سافرت من هنا إلي هناك إلي باقة الغربية إلي حيث قبر "آية مصاروة" الملاك الذي غاب دون أن ألقاه ، قلت لنفسي أيتها الحمقاء كيف تكونين أنت أخر من يعرف ما حدث لآية ، قالت أنت دوماً علي إنشغال ويكفيك ما أنت فيه، قلت لها وماشأنك أنت لتُشفقي عليّ، سافرت إلي حيث المكان الذي أنزلوا فيه آية منازل الأخرة وناديتها فلم تُجب ، قلت أين ذهبتْ فما زالت حديثةُ عهدٍ بالمكان، قلت أتصل علي هاتفها الذي لا أعرف رقمهُ فتذكرت أنه سقط منها أرضاً ليلة النهاية، أبهرني نورٌ سطع فجأة في المكان وصوتٌ كأنه أجمل موسيقي وحوريةً جميلة كانت هي "آية" التي لم أقابلها يوماً، رحبت بي علي أفضل ما يكون وقالت، لولا أنك أتيت من بعيد ما أتيت إليك فأنا لا أقيم هنا ولن أقيم يوماً هنا، أنا لا أُحبس في مكان ولا تأسرني الجدران، هذا المكان ضيقٌ لا يليق بي وأنا التي أحلم منذ طفولتي أن أُحلق بين النجوم ، أسبح في السماء فوق الغيوم ، أحقق ذاتي وأسعي خلف غاياتي ، أنا فقط عُدت لأنك ضيفٌ قادم لزيارتي من بعيد ، قلت شكراً يا آية هذا من ذوقك الرفيع ، أنا يا عزيزتي جئتُ لأُكفر عن ذنبي أنني أعيش في هذه الدنيا التي ظلمتك وأنا لم أُحرك ساكناً ولأنني أيضاً كنت الأحمق الوحيد الذي تأخر بسماع ما حدث لك ولولا صديق لي نشر خبراً في صحيفة.
" كل العرب "الذين أنا وأنت منهم لما عرفت ، قالت يا إبراهيم لا تُحمل نفسك ما لا يجب أن تحمله ، ألا تري أنني بخير ، أنا لا أُضيع الوقت أبداً فمنذ لحظتي الأولي هنا غادرت إلي الجنان والجمال والراحة والسعي الجميل ، أنا الأن أدرس وأضحك وأُجهز خططي للسعادة التي سأرسلها علي هيئات كثيرة لكل من أحببتهم وأحبوني ، شكراً لك كم أنت لطيف، غادر إلي حيث أتيت لأنني أيضاً مشغولة بكثير من الأمور الجميلة لا أريد التأخر عنها لكن كن واثقاً أنني سعيدة حتي أنني نسيت من كثرة السعادة كيف أنني وصلت إلي هنا ، قلت في نفسي إذاً لن أسأل كثيراً حتي لا أفسد عليها سعادتها بحماقتي شكراً آية الجميلة وأرجوك أن ترسلي لي بعض من هداياك الجميلة ولا تنسيني وداعاً يا بنت وطني.
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com