رئيس لجنة المتابعة العليا - محمد بركة:
أفنيري بدأ حياته في العصابات الصهيونية ونصيرا للحرب، لينتقل الى مناهضة الاحتلال، وليؤسس حركة طليعية في مقاطعة المستوطنات
رحيله سيُضعف صناعة الرأي العام ضد الاحتلال واستبداده
وصل إلى موقع العرب وصحيفة كل العرب بيان صادر عن لجنة المتابعة العليا للجماهير العرب في البلاد، جاء فيه:"قال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، محمد بركة، إن السياسي والكاتب أوري أفنيري، الذي رحل اليوم الاثنين، عن عمر قارب 95 عاما، كان على مدى عقود صوتا جهوريا ضد الاحتلال، ومناديا لقيام الدولة الفلسطينية، وأسس حركة "كتلة السلام"، التي يسجل لها أنها طليعية في حركة مقاطعة المستوطنات، على المستويين المحلي والعالمي".
وزاد البيان:"وقال بركة، لقد بدأ أفنيري حياته، عنصرا في العصابات الصهيونية، وأشدها تطرفا "الايتسيل"، معاديا للشعب الفلسطيني، نصيرا وداعما لعقلية الحرب، خاصة في حرب 1967. إلا أنه لاحقا، بدأت توجهاته تنقلب حتى رست عند مناهضة الاحتلال.
وكان من أوائل من تحدث في سنوات السبعين، عن ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ومن أوائل من فتحوا حوارا مع منظمة التحرير، حتى قام بزيارة الزعيم الراحل ياسر عرفات في بيروت، مخترقا الحصار الاسرائيلي في حرب لبنان الاولى 1982. وكذلك زياراته المتكررة لابي عمار في حصاره في المقاطعة في رام الله خلال وبعد العام 2002.
كما كان افنيري شريكنا في عام 1982 في إقامة اللجنة ضد الحرب في لبنان. وفي العام 1993 حركة "كتلة السلام"، التي يُسجل لها، أنها الطليعية في مقاطعة المستوطنات واقتصادها، على المستويين المحلي والعالمي. إذ أن الحركة كانت تصدر تباعا قوائم بشركات ومصانع المستوطنات، وتسوقها عالميا؛ إلى جانب نشاط مباشر أمام الاستثمارات العالمية لردعها عن الانخراط في اقتصاد المستوطنات".
وتابع البيان:"وقال بركة، إنه رغم سنه المتقدم كان افنيري مثابرا على المشاركة في المظاهرات ضد جدار الفصل الاحتلالي، وخاصة في بلعين، وفِي دعم رافضي الخدمة في جيش الاحتلال. وعندما قدمت اسرائيل لائحة اتهام ضدي، مؤلفة من أربع تهم، وحوكمتُ على مدار خمس سنوات، كانت احدى القضايا متعلقة بصدي لأحد المتطرفين العنصريين، حينما حاول الاعتداء على افنيري، الذي كان يسير الى جانبي في مظاهرة ضد العدوان الاسرائيلي على لبنان في العام 2006. وفِي مداولات المحكمة ادلى افنيري بشهادة تحمل موقفا صلبا وواضحا.
وقال بركة، لقد علمت انه كان عازما على المشاركة في المظاهرة الجبارة، التي دعت اليها لجنة المتابعة ضد قانون القومية في 11 الشهر الجاري في تل ابيب، ولكن جلطة دماغية حادة عاجلته، ولذلك افتتحت كلمتي في المظاهرة بتوجيه التحية لاوري اڤنيري وبالتمنيات له بالشفاء، الامر الذي استقبله عشرات ألوف المتظاهرين بالتصفيق الحار تقديرا لاوري اڤنيري.
وتابع بركة قائلا، بالتأكيد أن مسيرة أفنيري في بداياتها إشكالية جدا، من ناحيتنا كشعب فلسطيني، وبالتأكيد على المستوى الشخصي، كإبن لعائلة لاجئة في وطنها، إلا أن افنيري وبقناعات كانت نتيجة لاستنتاجات، اتخذت منحى آخر، وباتت الخلافات في الرأي تتقلص، وفي العقود الثلاثة الأخيرة تقلصت الى درجة كبيرة. وقد كرّس أفنيري قلمه في العقود الثلاثة الأخيرة، وأكثر، لموقف واضح جلي ضد الاحتلال، وضد مشروع المستوطنات. ومما لا شك فيه، أن غياب قلمه بمقاله الأسبوعي في صحيفة "هآرتس"، سيُضعف الصوت الواضح ضد الاحتلال، في ماكنة صناعة الرأي الإسرائيلية.
وختم بركة قائلا، لقد فقد الشعب الفلسطيني اليوم صديقا مخلصا، وكذا ساحات النضال ضد الاحتلال ومن اجل السلام العادل فقدت أحد أركانها"، إلى هنا البيان.