فيديو خلال رسم لوحة للسيدة فيروز
رؤية صفية:
أحب النظر والتمعّن في تفاصيل كل شيء من حولي، فأي شيء من شأنه أن يحفّزني على رسم لوحة
إيّاكم وأن تستمعوا إلى السلبيين في حياتكم وكونوا في المكان الذي تجدون أنفسكم به وآمنوا بأحلامكم
الرسم هو أحد أنواع الفنون الراقية والذي يخاطب القلوب والعقول ويعبر عن المشاعر والأحاسيس والتناقضات وحالات يمرّ بها كل فنان ويريد من خلالها أن يوصل رسالة أو معنى ما، النظرة الفنية لهذا النوع من الفنون تختلف باختلاف الحضارات والأزمان عبر التاريخ، ولكنّ الذائقة تتطوّر مع الوقت وتفتح آفاق أوسع للرسام والمتلقّي.
الشابة رؤية صفية
ففي مجتمعنا العربي نلاحظ في الفترة الأخيرة انكشافًا على نطاق أوسع بكل ما يتعلّق بالفنون، وبالذات بفن الرسم. وفي هذا السياق كان لنا حديث مع الشابة رؤية صفية، وهي رسّامة واعدة من كفرياسيف تبلغ من العمر 22 ربيعًا، وتستعد للبدء في سنتها الدراسية الثانية في مجال الرسم والفنون في كلية تل حاي. حيث انتشرت لها، مؤخّرًا، عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الفيديوهات والصور للوحاتها التي لاقت إعجابًا كبيرًا من الجمهور المتذوّق لهذا الفن.
رؤية صفية لكل العرب: "كانت بدايتي في اكتشاف حبي للرسم عندما كنت في السابعة من عمري، بالذات من خلال كتاب الرائد في الصف الأول، إذ كنا نتعلّم نصًّا بعنوان "بائع التّفاح" وعلى الفور قمت برسم بائع التّفاح، لاحظ أهلي موهبتي وقرروا أن يدعمونا لأطوّرها، وبدأت بدورة رسم حينها. لأهلي دور كبير في استمراري في الرسم وتطوّري في هذا الفن الذي أجد نفسي به، وهم كانوا الداعم الأول لي. بعد ذلك، عندما بدأت أكبر أكثر، صارت ردود الفعل على رسوماتي، إن كان من الأصحاب أو الأقارب أو آخرين، مشجعة جدًّا، وساهمت في أن تكون ثقتي بنفسي وبموهبتي أعلى".
وأكملت: "بالبداية واجهت صعوبات من المحيطين بي والذين أكّدوا لي بأنّ تعلّم الرسم "بطعميش خبز"، ولا يوجد له مستقبل مهني يمكنه أن يجعلني مستقلّة فيما بعد، لذلك نصحني الكثير من الناس بالعثور على موضوع بديل أتعلّمه يضمن لي مهنة وراتبًا فيما بعد. وبالفعل، في البداية، دخلت إلى الكلية لأتعلّم موضوع التربية الخاصة، وبعد عامين من الصراع الداخلي، تركت هذا المجال كليًّا وبدأت بتعلّم الموضوع الذي أحب، الفنون، وها أنا في طريقي لسنتي الدراسية الثانية، وأنا متشوّقة لها جدًّا، وأعمل جاهدة لأكون من المتميّزين، وأثبتّ للجميع بأنّ المواضيع المتعارف عليها التقليدية مهمة، ولكن على الشخص أن يجد نفسه في موضوع دراسته كي ينجح فيما بعد بأيّ مجال يدخله، الاجتهاد لتقديم الأفضل بالمجال الذي نحبه يعطينا الكثير من الراحة والثقة بالنفس، ويجعلنا مبدعين في تقديم الجديد".
وتابعت صفية قائلة: "أحاول، طوال الوقت، أن أطوّر من مهاراتي في الرسم، ولديّ وقت مخصص في كل يوم للرسم، حتّى ولو كنت مشغولة، فإنّي أعمل على أن أرسم يوميًّا، وأسعى لأن أتعرّف على الكثير من التقنيات في الرسم، كما وأحاول أن أطور من تقنيات أو حتّى أبتكرها، فهذا عالم واسع ويستطيع المرء فيه أن يبدع إلى أبعد الحدود، وسأواصل الاكتشاف حتّى ولو تطلب مني الأمر أن أسافر خارج البلاد كي أتعلّم المزيد".
حول إلهامها في رسوماتها قالت رؤية: "أحب النظر والتمعّن في تفاصيل كل شيء من حولي، فأي شيء من شأنه أن يحفّزني على رسم لوحة، فمثلًا عندما أسمع أغنية لأم كلثوم أعيش أجواء الأغنية، ومن خلالها أبدأ برسم لوحة".
وتابعت: "طموحي في هذا المجال واسع جدًّا، وأوّلها أن أثبت للجميع بأنّي تعلّمت الموضوع الذي أجد نفسي به، وأبدعت فيه، وأقدّم عبره رسالة. أريد أن أصل إلى مرحلة تساعد في تطوير فكرة الرسم عند متذوّقي هذا الفن، لأنّه فن راقٍ وأحب أن يتداول بشكل أوسع. أعمل على تطوير موهبتي وأرى تقدّمًا في كل سنة عن سابقتها، وأطمح أن أصل للعالمية، وأن تكون لي معارضي الخاصة، بيد أنّني أعمل على إقامة معرض في بلدتي كفرياسيف قريبًا".
وأنهت الرسامة الشابة رؤية صفية كلامها عبر موقع العرب قائلة: "أشكر كل من يدعمني ويدعم مسيرتي وموهبتي، ولديّ نصيحة أوجهها عبر موقع العرب: إيّاكم وأن تستمعوا إلى السلبيين في حياتكم، وكونوا في المكان الذي تجدون أنفسكم به، وآمنوا بأحلامكم وبمواهبكم وقدراتكم، وامشوا بخطًى واثقة تجاه أحلامكم لتحققوها بفرح وشغف".