مصادر إعلامية في طهران:
لقاءات الإمام خامنئي مع كل قادة وزعماء العالم تجري في بيته، وهو ليس لديه مكتب منفصل وبيت الإمام صغير جدا، والبروتوكول العالمي لا يؤخذ به في لقاءات خامنئي لأنه قائد الثورة الإسلامية وليس مسؤولا حكوميا أو رئيسا
غاب العلم السوري الذي يعتبر رمز الوطن عن صور اللقاءات التي جمعت الرئيس السوري بشار الأسد، بالمرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، وكذلك بالرئيس حسن روحاني، حيث لم يظهر فيها سوى العلم الإيراني.
وألهب غياب العلم السوري مواقع التواصل الاجتماعي، وتحول لمادة نقاش بين السوريين. تابع المواطنون السوريون باهتمام وعلى نحو دقيق، كل تفصيل من تفاصيل هذه الزيارة التي تعتبر هامة وتاريخية، كونها الزيارة الأولى للرئيس الأسد إلى طهران منذ بدء الأزمة السورية قبل 8 سنوات، لذلك خضعت كل شاردة وواردة فيها للتمحيص والتدقيق، فثمة من اتخذوا من غياب العلم السوري عن قاعة الاجتماعات التي تم فيها استقبال الرئيس الزائر ذريعة للادعاء بعدم تقدير السيادة السورية حق قدرها والانتقاص منها، واستشهدوا بذلك ليتخذوا منه دليلا جديدا على تبعية سوريا لإيران وخضوعها لها.
لكن نشطاء آخرين ردوا عليهم فورا بالقول، إن غياب أعلام الضيوف الزائرين هو جزء من البروتوكول الإيراني في استقبال الزعماء، وفعلا فإن جميع صور لقاءات خامنئي مع الرؤساء تظهر غياب أعلام بلادهم، ووجود العلم الإيراني فقط.
واستشهدوا على ذلك بغياب العلم الروسي حتى أثناء استقبال المرشد الأعلى للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يعتبر رئيس دولة عظمى في العالم لا يجرؤ أحد على خرق البروتوكول معها أو الحط من سيادتها واستقلال قرارها.
وأورد هؤلاء النشطاء صورا أظهروا فيها غياب العلم الروسي وكذلك التركي خلال استقبال خامنئي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كل على حدا وفي أوقات مختلفة.
إلا أن لقاءات روحاني التي تجمعه بالرؤساء كانت تحوي أعلام إيران مع أعلام بلدان الرؤساء، وهو ما لم يظهر في لقاء روحاني بالأسد.
حول تفسير غياب العلم، ذكرت مصادر إعلامية في طهران لـ RT أن "لقاءات الإمام خامنئي مع كل قادة وزعماء العالم تجري في بيته، وهو ليس لديه مكتب منفصل، وبيت الإمام صغير جدا، والبروتوكول العالمي لا يؤخذ به في لقاءات خامنئي لأنه قائد الثورة الإسلامية وليس مسؤولا حكوميا أو رئيسا.
وبالتالي فإن غياب العلم لا يعد إساءة، وقد لاحظ الجميع أن خامنئي استقبل الأسد بحفاوة بالغة قل نظيرها. وقال نشطاء إيرانيون: "نحن لم نر المرشد الأعلى يبدي حميمية خلال استقبالاته مثل تلك التي ظهرت عليه أثناء استقباله للرئيس الأسد، وهو عبر له عن احترامه لشخصه وللشعب السوري عامة".