الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 08:01

قصّة نجاح

أمل عون من النّاصرة: للنساء قدرة عظيمة على التّأثير ويجب كسر الصّورة النّمطية

رغدة بسيوني- كل
نُشر: 06/03/19 12:25,  حُتلن: 17:52

كل امرأة قادرة على أن تُحقّق ذاتها وأن تُحلّق بعيدًا للوصول لأحلامها مهما كانت كبيرة، نشارككم تجارب بمثابة تقدير وحُب لنساء مجتمعنا المُثابرات الطّموحات المُغرّدات خارج كل سرب يحاول الحدّ من طاقاتهن، هي رسائل أمل لكُل امرأة، أم، شابة، طفلة، مُسنّة، من أجل بذل المزيد من المجهودات للنّهوض والمضيّ قُدمًا وتحقيق الذّوات وترك بصمة خاصّة لا تُنسى. "أجا دورِك"!


أمل عون

أمل عون من الناصرة، حاصلة على لقب أوّل في موضوعي اللغة الانجليزية والتاريخ من جامعة حيفا، ولقب ثان في إدارة مؤسسات عامّة بتخصّص حقوق الإنسان من جامعة كورنيل في نيويورك. مؤسِّسة ومديرة شريكة في معهد SPEAK UP وهو معهد للتّدريب على فن المناظرة والخطابة، وناشطة اجتماعية.

بداية الطريق
أمل: "كانت البداية عندما قررت تعلّم اللقب الأول في جامعة حيفا بالتاريخ واللغة الانجليزية، اذ رأيت بهما الإمكانيّة لأن أطور نفسي ومعلوماتي بالمجال الذي أحب، بعيدا عن توقعات المجتمع لمعنى النجاح الأكاديمي".

"واجهتني خلال دراستي للقب الأول تحدّيات كثيرة، فالعالم الاكاديمي مختلف كُليا عن حياتنا المدرسية والاجتماعية. إحدى أكبر التحديات التي واجهتها هي عدم قدرتي على التعبير عن النفسي سواء داخل قاعة المحاضرات او خارجها. وجدت أننا نواجه صعوبة جمّة في التّعبير عن أفكارنا بصورة واضحة ومبنية على معلومات وليس مشاعر، مما يؤدي أيضا لعدم إبراز قدراتنا في مكانها الصّحيح. فنقضي سنواتنا التعليمية وراء ظلّ الطلاب الاخرين. عندما بدأت التّحديات تواجهني أنا بشكل خاص، شعرت أنّ لديّ القُدرة على تغيير الواقع وبدأت بالعمل على نفسي أولا، وثم مع شباب وشابات ضمن أطر مختلفة من أجل تطوير الرّوح القيادية لديهم، بالإضافة إلى القدرة على التّعبير والتي أعتبرها أمرًا أساسيًّا للنّجاح الاكاديمي والمهني.

اللقب الثاني.. تحدّيّات تجارب وامتياز
"شخصيتي تميل بشكل كبير للعلم والتّعلم، فأنا أجد نفسي كثيرًا داخل الإطار الأكاديمي وأرى ان هذا العالم يلائمني وأستطيع أن أطوّر وأتطوّر من خلاله، لذلك لم أكتف باللقب الأول وبحثت مطوّلا عن فرص للقب الثّاني وعن منح كاملة للدّراسة بالذّات وأنّ الإمكانيات المادّية كانت محدودة نوعًا ما، وجدت المنحة المناسبة والتي كانت عبارة عن منحة دراسية كاملة من حيث الأقساط التّعليمية والسّكن والمعيشة، والتحقت بجامعة كورنيل في نيويورك وهي من أفضل الجامعات ومصنّفة رقم 10 على مستوى العالم. في بداية دراستي في الخارج كان من المهم بالنّسبة لي أن أبرز هويّتي، فالكثير لم ينكشفوا علينا كمجتمع فلسطينيي في الدّاخل، بالإضافة إلى عدم معرفتهم بشكل واضح عن دورنا في المجتمع الذي نعيش فيه، حاولت قدر الإمكان أن أظهر أفضل صورة عن المجتمع الذي أنتمي إليه وشاركت بالعديد من المؤتمرات والورشات التي تضمّنت مواضيع حقوق الإنسان كفرد وكمجموعة وطرق لتطوير هذا المجال الذي تخصّصت به، وبعد عامين من الدّراسة والانكشاف على ثقافات مختلفة وعالم واسع مليء بحُريّة أكاديمية كبيرة جدًّا حصلت على لقبي الثاني وتخرّجت من الجامعة بدرجة امتياز وكانت لحظة مميزة جدًّا بالنسبة لي، واختارتني الجامعة لإلقاء خطاب التّخرّج أمام حشد من المحاضرين والطّلاب وذويهم، وكان هذا مصدر فخر كبير لي ولأهلي، وشعرت بأنّ صوتي له صدى مؤثّر ما وضعني في موضع المسؤولية لمّا أنجزته ووصلت إليه وما سأقدّمه لاحقًا لمجتمعي للمساهمة في تطوير المؤسسات المحلية بطريقة مهنية".

العودة إلى البلاد
"عندما عدت إلى البلاد حاملة شهادتي باللقب الثّاني، وجدت بعض الصعوبات العادية في البداية، وأخذت بعضا من الوقت من أجل ملاءمة النّظريات التي تعلّمتها ضمن إطار أمريكي لمجتمعنا وخصوصيّته واختيار النظريات التي تتناسب أكثر معه، وكانت الانطلاقة. عملت أكثر على تطوير المعهد الذي أديره بشراكة مع صديقتي سمرعزايزة وطاقم مهني كامل، وكانت منصّة هذا المعهد قبل دراستي في الخارج وما بعدها تهدف لإيصال رسائل حول العدالة الاجتماعية، الاحترام، وغيرها من المفاهيم التي ترسّخ مبادئ حقوق الإنسان ونطوّرها لدى الجيل الشاب بالأخصّ، كما ونعمل على تطوير المهارات المبنية بالأساس على تعزيز الثّقة بالنّفس والإقناع ونساعدهم بتطوير مهاراتهم بإقناع الآخرين بأفكارهم بطرق صحيحة ومباشرة".

لدينا القدرة جميعًا على أن نكون مؤثّرات
"جميع الأبحاث التي أجريت في مجال التّعليم من الصّف الأول ابتدائي وحتّى الدراسة الأكاديمية في الجامعات والكليات، أكّدت أنّ للنساء تفوّق علمي وأكاديمي في جميع المراحل. لذلك رسالتي لكل امرأة وشابة، لدينا جميعا الطّاقات الكافية التي تؤهلنا لأن نكون مؤثّرات في المجتمع، علينا أن نستثمر بأنفسنا قدر الإمكان وأن نحقق استقلالية فكرية واقتصاديّة التي ستمنحنا عدالة أكبر. يجب أن تجد كل واحدة منا المكان التي تستطيع من خلاله أن تثبت نفسها وتتقدّم، فبذلك نجاح المجتمع بأكمله".

مقالات متعلقة

.