سميرة عزام:
لطالما كانت قضية المرأة متجذّرة بداخلي وكنت من المهتّمات بشكل كبير برفع مكانة المرأة أينما تواجدت
بالرّغم من انّنا واجهنا انتقادات كثيرة في البلدة بسبب ترّشحنا كنساء مستقلات لم نضعف وثبتنا على أن نكون غير تابعات لفئة ولم ندعم أي حزب او مرشح
استطاعت قائمة نيو عسفيا النسوية أن تكسب ثقة الناخب العسفاوي، وبالرّغم من أنها قائمة جديدة على الساحة السياسية إلا أنّها تمكّنت من حجز مقعد لها في المجلس البلدي في بلدة عسفيا، لتكون بذلك القائمة النّسويّة الأولى في البلدة التي تخوض الانتخابات وتخرج منها بتمثيل نسائي مهم.
الناشطة سميرة عزّام
كان لنا حديث مع العضو الأول في قائمة نيو عسفيا النسوية سميرة عزام والتي ضمنت مكانها ضمن تركيبة المجلس المحلي في البلدة المكونة من 11 عضوًا. سميرة عزّام هي ناشطة اجتماعية ونسوية تعمل في المجال الاجتماعي منذ أكثر من 30 عامًا.
قالت سميرة عزام: "لطالما كانت قضية المرأة متجذّرة بداخلي وكنت من المهتّمات بشكل كبير برفع مكانة المرأة أينما تواجدت، بشكل أو بآخر لا يخفى على أحد الإقصاء الذي ينتهج ضد النساء في المجتمع وتغييب أدوارهنّ في عدّة مجالات فقط لكونهن نساء، لذلك أخذت على عاتقي أن أرفع الصّوت النسوي في كل مكان، فشاركت بإقامة عدد من النوادي النسوية خلال مسيرتي في هذا المجال إلى أن وصلت اليوم لأخذ دور فعّال في المجلس المحلّي". وتابعت قائلة: "قائمة نيو عسفيا هي قائمة مستقلّة، غير طائفية وغير حزبية ولم تكن تابعة لأي مرشّح للرئاسة، إيمانا منّا بأهمّية طرح أفكارنا ومبادئنا بعيدا عن أي تأطير تحت كنف حزب معين أو عائلة أو طائفة".
وأضافت سميرة عزام حول بداية تشكيل القائمة قائلة: "مجموعتنا النسوية تألّفت منذ 3 سنوات وكانت الفكرة الأساسية المطروحة ضمن المجموعة هو أن يكون لنا تمثيل في العمل السياسي ومشاركتنا في هذا الجانب، وذلك لأنّ وقع عدم وجول تمثيل نسائي في مجلس عسفيا كان سلبيا علينا كنساء ولم يحقق مطالبنا، لذلك بقرار مشترك وضعنا هدف لدخول المجلس ورفع الصّوت النسائي فيه وإتاحة الفرصة للتعرّف على وجهة النظر النسوية التي كانت مغيّبة في أماكن صنع القرار، وصنع التغيير لأننا مؤمنات على أنّ للنساء الحق في البلد مثل الرجال تماما وهناك عدد كبير من النساء الجديرات اللاتي يستحقّنّ التواجد في أماكن مهمة مثل عضوية المجلس. شاركنا بالعديد من الجلسات مع جمعية كيان التي عملت على تحضير النساء وتهيئتهن للدخول في المعركة الانتخابية، فكانت لنا جلسات تتعلّق بالحكم المحلّي وقراءة ميزانيات وحول الصلاحيات في المجلس المحلي، بالإضافة إلى مرافقة في الحملات الاجتماعية والسياسية وكيفية إدارة حملة انتخابية ناجحة، عندما شعرنا أننا على استعداد تام لخوض الانتخابات فعلنا وكانت النتيجة مهمة جدا ونقلة نوعية على مستوى عسفيا" كما قالت.
وتابعت عزّام: "بالرّغم من انّنا واجهنا انتقادات كثيرة في البلدة بسبب ترّشحنا كنساء مستقلات لم نضعف وثبتنا على أن نكون غير تابعات لفئة ولم ندعم أي حزب او مرشح باعتقادهم أنّ الأصوات التي ستدعمنا ستؤخذ من القوائم الأخرى، بالإضافة إلى الضغوطات التي واجناها من قبل العائلات بسبب عدم إعلاننا دعم أي عائلة، ولكنّ إيماننا بأنفسنا وبأفكارنا المتحررة ومبادئنا حوّل ترجم هذه الانتقادات إلى إصرار وتميّز في تقديم الأفضل للبلد والاستمرار في النهج الذي بدأنا عليه "عسفيا لا نلمك بيتا آخر"، ما يعني أننا سنحافظ على بلدتنا كما نحافظ على بيوتنا الخاصة فينا".
وأكملت حديثها حول أهداف القائمة في هذا التمثيل النسائي: "سنعمل بجهد كي نحسّن أداء وظيفة عضو المجلس المحلي، فوظيفته لا تقل أهمية عن وظيفة الرئيس، من المهم ذكر أننا لسنا مع فكرة التناوب التي تتم في الغالب، لانّ هذا الامر قد يضعف من فوّة هذه الوظيفة للعضو لأنّه لم يكمل دورة واحدة له في المجلس البلدي، الفترة الكاملة لأي عضو يتواجد ضمن تركيبة أعضاء المجلس، يعطيه المجال لإثبات قدراته في خدمة أهل البلد، وجودي في قائمة نيو عسفيا التي سأمثلها انا في المجلس بعد ضمان أحد مقاعد المجلس الـ11، يعني لنا الكثير، ولكنّه لا يقول أني سأعمل لوحدي بل إنّ معي سيكون طاقم استشاري كبير ندرس جميع القرارات التي سنتخذها وفق المبادئ وخطط العمل، وسنتداول ونأخذ القرارات بشكل جماعي وأنا سأكون في محل نقل الرأس الذي اتّخذناه بالإجماع كي تكتمل الصورة. هذا من الجانب الاول، أما من الجانب الثاني سنباشر في العمل الاجتماعي والعمل النسوي وسيكون لنا تمثيل في اللجان المختلفة من اجل ضمان استمرار قائمة عسفاوية انا".
وأكملت سميرة عزام: "توقّعنا أن يكون تمثيلنا في المجلس أقوى وأكبر ولكن أن تمثّل قائمتنا عضو مقارنة مع قوائم لها باع طويل في المجلس، حصلت على مقعد أو مقعدين هذا يعكس الحاجة لوجود التمثيل النسائي والحاجة للتغيير، بالمقابل إبراز القوة النسائية التي لها تأثيرات كبيرة في المجلس" .
أنهت سميرة عزّام حديثها قائلة: "أنا سعيدة بهذا التمثيل النسائي ولكنّ سعادتي الأكبر هو فتح قائمتنا الطريق أمام النساء للدخول في هذا المجال السياسي، أقول لكل امرأة أنه عليها عدم الخوف من اقتحام هذا المجال، فكما أثبتنا أنفسنا بأننا نساء رائدات في مجالات متعددة بجميع مناحي الحياة، نستطيع إثبات ذلك في السلطة المحلية أيضًا وعن جدارة، هناك حاجة ماسّة لإعلاء الصّوت النسائي في السياسة وهذه أوّل الطريق، نحن سعيدات برؤية البذرة التي زرعناها بدأت بالنمو والإزدهار، هدفنا الأساس الإعلاء من النوعية والكفاءات التي سنجلبها للمجلس المحلي من أجل المصلحة العامة للبد" كما قالت.