بعد يومين سوف يودعنا عام 2006 تاركا جراحه في الوطن العربي والعالم كله، ويحل علينا عام 2007 ضيفا جديدا كغيره من الأعوام
لقد شهد عام 2006 احتداما سياسيا ملحوظا حيث كثرت الاغتيالات، وتصاعدت الفتن في الشرق الأوسط بشكل كبير
في عام 2006 عاد العالم الى الوراء سنين الى الخلف واندلعت الحروب التي نسفت أبرياء وهرقت دماء روت بها الأرض
ولوحظ ارتفاع شديد لارتفاع عدد ضحايا حوادث السير على الطرقات العربية، التي أودت بحياة الكثيرين في ظروف مأساوية، وخلّفت وراءها إما امهات ثاكلات أو ابناءً يتامى
باختصار شديد، عمت الفوضى العالم هذا العام واختلط الحابل بالنابل، وأفلت من يدنا زمام السيطرة
موجز لآخر محطات بارزة لعام 2006
فرح محبي كرة القدم بقدوم المونديال من ألمانيا، وجلسوا أمام شاشات التلفاز لمشاهدة مباريات الحدث، وفي وقت غير متوقع، دق ناقوس الخطر في لبنان، ودوّت صافرات الانذار في شوارع البلاد، انها الحرب الاسرائيلية-اللبنانية التي لم تخلو من مشاهد قديمة زرعت في الذاكرة اللبنانية
من أحداث العدوان لبنان
مجزرة قانا عام 1996 تتكرر مرة أخرى عام 2006 والتاريخ يجتر نفسه
نزف لبنان خلال الحرب لبضعة شهور، وفتحت الحرب جراحا لم تندمل بعد، أضف الى ذلك ضحايا الحرب من عرب الداخل، والى الفزع الذي القلق الشديد الذي مرت به البلدات العربية والدمار الذي حلّ بعروس البحر حيفا
الاجواء اللبنانية بعد الحرب كانت مشدودة، وانطلقت الفتن بين الأحزاب اللبنانية، ولحقت بالرئيس الأسبق الحريري سلسة اغتيالات سياسة نذكر آخرها وزير الصناعة بيير الجميل في تاريخ 21/11/2006
وأصبحت لعبة تقاذف الاتهامات لعبة العصر
المرحوم بيار الجميل
في العراق، ووسط كل هذه الفوضى وفي غمار ضحايا العنف العراقي-الأميركي، كانت محكمة صدام قد أخذت مجراها، وقد توالت جلسات المحكمة أشهرا طويلة، حيث ثبت حكم الاعدام عليه في تاريخ 27/12/2006، الأمر الذي ولد انشقاقات ما بين مؤيد ومعارض، وقد نفذ الحكم حديثا في تاريخ 30/12/2006 ونشرت مقاطع مصورة لحادث الإعدام أمام الجميع وعلى كل الشاشات
الرئيس الأسبق صدام حسين في أحدى جلسات محاكمته
فلسطين تودع 660 شهيدا خلال العام 2006
أفاد مركز حقوقي إسرائيلي بأن العام 2006 شهد تدهورا في أوضاع حقوق الإنسان خاصة ما يتعلق بقتل المدنيين وهدم البيوت وتدمير البنى التحتية في قطاع غزة من قبل قوات الاحتلال
وقال تقرير مركز "بتسيلم" لحقوق الإنسان، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت هذا العام 660 فلسطينيا، بينهم 141 قاصرا
وأشار التقرير إلى أنه في قطاع غزه وحده، ومنذ أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، قبل نصف عام، على أيدي المقاومة الفلسطينية في عملية عسكرية جنوب قطاع غزة، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلية 405 فلسطينيين، من بينهم 88 قاصرا
من مجزرة بيت حانون
ولموقع معبر رفح دور كبير، حيث جرت محاولة اغتيال لرئيس حركة المقاومة الاسلامية حماس، اسماعيل هنية، عندما أغلقت اسرائيل المعبر لمنع هنية من دخول غزة، ومن هنا اتهمت حماس مستخدمة تعابير مبطنة منظمة التحرير الفلسطينية (فتح) بهذه المحاولة مما أثار غضب محمود عباس الرئيس الفلسطيني، ودعا الى انتحابات جديدة مبكرة تشريعية، وتشققت الصفوف الفلسطينية، وتصاعدت الاشتباكات بين مؤيدي فتح ومؤيدي حماس في الشوارع الفلسطينية وأريق دم فلسطيني برصاص فلسطيني
اسماعيل هنية
على الصعيد المحلي، ازداد عدد حوادث السير بشكل رهيب مما أسفر عن ضحايا عديدة، ويعود السبب في ذلك لقلة في كفاءة الشوارع والمفارق في البلدات العربية في تأمين سفر آمن للمواطنين العرب وأيضا الى قلة الحذر أثناء السياقة
وان عدنا في عجلة الزمن الى الخلف 9 أشهر، نذكر المحاولة الفاشلة في تفجير كنيسة البشارة في الناصرة، على يد ثلاثة يهود من عائلة واحدة، الخبر الذي زعزع الجميع، مسيحيين ومسلمين، الذين لم ينجروا وراء محاولة التفرقة حيث وقفوا معا وقفة أخوة ومؤازرة
من أحداث كنيسة البشارة
لا يخلو الأمر من مظاهر العنصرية في البلاد، حيث وصلت أوجها في بلدية الرملة، ويافطات الشوارع التي تسجل عليها أسماء الشوارع والأحياء، وكان ذلك عندما طالب السكان العرب بتغيير الأسماء من يهودية الى عربية، ليشعروا بانتمائهم للبلد، فرد عليهم رئيس البلدية يوئيل ليفي بألفاظ نابية وعنصرية تخلو من أي تفهم ومساواة
رئيس بلدية الرملة يوئيل ليفي
ومن الأحداث الملفتة للنظر بشدة، حوادث القتل التي يقتل فيها الأخ أخيه، فنذكر من هذه الحوادث مقتل الشاب لاعب كرة القدم في فريق هبوعيل شباب طمرة؛ طيبي طيبي على يد أخيه نمير طيبي، وحادثة قتل السيدة نهاية بدير من كفر قاسم على يد والد زوجها على خلفية شرف العائلة "غير المبررة للقتل"، وغيرها العديد من الحوادث الممائلة
من اليسار: المرحومة نهاية بدير، المرحوم طيبي طيبي
صراعات عائلية تودي بحياة افرادها في عام 2006
هل نتقدم مع الزمن أم ان علاقتنا معه هي طردية، فكلما تقدم تراجعنا؟
هذه أحداث مأساوية، بالذات ان ربطناها مع البعد الزمني الذي جرت خلاله، فأحداث كهذه لا تلائم العصر، الا انها تهيمن على الساحة العالمية والمحلية
وعلى اعتاب عام جديد، نتمنى لكل زوارنا على الموقع عاما سعيدا خاليا من الأضرار والدمار، عاما مليئا بالمحبة والسلام مع الوقاية والتروي والحذر أينما كان، وذلك لنشهد أحياءً على زمن جديد يبشر بالتحسن والتقدم الى الأمام