ميكروبات اللبتوسبيرا لها انتشار واسع في الطبيعة وتعتبر الفئران والحيوانات هي الحامل لهذا المرض
أصدرت بلدية أم الفحم بيانا لمواطنيها تحذر من خلاله من مرض اللبتوسبيروزيس، وجاء في البيان: "أيام قليلة تفصلنا عن حلول عيد الأضحى المبارك اعاده الله علينا وعليكم باليمن والبركات. أهلنا الأعزاء: في الآونة الأخيرة تم اغلاق عدد من الأنهر والأودية شمالي البلاد بوجه جمهور المتنزهين عقب انتشار مرض ملوث أدى الى إصابة 21 شخصا حيث يرقدون حاليا في المستشفيات.
تعريف المرض:
مرض اللبتوسبيرا من الأمراض المعدية المشتركة التي تصيب الحيوانات والإنسان والفئران والكلاب. وتعتبر القوارض أهم العوائل الحيوانية الناقلة للعدوى عن طريق تلويث ماء القنوات والترع والبحيرات. ويتميز المرض بالحمى، بول داكن، نزلة معوية، التهاب رمدي، الآم عضلية وهزال.
الميكروب المسبب للمرض:
مسبب المرض بكتيريا خيطية حلزونية ملتوية الشكل وتنتهي بأطراف على شكل خطاف (Coiled) وتمتلك اللبتوسبيرا جدارا خليويا يمكن رؤيته بواسطة المجهر الالكتروني وهي من البكتيريا المتحركة ذات حركة انزلاقية والتفافية.
الانتشار في الطبيعة:
ميكروبات اللبتوسبيرا لها انتشار واسع في الطبيعة وتعتبر الفئران والحيوانات هي الحامل لهذا المرض.
العوائل الناقلة للعدوى:
تعتبر كل الثدييات تقريبا قابلة للعدوى خصوصا الفئران بجميع أنواعها والكلاب والأرانب وحيوانات المزرعة وكذلك الحيوانات البرية مثل الوعل، الغزال، الشمبانزي، الأسد والنمر.
كما ينتقل المرض بالطرق المباشرة وغير المباشرة للإنسان. ولكن يعتبر الفأر النرويجي، والذي يعيش في الأماكن الزراعية وعلى ضفاف الترع والقنوات، هو أهم حامل للعدوى حيث ثبت إن 30-90%من أفراده تكون حاملة للميكروب (ولا تظهر عليها أي أعراض) وتفرزه مع بولها لتلوث البيئة.
مقاومة الميكروب للعوامل الطبيعية والكيميائية:
ميكروب اللبتوسبيرا يموت عند درجات الحرارة العالية والجفاف، فهو لا يتحملها ويتحمل درجات الحرارة المنخفضة حيث إنها تعيش لمدة ثلاثة شهور عند درجة-20C ويندر تكاثرها خارج الجسم. وتعيش اللبتوسبيرا في وسط رطب ودرجة حموضة لا تتعدى 6.6.
الأشخاص المعرضون بالإصابة بالمرض هم:
عمال القنوات والترع ومياه المجاري والصرف الصحي، المزارعون، الصيادين والذين يسبحون في المياه الملوثة، الأطباء البيطريون، الأختصاصيون الذين يعملون في المختبرات والعمال الذين يقومون برعاية الحيوانات المصابة.
وبائية المرض:
يلاحظ إن مكروب اللبتوسبيرا يحدث حالات مرضية في الإنسان حيث لوحظ أن البكتيريا تتركز في الكلى ولهذا يعتبر البول مصدر عدوى للمرض عن طريق تلوث الأكل والمياه بهذا البول.
كما تعتبر الأجنة المجهضة والمشيمة الملوثة مصدرا للعدوى يؤدي إلى انتشار هذا المرض أثناء رعاية الحيوانات المصابة والاحتكاك المباشر بها يزيد من معدل تلك الإصابة وكذلك اختلاط الحيوانات مع بعضها البعض بطريقة التلامس يؤدي إلى نقل العدوى من الحيوانات المصابة إلى الحيوانات السليمة. كما يمكن إن تنقل العدوى عن طريق شرب الألبان غير المعاملة حراريا والملوثة بالإفرازات البولية التي تحتوي على الميكروب.
أعراض المرض:
فترة حضانة المرض في الإنسان 7-12 يوما ويمر المرض بمرحلتين: المرحلة الأولى: ويكون الميكروب خلالها نشطا وتسمى هذه المرحلة التسمم الدموي البكتيري وتدعى Septicemic or Bacteremic وتدوم من ثلاثة إلى سبعة أيام وتكون أعراض المرض تشبه أعراض الأنفلونزا وتتميز بارتفاع درجة الحرارة، رعشة، صداع شديد ومستمر، الآم حول العينين، عرق غزير وغثيان، التهاب رمدي مع تضخم للغدد اللمفاوية بالرقبة والحلق مع ضعف عضلي واضح والآم بالبطن. وفي نهاية هذه المرحلة يكون البول لونه اصفر داكنا أو احمر مصفرا أو بنيا داكنا. وهذه المرحلة يتكاثر الميكروب في الدم والسائل الشوكي للمريض.
المرحلة الثانية: تسمى المرحلة المناعية وتحدث مباشرة بعد فترة من 1-3 أيام بعد المرحلة الأولى، ويمكن أن تدوم في حدود شهر واحد وتحدث في هذه المرحلة أعراض المرض الأخرى كالتهاب السحايا والتهاب أنسجة الدماغ والحبل ألشوكي، كما تزداد أعراض الصداع الشديد. وقد لوحظ إن المعالجة بالمضادات الحيوية أثناء الأيام القليلة الأولى تساعد على تثبيط سرعة انتشار الميكروب داخل الجسم، أما في المراحل التالية فتقل درجة كفاءة المضادات الحيوية في العلاج. وهذه البكتيريا تؤدي إلى خسارة في الأرواح وموت بعض الآدميين نتيجة مضاعفات الفشل الكلوي الحاد.
العوامل التي تساعد على انتشار المرض لدى الإنسان:
1- مستوى المعيشة المتدني في البلدان التي تنتشر بها أعداد كبيرة من القوارض.
2- تلوث الماء والغذاء بالبول الملوث بالبكتيريا.
3- ملامسة المياه الملوثة بخدوش الجلد والأغشية المخاطية.
4- نوع الأعمال التي يقوم بها الإنسان كالأطباء البيطريين والأشخاص الذين يقومون برعاية الحيوانات مباشرة وخاصة المصابة وعمال المناجم والذين يعملون في المجاري والمصارف.
5- شرب الحليب غير المغلي الملوث ببول الحيوانات المصابة.
لكل ذلك نقول لأهلنا في ام الفحم أن درهم وقاية خير من قنطار علاج. خاصة في هذه الأيام التي من المتوقع أن يخرج الناس بها الى الطبيعة والتنزه والرحلات والجولات. حفظكم الله ورعاكم، الى هان نص البيان.