الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 14 / نوفمبر 17:01

مركز يبوس الثقافيّ في القدس يستضيف وفد الاتّحاد القطريّ للأدباء – الكرمل

كل العرب
نُشر: 30/06/18 22:43,  حُتلن: 22:44

جاءنا من الناطق الرسميّ للاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين – الكرمل الشاعر علي هيبي: في أمسية احتفاليّة ذات أجواء وطنيّة ورقيّ فنيّ، وفي بيت المقدس العاصمة الأبديّة لفلسطين، مساء الأربعاء الموافق ل 27/6/2018، غصّت قاعة مركز يبوس الثقافيّ بالعديد من الأدباء والمثقّفين والأسرى المحرّرين ووفد الاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين – الكرمل وجمهور غفير من المهتمّين وعائلة الأسير سائد سلامة المحتفى به وبباكورة إصداراته، مجموعته القصصيّة "عطر الإرادة" التي صدرت مؤخّرًا، وتجدر الإشارة إلى أنّ سائد يقبع في سجون الاحتلال الإسرائيليّ بمحكوميّة جائرة 24 عامًا، قضى منها حتّى الآن 17 عامًا وما زال صامدًا ويكتب أدبًا إنسانيًّا عظيمًا، وهو حائز على درجة البكالوريوس في الكيمياء من جامعة القدس.

 

أمّا أعضاء الوفد من الاتّحاد القطريّ الذين شاركوا فهم: الكاتب والأسير المحرّر سعيد نفّاع الأمين العامّ للاتّحاد من بيت جن، والذي رعى الإنتاج القصصيّ لسائد أثناء وجوده أسيرًا في السجن لمدّة عام "بتهمة" التواصل مع الأهل في سوريا كدولة "عدوّ"، والأديب د. أسامة مصاروة نائب رئيس الاتّحاد من الطيّبة، والشاعر علي هيبي الناطق الرسميّ للاتّحاد من كابول، والذي تشرّف بلمسة متواضعة في المجموعة بمراجعة اللغة القصصيّة، والشاعر أسامة ملحم عضو الإدارة من كفر ياسيف. وقد استقبل القيّمون علىى الأمسية من مركز يبوس وعائلة الكاتب الأسير الوفد بحفاوة بالغة.
وقد أقام مركز يبوس الثقافيّ بالتعاون مع دار الرعاة للدراسات والنشر هذه الأمسية خصّيصًا لدعم الإبداع الأدبيّ والإنسانيّ في السجون بهدف إظهار همجيّة هذا الاحتلال ونزعته العنصريّة المتطرّفة. وقد دعم الإصدار بعد لأي مؤسّسات السلطة والاتّحادات عن المساهمة في النشر، فكان هذا الشرف من نصيب الأستاذ نيقولا عقل صاحب دار الرعاة.
وكان الإداريّ خالد الغول مدير البرامج في مركز يبوس قد افتتح الأمسية، وكذلك فعل شقيق سائد الأخ وائل سلامة، فرحّبا بالحضور وبخاصّة أعضاء الوفد من الاتّحاد القطريّ، وشكرا المبادرين والمنظّمين والداعمين والمشاركين في هذه الأمسية، والذين ساهموا في إخراج هذا الإبداع إلى النور، وهذا أقلّ ما يقدّمه مجتمع مناضل وحيّ يرزح تحت نير الاحتلال لأسير ضحّى بأغلى ما يملك، من سنّي شبابه نحو وطنه ودعمًا للحركة الأسيرة لتبقى حركة حيّة تناضل من وراء القضبان بصلابة الموقف وإنسانيّة الكلمة.
وقد تولّى عرافة الأمسية وقدّم المداخلة الأولى فيها الكاتب إبراهيم جوهر، فأشاد بهذا الإبداع الجديد والواعد، وتطرّق إلى الجانب الإنسانيّ في المواقف القصصيّة والنزعة الإنسانيّة التي يمتاز بها الأسرى حتّى نحو أعدائهم السجّانين، مدلّلًا على ذلك بأمثلة من المجموعة، مثل القصّة التي تتناول محاولة إقناع أسير فلسطينيّ محروم من أهله وأمّه لسجين إسرائيليّ بضرورة التواصل مع أمّه التي انقطع عنها لسنوات طويلة، ويجدر التنويه بأنّ الكاتب جوهر كتب مقدّمة قصيرة بيّن فيها إعجابه بالنصوص وتقنيّاتها الفنيّة كالاسترجاع وحواراتها الفكريّة مع الآخر.
أمّا المداخلة الرئيسيّة فكانت للكاتب سعيد نفّاع الذي قدّم للمجموعة القصصيّة وأشاد بالنصوص التي اقتبسها كموادّ أدبيّة تقدّم نفسها بنفسها، ومن ثمّ ركّز في مداخلته على التجربة التي يعيشها الأسير في أسره كإنسان، يحبّ ويكره ويبكي ويضحك ويمارس الرياضة ويحاور في السياسة، ولم يكن كنموذج الرجل التقليديّ الذي يعاب إن بكى أو ضعف في موقف أو مأزق، وقد أشار نفّاع إلى أنّ إنسانيّة الكاتب سائد الأسير هي حبل الوريد الرابط والطاغي الذي يجمع بين كلّ هذه القصص، والتي تتميّز بعمقها الفكريّ وتأمّلاتها الذاتيّة والجماعيّة وبتقنيّاتها الفنيّة العالية وأسلوبها القصصيّ المسترسل، ممّا يجعلها علامة مضيئة في تاريخ الحركة الأسيرة وفي مكانة ذات قيمة أدبيّة عالية في إنتاجنا الإبداعيّ عامّة والقصصيّ خاصّة.
المداخلة الهامّة التالية كانت من نصيب الكاتب الفلسطينيّ محمود شقير، فاستهلّ بالإشادة بالحركة الأسيرة ودورها في النضال الوطنيّ العامّ، وتمنّى الحريّة لسائد ورفاقه من السجن الإسرائيليّ الجائر، ثمّ تطرّق إلى المجموعة القصصيّة وصاحبها ككاتب متمرّس يهتمّ باللغة إلى حدّ كبير وبشكل وإتقان وشاعريّة، فرغم المضامين البسيطة يتقن سائد المهارات التقنيّة والأسلوبيّة السرديّة ذات التأمليّة الفكريّة، الأمر الذي يرفع المجموعة إلى مصفّ الأعمال الإبداعيّة الكبيرة، وهو ما كتبه الكاتب شقير تظهيرًا على الغلاف الأخير للمجموعة، ونوّه إلى أنّها تستحقّ القراءة والنقد وتقديمها لنيل جائزة أدبيّة في دولة الكويت.
وكذلك شارك بمداخلات قصيرة وقيّمة حول الكاتب الأسير ومجموعة "عطر الإرادة" كلّ من الكاتب محمّد خليل عليّان، الذي كتب عدّة أعمال أدبيّة وهو في السجن أيضًا، والكاتبة الواعدة لجين محمّد شوش، ابنة الثامنة عشرة ولها كتابان في مجال القصّ، وخال الكاتب الأخ أمين الغول، والذي تطرّق إلى قصيّة الأسر كقضيّة وطنيّة أولى وبعدها السياسيّ والاجتماعيّ والأخلاقيّ.
ومن ثمّ ألقى الشاعر أسامة مصاروة قصيدة عن الأسير تليق بالأمسية لاقت مع الوصلة الفنيّة التي قدّمها عازف العود الواعد كنعان الغول استحسانًا كبيرًا، فقد عزف مقطوعة حول الحريّة وغنّى أغنية "آه يا أسمر اللون" بأداء وعزف رفيعيْن. 

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.74
USD
3.95
EUR
4.75
GBP
333973.34
BTC
0.52
CNY
.