حايه نوح مديرة عامة لمنتدى التعايش في النقب:
لا يوجد ما هو أصح من أن يوثق المجتمع نفسه
بينما نتابع مشاهد العنف والقمع للمجتمعات في كل أنحاء العالم، تأخذ نساء على عاتقهن مخاطر لا تصدق كي تواجه هيئات ومؤسسات الدولة التي تحاول هدم مجتمعاتهن
خاص "كل العرب" - أفتتح يوم أمس الأول الجمعة، في نيويورك، معرض رائع لأعمال تصويرية لنساء من قرية أم الحيران مسلوبة الاعتراف، تحت تهديد دائم لهدم البيوت، انقطاع المياه، الكهرباء وغيرها من الخدمات الأساسيّة.
أربع نساء بدويات من القرية قمن بتوثيق حياتهن في القرية بشجاعة بالغة، في الوقت الذي كانت فيه السلطات الإسرائيليّة تطاردهن وعائلاتهن، للتخلي عن كل ما يتعلق بالبيت والمسكن. والآن فهن يصنعن المعجزة، حيث عُرضت أعمالهن في نيويورك، ليبعثن رسالة حاسمة ضد تجريد الملكيّة من حقوق الإنسان وقوة المجتمع.
تصوير: عائشة الزيادنة
وقد تم اختيار الأعمال الفنية المميزة لهؤلاء النساء، لتعرض في معرض "فوتوفيل" في نيويورك خلال شهر سبتمبر/أيلول الجاري، ووصل عدد زواره إلى 92 ألف زائر. هذا المعرض يأتي تحت عنوان "مرفوضات خارج بيوتهن" (FORCED FROM HOME) سيستمر لمدة أسبوعين.
قامت هؤلاء النساء بتوثيق حياتهن اليوميّة في قرية أم الحيران مسلوبة الاعتراف على مدار أكثر من 4 سنوات. القرية التي يعشن فيها هن وعائلاتهن لأكثر من 6 عقود، وبعد سنوات من النضال القضائي على الحق في بقائهم في القرية، 500 مواطن من الرجال والنساء يتعرضون لعمليات إخلاء إلى حارة 12 في بلدة حورة في النقب، وعلى حطام القرية ستبنى مستوطنة يهودية باسم "حيران". فترة الانفصال العصيبة عن القرية وثقت على يد نساء بدويات، اللواتي شاركن في مشروع "يصورن - تصوير من أجل حقوق الإنسان" التابع لمنتدى التعايش السلمي والمساواة المدنية في النقب، الذي يعمل في العديد من القرى غير المعترف بها في الجنوب.
خلال المشروع تمنح المشتركات كاميرا، إرشاد مهني بالتصوير وكشف لمواضيع حقوق الإنسان، حيث يلتقين مرة أسبوعيًّا في بيوتهن، ويخرجن للتصوير في أنحاء القرية ويقمن بعرض الصور خلال الحصة، ويتعلمن تطوير لغة التصوير، وتحليل الصور ضمن نقاش على الوضع في القرية وعلى مجرى حياتهن كنساء عربيات بدويات في إسرائيل.
وتقول ر. (35 عاما)، وهي أم لخمسة أطفال: "خوفي هو النسيان. يهمني التصوير من أجل تخليد الذاكرة من قريتي ومن بيتي. أشعر بالقلق بسبب مستقبلنا المجهول. عندما أصور – يختفي القلق. لم أخف من أن أصوّر حتى حين أتوا إلى بيتي وأعطوني الأمر بالهدم، فالكاميرا منحتني القوة".
بدأت العلاقة بين المهرجان والمشروع بعد أن شاهدت المصورة قيشا باري – أسترالية تعمل في نيويورك، وتبحث كثيرًا في مواضيع حقوق الإنسان، مقالة في صحيفة "هآرتس" حول المشروع، وتواصلت حتى تحضر المعرض إلى نيويورك.
أم الحيران هي قرية من أصل 35 قرية عربية-بدوية التي تأبى إسرائيل أن تعترف بها. هذه القرى تأوي أكثر من 90000 رجل، وامرأة وطفل – كلهم من مواطني إسرائيل، حقوقهم وادعاءاتهم مرفوضة مرة تلو المرة على يد الدولة والمحاكم. أكثر من 36000 شخص من سكان هذه القرى مهددون بالإخلاء الإجباري والهدم، من أجل ما تسميه السلطات "مشاريع تطوير" - التي تشمل توسعة مناطق الجيش والصناعة الثقيلة.
وتقول حايه نوح، مديرة عامة لمنتدى التعايش في النقب: "لا يوجد ما هو أصح من أن يوثق المجتمع نفسه، بينما نتابع مشاهد العنف والقمع للمجتمعات في كل أنحاء العالم، تأخذ نساء على عاتقهن مخاطر لا تصدق كي تواجه هيئات ومؤسسات الدولة التي تحاول هدم مجتمعاتهن.. رأينا صورًا مميزة وفريدة من نوعها".
بالإضافة إلى المعرض، سيسافر وفد مشترك من منتدى التعايش وجمعية سدرة مع إحدى السيدات في القرية، مريم أبو القيعان، إلى نيويورك وهناك سيتم شرح وتنظيم جولات في المعرض. بالإضافة إلى ذلك، ستجري الممثلات جلسات ولقاءات عامة مع أصحاب التأثير في أمريكا، من أجل تعزيز الوعي حول موضوع حقوق الإنسان في المجتمع العربي البدوي في النقب. تحقق الحلم بفضل حملة التجنيد الجماهيري للمنظمة، التي نجحت في تجنيد أكثر من 6000 دولار من متبرعين يهود، وعرب وأجانب.
تصوير: عائشة الزيادنة
تصوير: عائشة الزيادنة
تصوير: قيشا باري
تصوير: عائشة الزيادنة
تصوير: هالة أبو فريح