شاكر فريد حسن في مقاله:
من أهم أسباب الإنحراف هو التفكك الأسري والعائلي والعلاقات الإجتماعية المتدهورة، والوضع الإقتصادي السيء الذي تعيشه الكثير من العائلات العربية
أمام هذه الظاهرة السلبية الخطيرة المدمرة وللحد منها لا بد من تضافر الجهود من قبل السلطات المحلية والمؤسسات المختلفة لاحتضان الشباب في نوادٍ ثقافية ومراكز اجتماعية ونُزُل مختلفة وتكثيف المحاضرات لهم
تزايدت في السنوات الأخيرة نسبة الإنحراف في مجتمعنا العربي لدى الشباب والأحداث، وما يترتب ذلك من عنف وتسيب وفوضى وإنحلال أخلاقي وسلوكي، وينعكس على ذلك حتى في المدارس.
لا شك أن الأوضاع الإقتصادية الصعبة وحالة الضياع والضغوط النفسية والضائقة السكنية هي الدافع الأساس لهذا الجنوح والإنحراف، للهروب من الواقع المر، والتخفيف من الضغط والمشاكل اليومية.
ومن أهم أسباب الإنحراف هو التفكك الأسري والعائلي والعلاقات الإجتماعية المتدهورة، والوضع الإقتصادي السيء الذي تعيشه الكثير من العائلات العربية، عدا التنافس الإجتماعي السلبي، والثقافة الإستهلاكية السائدة اليوم، وتراجع القيم الأخلاقية والتربوية والدينية، وكذلك الظروف القهرية التي نعيشها نتيجة السياسات الحكومية القهرية القائمة على التمييز والإضطهاد القومي، ومشاكل السكن الخانقة بسبب سياسة التضييق والخناق وإنعدام الخرائط الهيكلية وقلة الأراضي وارتفاع أسعارها، بالإضافة إلى عدم توجيه أبناء الشبيبة والشباب العرب التوجيه الصحيح لحل مشاكله اليومية.
وأمام هذه الظاهرة السلبية الخطيرة المدمرة وللحد منها لا بد من تضافر الجهود من قبل السلطات المحلية والمؤسسات المختلفة لاحتضان الشباب في نوادٍ ثقافية ومراكز اجتماعية ونُزُل مختلفة ، وتكثيف المحاضرات لهم ، وتوجيههم وارشادهم من قبل عاملين اجتماعيين ومستشارين تربويين واخصائيين نفسيين ، وعلى الاحزاب العمل أكثر لجذب أبناء الشبيبة للانخراط في العمل السياسي والوطني والاجتماعي والاهلي والتطوعي ، بدلًا من قضاء أوقات الفراغ وتمضيتها بالتسكع في الشوارع ومقاهي النرجيلة وشاشات العالم الافتراضي ، وبذلك نحمي شبابنا من الضياع والمضي في دروب الجنوح والانحراف.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com