رائد برهوم في مقاله:
الممتلكات العامة هي ملك الجميع وليس لفرد او مجموعة افراد وانما انشئت لتقديم الخدمة العامة لمكونات المجتمع
هنالك حاجة ماسة الى تكثيف الجهود التوعوية بين ابنائنا من عدة جهات، الاسرة المدرسة، دور العبادة، لزرع الوازع الاخلاقي والانتماء فيهم
يشكل اتلاف الممتلكات العامة ظاهرة واسعة في مجتمعنا العربي وعلى مدى سنوات عجزت الجهات المسؤولة عن ايقافها، رغم الجهود الكبيرة التي تبذل على اكثر من صعيد، مثل حملات التوعية والقوانين الصارمة وكاميرات المراقبة المزروعة في كل مكان والسؤال الذي يطرح في هذا السياق، لماذا يحدث ذلك؟ ما هي الاسباب الموجبة لهذه السلوكيات؟
ان الممتلكات العامة هي ملك الجميع وليس لفرد او مجموعة افراد وانما انشئت لتقديم الخدمة العامة لمكونات المجتمع فمذا يدفع البعض الى العبث والتخريب لمحطات الباص التي تحمي الناس من حرارة الشمس صيفا ومن مياه الامطار شتاءً، او اتلاف وتكسير المرفقات والمنشآت والالعاب في الحدائق العامة، وغيرها من اعمال الاتلاف والتخريب.
هذا يدل ان هنالك اختلال في زرع القيم الاجتماعية التي تهدف حماية الصالح العام وتغلب المصالح الشخصية الضيقة على المصلحة العامة، وغياب الشعور بالانتماء للمجتمع الذي نعيش فيه مما يؤدي الى هذا السلوك السلبي لتلف الممتلكات بدافع السخط والانتقام.
فالمشكلة نابعة بأساسها من التربية الصحيحة ويجب على الاهل ان يربوا ابنائهم منذ نعومة اظفارهم على المحافظة على الممتلكات العامة بانها ملك الجميع، ولكن وللاسف الشديد بعض الاباء والامهات منشغلون بعيدا عن ابنائهم وليسوا على اطلاع بما يفعلونه خارج المنزل.
هنالك حاجة ماسة الى تكثيف الجهود التوعوية بين ابنائنا من عدة جهات، الاسرة المدرسة، دور العبادة، لزرع الوازع الاخلاقي والانتماء فيهم، وكما يقع على كاهل المجالس المحلية ايجاد البرامج الملائمة ضمن الفعاليات اللا منهجية لتشغيليهم وزرع روح التطوع لديهم لاستغلال هذه الطاقة الشبابية ايجابا. وكما ورد في احد اقوال رجل التربية المعروف يانوش كورتشاك (لا يوجد اطفال سيئون، يوجد اطفال يشعرون بالسوء).
عين رافا
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net