الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 20 / سبتمبر 10:02

حوّاء زهرة الروابي - بقلم: زهير دعيم

زهير دعيم
نُشر: 04/03/19 22:51,  حُتلن: 22:52


المساواة كلمة جميلة تحمل في طيّاتها العدالة والإنصاف والشعور مع الغير ، كلمة أثبتها الله المُحبّ في كتابه المُقدّس ، " فذكرًا وأنثى خلقهما "

وقد قرأت لحكيم قديم قوله :" من ساواك بنفسه فما ظلمك "

ولعل أعتى إجحاف تجذّر في تربة التاريخ كان ظلم الرجل للمرأة ، والشرقيّ على وجه الخصوص ، فقد نصّب نفسه وليًا عليها ووصيًّا ، تأتمر بأمره وتسير خلفه مسلوبة الإرادة والوجدان

كانت وما زالت في نظره متاعًا يُقتنى يُزيِّن به البيت ويزركش المحضر ، ويُمتِّع الأنظار والحواس ، انها حِكر عليه وحده ، أما هو فالحرية الحمراء دينه وديدنه ، والقيد ينكسر حالما يصل إلى معصميه

ودارت الأيام وبتنا نسمع في شرقنا هنا وهناك النساء يتغنّين بالحرية والمساواة ، ولا اقل من المساواة ، وهذا حقُّهن يعود بعد قرون ، يعود على رِجل واحدة ، يتأرجح ، فالمنطق الرجوليّ ما زال عنيدا يأبى أن يعترف بهزيمته

إننا نرحب بهذه المساواة ، وخاصة بعد أن دخلت المرأة ميدان العمل والصناعة وبزّته في كثير منها ، وأضحت تعود مساءً كما الرجل متعبة مرهقة تحمل في جزدانها راتبا في أول كل شهر

ألا تستحق أن يعاونها في الأعمال المنزلية ؟ كيف ومتى هذا سؤال يستدعي البحث والتنقيب


اننا معها

ونحن كُثر ولكننا نريد مساواة تلائم تكوينها الجسديّ والنفسيّ والحسيّ ، نريدها مساواة أرادتها الطبيعة لها ، فتكون الرأس الثاني لعائلة مقدسة يعيش في كنفها جيل المستقبل ، لا تحدّياً وعنفوانًا أجوف،
وبالقلم العريض

لا أريدها ان تحكم البيت لوحدها،فقد قيل : " ويل لقن تحكمه دجاجة "

عذرا ما قصدت الانتقاص ولكن الواقع هو كذا ، وأنا لا استسيغ ان أرى امرأة تصارع على حلبة المصارعة ، أو تلاكم ، أو تمارس رياضة كمال الأجسام أو حتى تقود شاحنة ، ألا ترون أنها بذلك تفقد عنصر الأنوثة وتبعدنا نحن الرجال عن انثى خلقها الله جمالا وحسنًا وعونًا ، وكم ارتاح وأطرب لرقصة الباليه تؤديها حسناء بغنج يشدّ النفس والرُّوح ، أو بالرقص تحت الماء او التزلج على الجليد ، هذه الرياضات تسلب الألباب وتجعل من لا يعرف الحرف شاعرًا


أريدها كذا تقاسم الرجل المسؤولية ،كلّ المسؤوليّة ، كل في اختصاصه وميله وتركيبته ، حتى يظلّ عُشّ الزوجية سامقًا صامدًا أمام تحديات الزمن ونائبات الأيام !!
أريدها حواء الجديدة
أريدها ركنًا قويًّا


وأريدها ايضا ليلى العامرية ، وبلقيس وكيلوباترا وجولييت ، والاهمّ المرأة الفاضلة


نريدها حواء الجديدة
حواء التي تزرع الآفاق شدوًا وجمالًا وحنانًا


حواء المعدن النفيس !
 

مقالات متعلقة

.