أنه كان هناك مشكلة بالنسبة لتحطيم زجاجها – ومع ذلك فهي تنقل الطلاب حتى الشارع الرئيسي، لأن الطريق المؤدية إلى بيوت السكان لا يمكن الوصول إليها بالحافلة".
أما رئيس المجلس الإقليمي القيصوم، سلامة الأطرش، فعقب بالقول في حديث لـ"كل العرب": "الباصات التي تقل الطلاب جديدة، ولكنها لا تستطيع الوصول إلى كل بيت. وزارة التربية والتعليم تعطينا إمكانية تجميع الطلاب من نقطة الالتقاء لمسافة 1800 متر على حد أقصى من بيوت الأهالي. حبذا لو استطعنا تصليح الطريق الترابية الوعرة التي تؤدي إلى بيوت الأهالي، ولكنهم يتبعون للمجلس الإقليمي تمار (البحر الميت)".
وتعقيبا على الصور التي أرفقها الأهالي في شكواهم لمراسلنا قال رئيس المجلس: "الصور من سيارات النقل من العام الماضي. الباصات التي تم إرسالها لنقل الطلاب من الشارع الرئيسي حديثة".
المعارف: السلطة مسؤولة
وعقبت الناطقة بلسان وزارة المعارف في لواء الجنوب، سوزي بن-هاروش، بالقول: "مسؤولية السفريات على عاتق السلطة المحلية. هناك محطات نقل على بعد 1.5 كلم تقريبا ويجب على الطلاب الوصول إليها. بسبب طبوغرافية المنطقة، لا يمكن نقل الطلاب من بيوتهم".