حجاج رحال:
الصفعة مؤلمة، لكنها ستعود بالنفع إذا تم استخلاص العبر والاستفادة منها، فخطوة واحدة الى الوراء قد تساعدك على التقدم عشر خطوات الى الأمام
كنت في العاشرة من عمري عندما تابعت مباريات أول مسابقة بكأس العالم، ففي صيف 1990 واكبت مباريات مونديال ايطاليا، وهناك بدأ عشقي للمنتخب الايطالي. لن أنسى أهداف المهاجم سيلفاتوري سكيلاتشي ولا تألق خط الدفاع بقيادة بيرجومي وباريزي وباولو مالديني ووجود لاعبين مجربين في الوسط.
المنتخب آنذاك وصل حتى مرحلى نصف النهائي، لكنه وقع أمام مارادونا والأرجنتين. بعد ذلك بأربعة أعوام جاءت خسارة مدوية أمام البرازيل في نهائي مونديال 1994 في الولايات المتحدة الأمريكية، بركلات الجزاء الترجيحية. وتوالت خيبات الأمل الى أن جاء التعويض في مونديال 2006 في ألمانيا، ليتوجه الأزوري في الفوز باللقب عبر بوابة فرنسا وزين الدين زيدان، أيضا بركلات الترجيح. شجعت ايطاليا بدءا بسكيلاتشي ومالديني ومرورا بروبيرتو باجيو وفرانشسيكو توتي والحارس الأسطوري بوفون وجميع نجومه على مدار سنوات طويلة.
ولكن مع مرور الوقت لم تخرج ايطاليا مواهب واعدة كان بامكانها مواصلة قيادة السفينة بأمان، فكان الاعتماد بالأساس على اللاعبين المخضرمين، لأن الجيل الصاعد خيب الآمال. وما العمل أنه مع مرور الوقت وتقدمهم في السن يقل مستواهم تدريجيا، وفي ظل عدم بروز مواهب واعدة وصاعدة، فان الطليان لم يتأهلوا الى المونديال، عدا عن عدم تعامل المدرب فينتورا مع التغييرات وقراراته الخاطئة. الآن جاء الدور على المدرب الجديد روبيرتو مانشيني، وهو مدرب أثبت نجاعته مع الأندية التي دربها. مهمة نانشيني بناء جيل صاعد وواعد يعيد للكرة الايطالية هيبتها، فبدأ بضخ دماء جديدة، وسط دمجها مع عدد من المجربين. تغيير السلطة في المنتخب الايطالي واجب وضروري، قد لا تقطف الثمار في وقت قصير، لكن بعد الفشل المدوي فبات حتميا. عدم مشاركة ايطاليا في المونديال، ورغم تاريخها الناصع بأربع بطولات كأس العالم، تعد ربحا وليس خسارة. الصفعة مؤلمة، لكنها ستعود بالنفع إذا تم استخلاص العبر والاستفادة منها، فخطوة واحدة الى الوراء قد تساعدك على التقدم عشر خطوات الى الأمام.